تراســـيم..

لقد مللنا.. سيدي !!

عبد الباقي الظافر

أمس خرجت القضارف عن بكرة أبيها مناصرة لواليها كرم الله عباس .. الوالي لم يحرر الفشقة السودانية.. كرم الله اعترف (بعظمة لسانه) أنه لم يبنِ من مشاريع التنمية حتى راكوبة.. رغم هذا تناصره ولايته لأنه تجرأ ورفع صوته على المركز.. ذات الحب ناله عبد الحميد كاشا في جنوب دارفور.. كاشا ليس له في التنمية نصيب.. لكنه كان يردّد دائماً أمام شعبه أنه والٍ منتخب.. لهذا لم يستطِع خلفه الوالي حماد إسماعيل المعين بمرسوم رئاسي التجول في سوق نيالا إلا بعد ثلاثة أيام. الدكتور أمين حسن عمر وزير الدولة برئاسة الجمهورية أكد في حوار صحفي مع الزميلة الصحافة إمكانية تنظيم انتخابات مبكرة إن أدرك الحزب الحاكم أن الشعب أصابه الملل.. ذات التحدي جاء في حديث لوالي الخرطوم الذي جزم أنه سيتنحى إن أدرك أن نصف مؤيدي حزب الشجرة في الانتخابات الماضية تغيرت ولاءاتهم ولم يعد عبدالرحمن الخضر يعبر عن تطلعاتهم الانتخابية. الآن الملل قد أصاب البنية التحتية للحزب الحاكم.. أينما تيمم وجهك تجد مجموعة من المؤيدين لتنظيم مذكرة معارضة.. من كثرة المذكرات الاحتجاجية الغاضبة أنها بدأت، مثل البيانات الانقلابية، تأخذ أرقاماً متسلسلة.. رئيس مجلس الشورى السابق البروفيسور عبدالرحيم علي تشابهت عليه المذكرات حتى بات يسأل عن أي مذكرة تتحدثون.. الأزمة أن أثر هذه المذكرات المطالبة بالتغيير يكاد يساوي صفراً.. حتى وزير القصر أمين حسن يخشى ألاّ تحدث هذه الأصوات أثراً في إصلاح المسار.. وبلغ اليأس أن رئيس القطاع السياسي بالحزب الحاكم الفريق قطبي المهدي تمنى لو عرضت عليه مذكرة غاضبة ليمهرها بتوقيعه الكريم. الآن أكثر حزب تتعرض كوادره للبطش والتنكيل ليس إلاّ حزب الحكومة نفسه.. في النيل الأبيض تم توقيف نائب رئيس الحزب الحاكم في مدينة كوستي.. أما نائب رئيس المؤتمر في جنوب دارفور فقد أقيل من منصبه ثم تم تغريبه للخرطوم.. في مظاهرات نيالا كانت السلطات تبحث عن متهمين في صفوف الحزب الحاكم. الخطر الذي تتعرض له الحكومة سيأتي من داخل الحزب.. قواعد المؤتمر أصيبت بالملل والإحباط وتنتظر اللحظة التاريخية.. الشيخ إبراهيم أحمد عمر يعترف في حديث للزميلة الأحداث أن طول البقاء في المناصب أدى للململة.. وذات التحليل أقر به الوزير أمين حسن عمر الذي دعا السلطات أن تبدأ به بعد أن شاب على كرسي المسئولية. أحياناً كثيرة القيادة العليا لا ترى الواقع.. المستشارون ونافخو البوق يخدعون الحكام في كل زمان ومكان.. عندما علت طائرة الشاه بعد سقوط طهران سأل الطاغية رجاله: (هل كل هؤلاء الناس ضدي).. حينما استقرت رصاصة غاضبة في قلب الرئيس السادات كان يصرخ غير مصدق: (مش معقول). كل المؤشرات تؤكد أن الناس قد أصابها الملل.. وأن الخطوة الشجاعة تقتضي تنحي القيادة الحالية وإفساح المجال لجيل جديد ممتلئ بالحيوية والقدرة على تجاوز الصعوبات.


التيار