• ×

تراسيم

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
تراســـيم..

خطر.. ممنوع العبور !!

عبد الباقي الظافر

الصحف الأمريكية والبريطانية كانت مشدوهة نحو الخليج العربي.. للاهتمام لم يكن مرده احتمال أن تنتج إيران قنبلة نووية في غضون عام.. بل الخبر أن المملكة العربية تتجه لبناء استاد جديد لكرة القدم.. الجديد في الأمر أن المنشأة الرياضية الجديدة تتيح للنساء مشاهدة مباريات كرة القدم من داخل الميدان.. تصميم مدينة الملك عبدالله يوفر خدمة للسيدات اللائي يرغبن في مشاهدة المستديرة كفاحاً.. المفارقة تبدو أن غضباً كبيراً اكتنف صفوف الحرس القديم حينما قبل مؤسس السعودية عربة هدية من بريطانيا.. بعض الشيوخ اعتبروا السيارة البريطانية إحدى المحدثات التي تفضي بصاحبها إلى النار.. وذات المملكة العربية افتتحت جامعة الملك عبدالله التي يدرس فيها الطلاب والطالبات على صعيد واحد. عندما جاء الإمام المهدي مبشراً بفكرته رأى أن الإيمان بمهديته دونه جز الأعناق.. ولكن حفيده الإمام الصادق المهدي كتب كتاباً اسمه (يسألونك عن المهدية).. ثم بلغ الإمام من الاجتهاد مرحلة جلبت له غضب الجماعات السلفية التي دعت إلى استتابته ومن ثم محاكمته.. الإمام الصادق المهدي غضب لنفسه وطالب هذه الجماعات بالاعتذار أو اللجوء إلى القضاء.. ثم احتفظ لنفسه بمنزلة غامضة إن لم يقتص له القضاء. صحيح من الصعب أن توضع الجماعات السلفية في مرتبة واحدة في طرحها الفكري.. رغم ذلك وجدت عدواً يتربص بخيمتهم في الاحتفال بالمولد النبوي بأمدرمان.. يدٌ ما أحرقت الخيمة ولو لا لطف الله لحدثت كارثة بشرية تضاف لتاريخنا المزخرف بالدماء. ولكن ذات الجماعات السلفية التي مثلت دور الضحية في أحداث المولد النبوي كانت في أم ضواً بان تمثل دور المنتقم.. ضريح الشيخ ود الأرباب في أم ضواً بان تعرض إلى تخريب متعمد وقيد البلاغ ضد سلفي.. كان من الممكن أن يتحول الحادث إلى يوم أحمر إن وقع المتسلل في أيدي المريدين في تلك البقعة الصوفية. عدم احترام الرأي الآخر يجعل المجتمع بأكمله ضحية.. نشرت الزميلة الوطن في عددها ليوم أمس أن إمام مسجد معروف في الخرطوم بحري أفتى بتكفير الشيخ الترابي والإمام المهدي.. ثم انتقل الشيخ أبو الدرداء ليرمي الحكومة الحالية بالكفر لأنها سمحت للحزب الشيوعي بممارسة السياسة في البلد المسلم.. ذات النيران الصديقة أصابت الجماعة السلفية التي يراها الشيخ أبو الدرداء خارجة على الدين لأنها لم تقم بواجبها الشرعي في تكفير الحكومة السودانية. بصراحة مطلوب الاهتمام بالسلام الاجتماعي في السودان.. هذا السلام الاجتماعي يقوم على احترام الآخر.. وعلينا الاقتداء في هذا الظرف بحكمة الإمام الشافعي: (رأينا صواب يحتمل الخطأ، ورأي غيرنا خطأ يحتمل الصواب).. يزدهر الفكر الإسلامي إن عملنا بالقاعدة الفقهية التي تعطي المجتهد أجراً واحداً وإن لم يصب. إني أرى شجراً يسير يا بني وطني.

التيار

 0  0  1980
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 08:05 صباحًا الإثنين 6 مايو 2024.