• ×

سهير عبد الرحيم :(حبيبة) يا وزير !

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
السودانية ـ الخرطوم (حبيبة) طفلة في الحادية عشر من عمرها تستيقظ صباحا مع نسمات الفجر وتجهز نفسها للذهاب للمدرسة ترتدي ملابسها وتحمل (ماتيسر) من ما يسد رمقها بعد ان تساعد جدتها في قضاء بعض شؤونها ، فجدتها تعاني من ضعف في النظر ومشاكل في غضروف الظهر ولاتقوي علي الحركة الابمساعدة الصغيرة (حبيبة) .
في ذلك اليوم خرجت (حبيبة ) كعادتها الي المدرسة بصحبة شقيقتها الصغري بعد ان اكملت مساعدة جدتها في بعض امور المنزل وكان هذا ديدنها كل يوم منذ سفر امها ووالدها.
توجهت (حبيبة) الي المدرسة حيث تدرس بالصف الخامس وخلال اليوم الدراسي وبعدفشلها في تسميع بعض الاناشيد قام استاذ الصف بجلدها (عشرة جلدات) هي وبعض التلميذات في الصف ،وقدكان هذا الامر قبيل فسحة الافطار.
وبعدانتهاء الفسحة عادت التلميذات الي الصف وعاد الاستاذ مرة اخري الي ضربهن وفي هذه المرة عمد الي وضع قلم مابين اصابع يد الصغيرة (حبيبة) حتي صرخت وتألمت بشدة ،بعدها انتابها صداع حاد وكاد يغمي عليها فحملها (الاستاذ) نفسه الي غرفة الغفير وظلت هناك تعاني من الصداع والاستفراغ والرعاف طيلة اليوم دون ان يتحرك بها احد الي مستشفي او مركز صحي ،كل ماحدث انه وطيلة اليوم عرضوا عليها تناول حبة(بندول) ولكنها رفضت وفي نهاية اليوم الدراسي ذهبت اليها شقيقتها الصغري ذات ال(تسعة اعوام) وهي تسأل عن حالها وتأمل ان ترافقها اختها في رحلة العودة الي البيت ولكنها وجدت شقيقتها لاتقو علي الحركة فعادت الصغيرة الي البيت وحدها وهناك اخبرت (الحبوبة ) بماحدث فتوكأت (الحبوبة) علي عصاها وجاءت تهش علي بعض ظنونها للاطمئنان علي الصغيرة .
وعند وصول الحبوبة الي المدرسة لم تجد الصغيرة (حبيبة ) هناك فقد صحبها الاستاذ علي متن ركشة وعاد بها الي المنزل .
فرجعت الحبوبة ادراجها لتفاجأ بحفيدتها (جثة هامدة ) .
ومابين الصراخ والعويل حملوا الصغيرة الي المستشفي فكان تقرير الطبيب انها متوفاة منذ (ثلاث ساعات)؟؟؟.
الآن جثة حبيبة قيد التشريح لمعرفة اسباب الوفاة .
وبغض النظر عن نتيجة التشريح وسواء اكان المعلم مذنبا ام لا وسواء اكان ضربه سبب الوفاة من عدمه .
الا ان هذه الحادثة اظهرت جليا اننا نؤذن في مالطا.
لقد كتبنا مرارا وتكرارا عن العنف في المدارس بكافة اساليبه من عنف جسدي ولفظي ومعنوي و.
ونبهنا كثيرا الي ان هذه الوزارة تسمي التربية والتعليم اي التربية اولا ولا اعتقد ان من ابجديات التربية تعليم الصغار كيف تكسر الاصابع وتلتهب الاعصاب وتؤلم الحواس وذلك بأستعمال القلم كأسلوب عقاب عوضا عن اسعماله كأداة تعلم.
كيف يقوم معلم بوضع قلم لطفل مابين السبابة والابهام والخنصر والبنصر ويضغط عليه ليرسل في اعصابه الما عوضا عن ان يرسل حبرا يعمق معرفته.
وكيف تظل طفلة طيلة اليوم وهي تستفرغ وتنزف دون اسعافها واين مدير المدرسة والذي ظل غائبا طيلة اليوم لأنه وحسب افادات الاسرة يعمل مديرا لمدرسة اخري ايضا (دي عاوز شرح ) مدير لمدرستين؟؟؟
السيد وزير التربية والتعليم
الآن حبيبة جثة هامدة تحت التشريح ومالم توضع قوانين لحماية اطفالنا وردع المتفلتين من المعلمين سيدخل هذه المرة اولياء الامور (الغابة )...اللهم هل بلغت اللهم فأشهد.


بواسطة : admin
 0  0  1125
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 11:43 صباحًا السبت 20 أبريل 2024.