• ×

صلاح الدين عووضة يكتب :تباً لأقلامنا

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
السودانية ـ الخرطوم *هل منا من حاول أن يكتب بنبض عسكري مرور يمسح عرقه بـ(يسراه) ويشتغل بـ(يمناه) وتشخص نحو السراب (عيناه) والأمل يبقى هو (سلواه) ؟!..
*أو حاول أن يكتب بنبض ست شاي لا تدري هل تُشغل ذهنها بـ(مصاريف) عيالها أم بـ(تصاريف) أقدارها أم بـ(تصرفات) بعض زبائنها أم (بصرف) أصحاب الكشات عنها ؟!..
*أو حاول أن يكتب بنبض تلميذ من غير أبناء (الذوات) يحول توقه إلى (لُقيمات) عن فهم النحو والدين والـ(لوغريثمات)؟!..
*أو حاول أن يكتب بنبض مزارع مُعسر يتمنى ألا (تطلع) عليه شمس أو (يطلع) له مندوب بنك أو (تطلع) منه الروح إن أُودع حيث يبقى إلى حين السداد ..
*أو حاول أن يكتب بنبض ساعٍ لإكمال (نصف) دينه وقد (انتصف) به العمر وأجره بالكاد يُبلِغه (منتصف) الشهر وخطيبته يطرق بابها موالٍ ممتلئ جيبه وعقله (نصف)؟! ..
*أو حاول أن يكتب بنبض صبي (درداقة) ظروف أهله (دردقته) عن المدرسة ومكتب (الدرداقات) يترصد قليل دخله و لا يصل بيته آخر اليوم إلا وهو (مدردق) من شدة الرهق ؟!..
*أو حاول أن يكتب بنبض (مغتصَبة) عجز أهلها عن مقاضاة (مغتصبها) الذي اعتاد أن يأخذ ما يحلو له (غصباً) لتجد نفسها (مغصوبة) على خياري الانزواء أو الانتحار؟! ..
*أو حاول أن يكتب بنبض طفلٍ انتهك (عرضه) شيخٌ ذو طول و(عرض) وصار (عرضة) إلى أن (يعرض) به أقرانه ثم قيل للغاضبين من أهله (أعرضوا) عن هذا؟!..
*أو حاول أن يكتب بنبض أم (شهيد) من شهداء كجبار (شهد) العالم كله وقائع تظاهرتهم السلمية ولم (تشهد) إلى الآن - الأم هذه - ما خلصت إليه لجنة التحقيق غير (المشهودة) رغم توافر (الشهود) ؟!..
*أو حاول أن يكتب بنبض (شغالة) دفعتها الظروف إلى أن (تشتغل) في بيوت بعض أثرياء زماننا هذا ثم تضطر لتحمل (المشاغلات) بما أن أصحاب الشهادات لا شغل لهم ولا (مشغلة)؟!..
*أو حاول أن يكتب بنبض مُحالٍ لـ(الصالح العام) قل في بيته الاستقرار و(الطعام) ويظل مساهراً والناس (نيام) والتهديد بالطرد يواجه أباءه من المدارس كل (عام)؟!..
*أو حاول أن يكتب بنبض مريض هده (الداء) وعجز عن شراء (الدواء) فرفع كفيه إلى (السماء) يدعو على الذين هم في باله مر (الدعاء)؟!..
*أو حاول أن يكتب بنبض أهل شهيد جامعة (السودان) الذي ودعهم صباحاً ثم طُلب منهم ظهراً استلام (الجثمان) ولا قصاص بالطبع من رصاصة طائشة في (المليان)؟!..
*أو حاول أن يكتب بنبض طفلة وسط اللمة (منسية) لا يدري الذين يرونها إن كانت جناً أم (إنسية) ولا تدري هي أنها محض رقم ضائع في سجلات (الأسية)؟!..
*إن كنا نعجز رغم (آلامنا) عن الكتابة بنبض هؤلاء فتباً لـ(أقلامنا !!!).


بواسطة : admin
 0  0  1010
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 01:21 مساءً الخميس 25 أبريل 2024.