• ×

قولوا حسنا

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط

يجب أن نقول للمحسن أحسنت عندما يصيب بقدر ما نقول له أخطأت عندما نرى أنه أخطأ.. بالأمس أصدرت الرابطة الشرعية للعلماء بياناً إيجابياً هاجمت فيه النظام السوري لما ظل يرتكبه من إجرام في حق الشعب السوري الثائر من أجل حريته وكرامته وانتقدت تصرفات وأقوال الفريق الدابي رئيس بعثة المراقبة العربية باعتباره أقرب للنظام السوري المجرم و طالبت الهيئة بسحبه ومحاسبته كما طالبت بموقف أقوى للجامعة العربية تجاه النظام البعثي الدموي.. هذا الموقف للرابطة يستحق الإشادة فلأول مرة تخرج الرابطة من تشرنقها حول قضايا فقهية جانبية إلى ساحة قضايا المسلمين المعاصرة ونتمنى للرابطة دوراً أكثر إيجابية في محاربة الظلم والفساد فهذا من أكبر وأخطر العوامل التي أدت لتخلف المسلمين ونرجو ألا تكون انتقائية في فتاويها.
الحرية الانتقائية
ما حدث في ولاية الجزيرة من منع الحزب الاتحادي إقامة ليلة سياسية بمناسبة الاستقلال يضعف حجج الذين يدعون بوجود حريات عامة وسيادة الدستور في واقعنا الحالي فذلك حديث يفتقر إلى الصحة. لقد سمعت أحد قيادات حزب المؤتمر الوطني قبل أيام في قناة الجزيرة يؤكد أن الحريات العامة في السودان مكفولة ولم يمر على حديثه يومان إلا وسمعنا بإغلاق صحيفة ومصادرة أخرى ومنع ندوة سياسية عن استقلال السودان لحزب هو الأحق أن يحتفل بالاستقلال كالحزب الاتحادي!! ما هذا؟ متى يفهم قادة الحزب الحاكم أن الربيع العربي بدأ يزحف نحو بلادنا ما ظل الاحتقان سائداً وأن أفضل للنظام وللبلاد هو التطور السياسي والدستوري السلمي بديلاً من العنف والثورات السياسية والعسكرية؟ متى؟
مع وزارة التجارة
بدعوة كريمة من صديقي السيد عثمان عمر الشريف وزير التجارة حضرت قبل يومين الندوة التي أقامتها وزارة التجارة في معرض الخرطوم الدولي. أتيحت لي فرصة التعقيب فقلت إنه آن الأوان لأن نفكر في قطاع التجارة في السودان برؤية أكثر اتساعاً وعمقاً عما سبق فقد كانت النظرة للتجارة في الماضي منذ فترة المراهقة الاقتصادية في النظام الاشتراكي المايوي كأن التجارة هي رجس من عمل الشيطان في حين أن هذا السودان كان يوماً ما ملتقى طرق تجارية يأتي كل من يبتغي الرزق إلى السودان يجلب إليه السلع ويأخذ منه ما طاب. لقد كانت التجارة أحد الأسباب التي جعلت هذا السودان موضعاً للتمازج الحضاري عندما لم تكن هناك جوازات ولا حدود ولاسلطة مركزية فاختلط سكانه المحليون مع الوافدين له من شتى بقاع المجتمعات من حولنا فانتشر الإسلام مثلما حدث فى بقاع الأرض من أقصى شرق المعمورة إلى غربها. وقلت إن هذا السودان هو أفضل (دكان ناصية) فى هذه المنطقة من العالم ويمكن للتجارة أن تعود للبلاد بثروات وقيمة إضافية أكثر من البترول والذهب ويمكن أن تجعل من السودان واحة اقتصادية ومن التجارة قاطرة تجر القطاعات الاقتصادية الأخرى ويحقق ثقة في اقتصاده وهذا يتطلب سياسات إيجابية فالاقتصاد والسياسة وجهان لعملة واحدة.. ولا بد أن تتناصر جميع السياسات الاقتصادية لتحقيق الحلم فالسياسات المالية والنقدية والتمويلية والاستثمارية والزراعية والصناعية والعقارية وغيرها يجب ألا تتنافر حتى تحدث الأثر المطلوب.
السوداني




بواسطة : محجوب عروة
 0  0  2172
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 02:50 مساءً الجمعة 26 أبريل 2024.