• ×

نجاة مطرب سوداني من القتل علي يد جماعة بوكو حرام

يروي تفاصيل الاحداث بدقة ..

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
الخرطوم ـ (السودانية ) كشف الفنان السوداني محمد احمد التجاني الشهير بـ( منصور ) تفاصيل نجاته من الموت المحقق علي يد جماعة بوكو حرام رغماً عن قضائه ( 43 عاماً ) بمدينة ما يدغري النيجيرية التي شد لها الرحال من السودان.
وقال : أولاً لابد من التأكيد علي شيء في غاية الأهمية هو أنني من مواليد مدينة كسلا شرق السودان حيث عشت فيها بعضاً من طفولتي وجزءا آخراً منها بمدينة بورتسودان وما بين مسقط رأسي ودولة المهجر شهدت حياتي أغرب قصة منذ أن كنت صغيراً شددت الرحال مع الوالدين في بادئ الأمر إلي ( أنجمينا ) العاصمة التشادية قبل ( 43 عاما ).
وعن الكيفية التي بدأت بها جماعة ( بوكو حرام ) التشدد دينياً ومحاولة قتله؟ قال : هذه الجماعة بدأت بشكل ديني يذهبون في إطاره إلي المسجد جماعات نساء ورجال ولكنهم فجأة وبدون مقدمات أصبحوا جماعة متشددة دينياً وصادف ذلك التشدد أنني أحييت حفلاً بإستاد ( يوبل ) الذي عدت منه إلي مدينة ما يدوغري الثانية عشر مساء وما أن دلفت لداخل منزلي وقبل أن أخلد للنوم سمعت إطلاق أعيرة نارية وظللت مستيغظاً لاستمرار إطلاق النيران وفي اليوم التالي لم تتوقف أيضاً وكان أن سألتني زوجتي عما يحدث في ما يدوغري السؤال الذي حدا بي حمل الراديو وإدارة مؤشره ناحية إذاعة (البي بي سي) اللندنية الناطقة باللغة العربية إلي جانب أنني فتحت باب منزلي لتبيان ما يجري في منطقة ( استود لوكس ) فشاهدت منظراً مخيفاً ومرعباً فمن بداية الشارع إلي نهايته يقف أشخاص يحملون في أيديهم بنادق ( كلاشنكوف ) و( حراب ) و( سيوف ) ويرتدون الزى المدني وإلي تلك اللحظة لم أتخيل أنهم هم الذين يذهبون إلي أداء الصلوات في المسجد جماعات ما قادني إلي أن أنادي علي زوجتي لتقف شاهداً علي ذلك المشهد وكانت هي خائفة جداً وعندما هممت بالخروج من المنزل طلبت مني أن لا أفعل فقلت : لن يحدث شيئاً أن شاء الله فقالت : أين ذاهب؟ فقلت : إلي جاري لتحيته وكان أن توجهت إليه حاملاً في يدي الراديو فقال : شفتا يا منصور أشرقت الشمس علي ماذا؟ فقلت : حاجة غريبة فقال : يا منصور ادخل إلي منزلك لأنه ليس معروفاً ماذا يحدث؟ وكان أن دخل هو منزله وكذلك فعلت أنا الذي ظللت أتابع الأخبار عبر القنوات العالمية وأثناء ذلك سمعت طرقاً علي باب منزلي فقمت من جلستي تلك متوجهاً لمعرفة من الطارق مع رجاءات من زوجتي بعدم فتح الباب إلا أنني لم استجيب لرغبتها وخرجت من المنزل حاملاً في يدي الراديو وأنا أمشي وأمشي في الشارع العام إلي أن فاجأني واحداً من جماعة ( بوكو حرام ) معتديا علي بالضرب مشهراً في وجهي كلاشنكوف وهو يقول باللغة الانجليزية : ( سد داون ) وكان أن استجبت له فسألني باللغة العربية هل أنت مسلم؟ فقلت نعم ثم نهرني قائلاً : لماذا خرجت من منزلك وماذا تفعل بهذا الراديو الذي اقتلعه مني وضرب به الأرض ثم قال : تسمع في الخواجات البقولوا فينا الكلام الفارغ طالما أنك مسلم لماذا لا تخرج للجهاد معنا؟ فقلت : لم تخطرونا كما أننا ليس مستعدين فضحك ضحكة لم أفهم المغزى منها وكان كل أهالي المنطقة يشاهدون ذلك الموقف الذي سقطت علي أثره احدي السيدات التي تقطن بجوارنا كما أن أبنائي كانوا يصيحون بابا منصور قتلوه بابا منصور قتلوه إلا أنهم قالوا لي إذا كنت تنوي أن تخوض معنا الحرب فهيا أدخل إلي منزلك ولا تخرج منه فشكرتهم ثم دخلت منزلي ومن تلك اللحظة لم نخرج من المنزل وفي اليوم الثالث غادر السكان المنطقة باعتبار أنها لم تعد أمنة ورفضت أنا أن أفعل مثلهم وما أن مرت لحظات إلا وطرق جاري باب منزلي قائلاً : يا منصور الحكومة أصدرت قراراً بإخلاء المنطقة من السكان وكان أن أخرجت سيارتي من الجراج مصطحباً فيها أبنائي إلي أهل زوجتي فيما توجهت أنا ومن معي من الرجال إلي مكتبي حيث تذوقنا طعم المشقة والمعاناة والقتل داخل الأحياء لم يعد موجوداً وانحصر القتال في الضواحي.
وحول هجرته من السودان؟ قال : عندما قررت والدتي أن تلحق بوالدي في تشاد طلب منها أن تتركني أواصل دراستي وكان أن استجابة لهم وتوجهت إلي المحطة التي تفاجأت فيها أنني لحقت بها وبدأت أبحث عنها في عربات القطار وحينما شاهدني خالي العمدة قال : يا ولد أرجع وكانت الوالدة في تلك الإثناء تتهيأ للجلوس علي مقعدها فالتفت إلي ثم نزلت من القطار وقالت طالما أن أبني لحق بي إلي هنا لن اتركه ورائي وكان أن رافقتها
إلي ( أنجمينا ) التشادية ومنها إلي مايدوغري النيجيرية.
كيف أصبحت فناناً ورئيساً لاتحاد الفنانين النيجيريين؟ قال : أنا أصلاً كنت عازفاً علي آلة الإيقاع ولكن أعادني إليه الفنانين عبدالرحمن عبدالله وإبراهيم حسين والدكتور عبدالقادر سالم والفنانة بهاء عبدالكريم بعد أن كنت اعمل سائقاً في حافلة أرحلهم بها من مكان الإقامة إلي حفلاتهم وصادف ذلك أنني في مرة من المرات أمسكت بإيقاع العازف الخير وعزفت عليه فقالت لي الفنانة بهاء عبدالكريم : (يا منصور ما تخلي الفن) وأيضاً عزفت علي اوكرديون موسي الساير ومنذ آنذاك الوقت لم أعد إلا الآن.
من الذي نصبك رئيساً علي اتحاد الفنانين النيجيريين؟ قال : الشيخ مصطفي عمر الكندو شيخ (برنو) عليه الرحمة حيث أنه منحني (الطاقية) التي أتصور بها الآن وبالتالي علي أي فنان أو موسيقي في نيجيريا أن يدفع لي عمولة مقابل كل حفل ولكنني كنت أرفض الفكرة بحكم أنني غير محتاجاً فالفن حقق لي وضعية مالية ممتازة والذي في إطاره تم إهدائي خمس عربات فارهة من علي الشريف وكادري وشيخ ( برنو ) وآخرين.
هل يتم التعامل معك علي أساس أنك سوداني أم نيجيري؟ قال : طوال إقامتي في نيجيريا لم أتنازل عن سودانيتي وفي كل مقابلاتي التلفزيونية والإذاعية اعتز وافتخر بها للدرجة التي لقبوني فيها بـ(منصور السوداني ).
ماذا أنت قائل حول رحلات الفنانات السودانيات إلي نيجيريا؟ قال : الشيء الذي استطيع تأكيده هو أن علي الشريف يحب السودانيين ويبادلهم الحب بأعمق منه وذات الأمر ينطبق علي كل النيجيريين الذين يستمعون للأغاني السودانية بصورة تفوق التصور وأكثر الفنانين حباً العملاق الراحل محمد وردي الذي غنيت من أغنياته حتى أنهم لقبوني بـ(وردي النيجيري) ودائما ما أزف العرسان بـ(المرسال) وقبل أشهر من الآن غنيت حفلاً بمدينة (ابوجا) لنائب الرئيس النيجيري السابق (بابا قنا كان جدي) وقبل بداية الحفل طلبت مني زوجته أن لا أغني لهم في الحفل إلا للوري وعندما تحريت عن ذلك اكتشفت أن هذه الأسرة فنانها المفضل محمد وردي ولا تسمع غيره أن كان في المنازل أو السيارات.
الخرطوم ـ سراج النعيم


بواسطة : admin
 0  0  5892
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 04:54 مساءً السبت 27 أبريل 2024.