• ×

هجرة العقول السودانية ..هاجس يصعب السيطرة عليها

السنوات الآخيرة شهدت هجرة (12) الف استاذ جامعي و(7) الاف طبيب

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
السودانية ـ وكالات 
عماد عبد الهادي-الخرطوم

أضحت ظاهرة هجرة العقول والكفاءات السودانية هاجسا حقيقا ومصدر تساؤل لم تعثر الحكومات المتعاقبة في البلاد على إجابة شافية له، فمع صباح كل يوم يغادر العشرات من الكفاءات المهنية والأكاديمية السودان إلى دول مختلفة في العالم دون أن تجد معينا داخليا أو حتى وعدا يثنيها عن مغادرة السودان.
وبحسب إحصاءات وزارة العمل السودانية فإن الفترة الماضية شهدت هجرة أكثر من 12 ألف أستاذ جامعي من مختلف التخصصات، وعدد لا يستهان به من الكفاءات النادرة في مجالات حيوية مهمة، بينما شهدت الأعوام الثلاثة الأخيرة هجرة ما يزيد على سبعة آلاف طبيب.

وازدادت مخاوف المهتمين من تأثير تلك الهجرة على حاضر البلاد ومستقبلها، داعين إلى إيجاد حلول لإيقاف ما أسمته النزيف المستمر للكفاءات الوطنية.

ويبرر رئيس قسم الفيزياء بجامعة الخرطوم إيهاب فتح الله رياض الهجرة المتزايدة لأساتذة الجامعات إلى جملة عوامل ضاغطة على الكفاءات السودانية كارتفاع تكاليف المعيشة والتعليم والعلاج، وهو ما يجعل التعامل معه أمرا صعبا.

ويؤكد في حديثه للجزيرة نت أن الحاجة المادية الماسة دفعت الكفاءات النادرة والعقول السودانية إلى الهجرة، فضلا عن عدم توافر بيئة بحثية مساعدة على إنجاز أي مشاريع أو تطوير أي اختراع.


ضعف الإنفاق
وأشار رياض إلى ضعف ما يصرف على البحث العلمي في السودان قياسا على غيره من الدول، لافتا إلى ما توفره بعض الدول لمن يهاجر إليها من العلماء السودانيين من ميزانيات بحثية ضخمة، "في وقت لا يجد من تتعطل أجهزة البحث لديه في السودان قيمة إصلاحها".

فيما يرى الأستاذ بكلية الاقتصاد بجامعة برمنغهام في بريطانيا صدقي كبلو أن التضييق الذي واجهته حركة البحث العلمي وعدم دعم الابتكارات والمشاريع والأفكار الجديدة ساهما في هجرة الكفاءات السودانية خوفا من العزلة وعدم مواكبة التطور العلمي الدولي.
وقال للجزيرة نت إن البيروقراطية والإدارة التقليدية وإغلاق الطرق أمام الكفاءات المبدعة جعل الهجرة هي الملاذ الأوحد للعلماء والكفاءات السودانية "فمن كان يصدق أن يتحول المجلس القومي للبحوث الذي كان جهازا مستقلا بسياسة بحثية مستقلة ويمول نحو 60% من البحوث في البلاد إلى مجرد منافس للجامعات في التدريس ولا يقوم بدوره في دعم البحث العلمي؟".


إحباط
وأشار إلى ما أسماه بالإحباط الذي ظل يصيب المتميزين والأكفاء بسبب إسناد المواقع المتقدمة في أماكن عملهم لمن هم أقل كفاءة وتميزا، مضيفا أن "قليلين من يقبلوا بمثل هذه الأوضاع، أما الأغلبية فترفض ذلك وتهاجر إلى بلدان تحترم علمها".

فيما يؤكد المدير السابق لمركز دراسات الهجرة والتنمية الهادي عبد الصمد أن السودان لا يعاني فقط من هجرة كفاءاته إلى الخارج، بل يعاني ضآلة في عطاء من بقي من الكفاءات لعدم توافر الإمكانات المناسبة.

ونفى للجزيرة نت أن يكون كسب العيش هو السبب الأول لهجرة الكفاءات والعلماء السودانيين، مشيرا إلى عدم توافر بيئة الإبداع التقني وضعف الاهتمام بالبحث العلمي في السودان.

لكنه طالب الحكومة السودانية بالعمل على تقليل العوامل الطاردة للعلماء والكفاءات للحفاظ عليها، ووضع سياسات تنظم هجرة العقول السودانية.


بواسطة : admin
 0  0  2000
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 09:19 مساءً الثلاثاء 23 أبريل 2024.