• ×

عثمان ميرغني يكتب :نجدة من السعودية

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
السودانية ـ الخرطوم أسعدني جداً اتصال هاتفي تلقيته أمس من المملكة العربية السعودية، من أحد الأطباء السودانيين العاملين في المملكة، نقل لي تأثرهم الكبير بالخبر الذي نشرته صحيفة "التيار"، عن شكوى الحجاج السودانيين في مكة، من شح الطعام، الذي توفره لهم هيئة الحج والعمرة، رغم أنهم دفعوا ثمن هذا الطعام من حرّ مالهم.
الطبيب قال لي: إن تجمعاً من حوالي 2000 طبيب سوداني اتفقوا على التبرع من حرّ مالهم لجمع ما يكفي لمساعدة هؤلاء الحجاج على الأقل في الفترة التي تسبق الصعود إلى منى، والمشاعر المقدسة.. وهي الفترة الحرجة، باعتبار أن فترة المكوث في منى والمشاعر فيها كثير من المنظمات والخيرين السعوديين الذين يتكفلون بحاجات المحتاجين من طعام وغيره..
الطبيب أكد لي أنهم جمعوا مقدراً من المال، وما زالوا يتنادون لجمع المزيد، بحماس كبير، لكن تعوقهم فقط الطريقة التي يمكن بها إيصال هذا المال إلى المحتاجين من الحجاج.. وطلب مني مساعدتهم في ذلك.. رغم أنني أحسّ أن هذه المهمة صعبة للغاية؛ لضيق الزمن، وشح المعلومات المتوفرة بدقة عن أماكن سكن الحجاج..
لكن في كل الأحوال هذه اللفتة تبرز المعدن السوداني الأصيل.. خبر صغير نشرناه في الصحيفة كان له صداه الواسع عندما ملائكة الرحمة من أطبائنا السودانيين الذين يعملون في السعودية.. وتحركوا بصورة ذاتية دون أن يطلب أحد منهم ذلك لإغاثة إخوانهم السودانيين المحتاجين.. وتبقى بعد ذلك المشكلة الكبرى في هذه الهيئة التي تسمى هيئة الحج والعمرة.. التي تبدو غير معنية بمثل هذه الشكاوى، فلم تتصل بنا- ولو هاتفياً- ولم يبدو لنا أبداً أنها قلقة من الخبر الذي نشرناه.. كأنما مراسم الحج هي فقط الرسوم والجباية التي يدفعها الحجاج ثم ينتهي كل شيء..
نحن في حاجة ماسة إلى مراجعة الطريقة والمسلك الذي تتعامل به الحكومة مع الحج والعمرة، ولا نطلب منها أكثر من الخروج من هذا المجال تماماً.. الحكومة لديها كثير من المشاغل، وفوق أكتافها أثقال كثيرة، ليس أقلها الدفاع عن سيادة السودان، وإدارة أزماته الكبرى، فلماذا تشغل نفسها بمعايش الناس، ومشاغلهم الحيوية، والدينية الأخرى؟.. تستطيع وكالات السفر السودانية بالتنسيق مع نظيراتها السعودية التكفل بجميع إجراءات الحج والعمرة لجميع الحجاج السودانيين بكفاءة أعلى كثيراً ممّا تفعله الحكومة الآن.. فلماذا لا تخرج الحكومة من هذا المجال، وتترك القطاع الخاص السوداني، ليرحم هؤلاء الحجاج من ذل الحكومة؟.


بواسطة : admin
 0  0  1211
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 07:00 مساءً الخميس 25 أبريل 2024.