• ×

ايمن (الربع) عازف كامل الاوصاف ..!

شبل من رائد الجاز صلاح براون

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
الخرطوم ـ (السودانية ) شهدت الساحة الموسيقية في الآونة الأخيرة عدة تطورات وحالات موسيقية وتجارب إنسانية جديدة أثارت جدلاً واسعاً في الأوساط المتخصصة والإجتماعية وفتحت الباب واسعاً للتأويل والإفتراض والنقاش. ولعل أبرز هذه المحاولات هي تجربة الشاب أيمن صلاح الشهير (بالربع) والذي كون تجربة موسيقية اشتهرت وسادت وسط المجتمعات السودانية بعينها وأعجبت الشباب فوضعناه في دفتر المناقشة وحاولنا تفنيدها.

ولكي نبدأ من المكان الصحيح وجب أن نسأل من هو هذا الشاب (الربع) هو أحد الذين نشأوا في العاصمة الخرطوم في خضم أسرة موسيقية فوالده هو المغني (صلاح براون) الذي اشتهر بغناء نوعية معينة من الأغنيات يطلق عليها في السودان (أغاني الجاز) ويعد أحد روادها في فترة السبعينيات، فالشاب إذاً نتاج تجربة موسيقية سودانية معروفة ومعترف بها، الصحفي والناقد محمد وهبي يقول: إن (الربع) استصحب معه تجارب سماعية كانت في صغره فما يقدمه يتضح فيه التأثر بالموسيقى الإفريقية والإيقاعات الحارة والسريعة، ويضيف أن ذاكرته المليئة بتجربة والده الموسيقية جعلته ينحاز للونية محددة من الموسيقى وكونت في داخله مخزوناً موسيقياً أفرز هذه التجربة.

محمد فرح وهبي أشار أيضا إلى البيئة التي نشأ فيها صاحب التجربة وأثرها البائن في إنشاء شخص لديه الموهبة لكنه يفتقر للعملية والوعي اللازم لصياغة تجربة صحيحة وتقديم تجربة رائدة، خاصة أنه يمتلك موهبة التأليف الموسيقي وهي أخطر المواهب الموسيقية فصاحب التجربة للأسف كان غير مدرك لخطورة ما يفعل وحجم ما يمتلك.

ومما سبق يتضح إن الشاب نشأ في بيئة موسيقية وفنية لها تاريخها المعروف في البلد، لذا فأيمن الربع يمكن القول إن خلفيته الموسيقية كبيرة ومستقاة من منبع معروف ومعرفته بالموسيقى مؤكدة وواقعة. أما قدرته على التأليف الموسيقي فهي ما أثبتته التجربة فمقطوعاته التي تملأ السودان موجودة ولا يوجد حالياً جهاز أورغن بدون برمجة (صولاته) فهو مبدئياً موجود ولكي نحدد ذلك بحثنا عن إنتاجه ومدى التداول وتحديداً في الإنترنت (اليوتيوب) ووجدنا عدداً كبيراً جداً من المقاطع لأعماله وتوقفنا في عدد المشاهدات الذي وجدناه في إحداها وصل إلى الرقم 763.076 وهو يحمل إسم pling pling keybord وثاني بلغ 968.862 وهي نسبة عدد مرات مشاهدة عالية في موقع مثل اليوتيوب، فمن خلال أول خمسة مقاطع وجدناها له كانت أقل نسبة مشاهدة هي76.000 مرة وأعادها 076.763 في مدة زمنية بسيطة، حيث إن أقدم المقاطع له أربع سنوات فيما كان عدد التعليقات كبيراً جداً وعالياً ومتساوياً تقريباً في العدد لكل المقاطع وفي فترة تاريخية قريبة لا تتخطى اليومين من كتابة هذا التقرير الذي سينشر بعد الغد، إذاً فالشاب موجود في الساحة الموسيقية.

أما عن مدى التأثير فقد جلسنا إلى أستاذ الموسيقى والعازف عثمان محيى الدين الذي قال إن العمل الإبداعي لا مقياس له وهي ميزان نسبي ونحن لا نستطيع أن نقول إن لم يحقق أثراً، فطالما هو له معجبون وأياً كان مستواهم الإجتماعي فهو أوجد الأثر، وأن استمعت مرة لموسيقاه وله (إستايل خاص) إذاً فالرجل صاحب أثر واضح. فإن كان أثره سلبياً، فيمكن الناس الإستفادة من الخطأ، إذاً هو قدم درساً وإن كان إيجابياً فهذا دور الفنون وأنا في رأيي الشخصي هو فنان إستعراضي (عازف استعراضي) وله معجبوه.
وأيمن صلاح الشهير (بالربع) استطاع صناعة تجربة جديدة بكل المقاييس، وأوجد أثراً ظاهراً في الموسيقى والشارع السوداني. والآن هو موجود في وجدان الكثيرين وموسيقاهم وبالتالي حياتهم، فقط بقي أن نقول إن التجربة كانت موجودة وإن كانت تفتقد للتخطيط والمعرفة كغالبية التجارب الإبداعية السودانية، وأنه تحول بسبب ذلك إلى ظاهرة ذابت بفعل الزمن. وستظل مفرداته الموسيقية (الكتمة) موجودة في سياق التقليد أو التحديث. ويجب علينا الوقوف عند التجربة وتقديمها للدراسة بالتفصيل ومناقشتها للاستفادة.
حكايات


بواسطة : admin
 0  0  2513
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 09:21 مساءً الأحد 5 مايو 2024.