• ×

(خوجلي عثمان) مطرب اصيل ..وذكريات أليمة

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
السودانية ـ متابعات 
الحديث عن قامة فنية فارعة مثل الراحل خوجلي عثمان يتطلب جسارة غير اعتيادية، خاصة وأنه رحل مبغيٌّ عليه بأيدي اللوثة، وهو في قمة عطائه وريعان شبابه. ربما دفعتني تلك الجسارة التي افتقدتها، إلى الاستعانة بأسرته، فقررت زيارتها في الحلفاية حيث تقيم، أستقي منها بعض المعلومات التي قد تسعفني في كتابة هذا التقرير.

من وادي سوبا إلى الحلفايا

وُلد (خوجلي عثمان) في (وادي سوبا) المُسمى حالياً بالوادي الأخضر، ويعد خوجلي وحيد والديه جاء إلى الدنيا بعد خمس أخوات، فكان ختاماً كالمسك، بعدها انتقلت به أسرته إلى الحلفايا، حيث درس الابتدائية في مدرسة الحلفايا القديمة، ثم توقف عن الدراسة ليعمل (فني معمل) في القسم البيطري في (شمبات)، ثم عاد والتحق بالكمبوني حيث درس اللغة الإنجليزية، ثم توقف مرة أخرى.

مسيرته الفنية

جلسنا إلى شقيقته الكبرى (بخيتة) لتسرد لنا بعض من مسيرة الراحل قالت: بدأ (خوجلي) مشواره الفني، وهو في الخامسة عشرة من عمره، فتعلم عزف العود على يد الأستاذ (سليمان زين العابدين)، وكان يقلد الأستاذين (أحمد الجابري) و(عثمان الشفيع). ومن الأغاني التي كان يدندن بها أغنية (الذكريات).

في بروفايل للمرحوم منشور في أعداد سابقة من (اليوم التالي)، كتب (عبد الجليل سليمان) عن خوجلي قائلاً "في هجرة روحه إلى عالم الغناء، التقت بروح أخرى لا تقل عنها شغفا وقلقاً ونواحاً وتطريباً، فروح الشاعر تاج السر عبّاس نفحت حنجرة خوجلي بـ (حبة حبّة زيد غرورك، كتير بتناسى إيديّ، ومالو لو صافيتنا إنت)".

معلومة جديدة

أول من قام باكتشافه وقدمه للشاشة البلورية الدكتور (محمد عبد الله الريح) الذي سمع صوته من خلال حفل أقيمه له في إحدى الحدائق بـشمبات، حيث كان يقطن معي، وكان (خوجلي) هادئ الطبع وحلو المعشر، كان يغني في الجمعيات الخيرية بلا مقابل كتب له العديد من الشعراء، منهم (تاج السر عباس) و(التجاني حاج موسى) و(الصادق الياس) والعديد من الشعراء، له ستة أبناء ولكن لم يواصل واحد منهم مسيرة أبيه الفنية، من أشهر أغانيه (أسمعنا مرة) ، وكذلك (ما بنختلف) والكثير من أغنياته الرائعة.

وفي سياق ذي صلة، تضيف بخيتة: بالمناسبة يوجد بالعائلة أكثر من ستة أطفال يحملون اسمه تخليداً لذكراه.

لحظاته الأخيرة

ولكن في العام (1994) رحل عنَّا عملاق الفن (خوجلي عثمان) عن عمر يناهز الثلاثة وأربعين عاماً، نتيجة لتأثره بجراحه عندما قام أحد المجرمين بتسديد طعنة غدر له من خلفه بعد ما قام المرحوم بضيافته في (نادي الفنانين) بـ (أم درمان) قبل ابتداء الحفل الذي كان المرحوم مشاركاً فيه، ولفظ له كلمته الأخيرة (أخ مالك ياخي)، وأصاب ذلك المجرم الفنان (عبد القادر سالم) في يده عندما أتى لإنقاذه، وبعد اكتمال الإجراءات القانونية ادعى ذلك المجرم، أنه يعاني من اضطرابات نفسية، وقامت المحكمة بإخلاء سبيله.
عودة سعد ـ اليوم التالي


بواسطة : admin
 0  0  1623
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 08:17 صباحًا السبت 27 أبريل 2024.