• ×

طالب مفصول يقود طلاب الحزب الحاكم لحرق كلية اليرموك

استخدموا اسلحة نارية وقنابل مولتوف

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
السودانية ـ متابعات 

في ظاهرة دخيلة اقتحم طلاب موالون للحزب الحاكم كلية اليرموك وقاموا بحرق مباني عمادة الطلاب واعتدوا على الطلاب في قاعات الامتحانات مستخدمين الأسلحة النارية وقنابل المولتوف والسيخ. وقال بيان صادر عن عميد الكلية البروفيسور صباح عزيز جواد "إنه وفي إطار الإجراءات الأكاديمية تم فصل الطالب عبدالجليل عوض محمد، ومنذ فصله وهو يوالي تهديد العاملين بالكلية والأساتذة ووكيل الجامعة بحرق الكلية وقتل وكيل الجامعة وقام بكتابة تهديداته على صفحته بالفيس بوك ووسائط التواصل الاجتماعي الأخرى" وكشف البيان" أن الضغوط على الكلية توالت لإعادة الطالب وتدخل فيها أشخاص ادعوا أنهم نافذين وينتمون لجهات سيادية، وتبين فيما بعد للإدارة بأنهم كذابون ولذلك رفضت وساطتهم وطردت الطالب".. (الجريدة) وقفت على تداعيات الأحداث ووثقت لها بالصورة والتقت المسؤولين بالجامعة للوقوف على الظاهرة وكيفية انتقال العنف الطلابي من الجامعات الرسمية إلى الجامعات الخاصة.

آثار قنابل المولتوف
بدت آثار الحريق واضحة في السور الخارجي للمبنى العمادة الواقع في شارع الستين بضاحية المعمورة حيث تفحم جزء من السور الخارجي وتناثرت شظايا قنابل المولتوف الحارقة في المكان مما يشير لمعركة ضارية تمت بالمنطقة.
الأساتذة العراقيون
اصطف عدد من الأساتذة ومعظمهم من العراقيين عند بوابة مبنى العمادة ورحبوا بنا وأطلعونا على حجم التخريب الكبير الذي تعرض له مبنى العمادة ابتداءً من الاستقبال الذي حطمت (شاشة بلازما) بالكامل به، فيما حرقت غرفة الامتحانات على بكرة أبيها وتناثرت أوراق الامتحانات المحروقة على جنباتها، لم يقف المخربون عند هذا الحد، بل قاموا بتحطيم جميع المكاتب في الطابق الأرضي وتعرضت ثلاث (شاشات بلازما) للتلف الكامل وحطم آثار كل المكاتب وحتى مصحف شريف وجدناه محروقاً.

عميد الطلاب
عميد الطلاب البروفيسور عزيز جواد قال إنه ظل يعمل بالسودان منذ عشرة أعوام وأكد أنه خلال هذه السنوات التمس حسن خلق الشعب السوداني وطيب معشره وأن ما حدث من شغب بدا بالنسبة له غريباً، خاصة وأن العلاقة بين إدارة الكلية والطلاب تقوم على الاحترام والاحترام المتبادل، وكشف جواد أنه وفي إطار الإجراءات الأكاديمية العادية تم فصل الطالب عبدالجليل عوض محمد ومنذ فصله ظل يوالي تهديد العاملين بالكلية والأساتذة ووكيل الجامعة بحرق الكلية وقتل وكيل الجامعة وقام بكتابة تهديداته على صفحته بالفيس بوك ووسائط التواصل الاجتماعي الأخرى" وأضاف: "إن الضغوط على الكلية توالت لإعادة الطالب وتدخل فيها أشخاص ادعوا أنهم نافذون وينتمون لجهات سيادية وتبين فيما بعد للإدارة بأنهم كذابون ولذلك رفضت وساطتهم وطردت الطالب.. وكشف بأن أحد الذين قاموا بعملية التهديد اسمه السماني وقال لهم إنه يتبع للاتحاد الإسلامي.. وتابع: حاولت معالجة الأمر منذ البداية مع الطالب وحاورته لكنه قال لي بالحرف "أنا على علاقة بالحكومة وداير الشهادة دي حتى أتمكن من الحصول على منصب سياسي" فقلت له اجتهد ومن طلب العلا سهر الليالي ولكنه ظل يواصل فشله الأكاديمي ويظن أنه عن طريق الضغوط سينجح وينال ما يريد والآن هو متخلف عن دفعته ثلاث سنوات.

وكيل اليرموك
الدكتور عبدالرحمن السعدون وكيل كلية اليرموك دعا الرئيس البشير للتدخل لحمايتهم وقال لـ(الجريدة) أنا أصحبت سودانياً ولدي جنسية ولم أجد شعباً أطيب من الشعب السوداني، وأضاف: أنا من قبيلة ممتدة بالعراق ولدى أقارب بدول الخليج كنت على حوار دائم معهم ونصحهم بالاستثمار في السودان، وبدأوا بالفعل في حزم حقائبهم للقدوم للسودان، ولكن عندما رأوا صورتي في موقع التواصل وأنا في حالة اختناق بسبب الحريق جميعهم غيروا وجهتهم ومثل هذه الأحداث تضر بالسودان، وهذا الطالب ظل يهددني بالقتل ويرسل لي رسائل وعيد بأنه يتبع للمؤتمر الوطني والاتحاد الإسلامي، ولم أتوقع أن يقدم على مثل هذا الفعل الشنيع ويجد من يسانده عليه ونحن لا نعرفهم فهم جاءوا إلى العمادة يمتطون سيارتين ومعهم قنابل مولتوف قذفوا بها السور الخارجي ومن ثم اقتحموا المبنى مستخدمين المواسير والأسلحة الخفيفة، ولم يستطع أفراد التأمين اعتراضهم ودخلوا وعاثوا في الأرض خراباً كما ترون، فالخسائر الأولية بحسب لجنة شكلتها الإدارة تجاوزت الـ(950) ألف جنيه، ولو لا لطف الله لوقعت خسائر في الأرواح فنحن انسحبنا إلى الطابق العلوي وأغلقنا الأبواب التي عجزوا عن فتحها، وأخرج السعدون (مسدساً)، وقال: هذا مسدس مرخص ما ظننت أنني يوماً في حاجة لاستخدامه وما كنت يوماً أوصي أبنائي (اعملوا حسابكم)، ولكن منذ الأمس بدأت أفعل ذلك، وكشف عن أنهم اتصلوا بالشرطة وفتحوا خمسة بلاغات ضد الطالب وآخرين مشتبه بهم وأنهم استطاعوا تصوير غير الملثمين منهم ويحتفظون بالصور، كما أشار إلى أن الشرطة لاحقت المخربين الذين لاذوا بالفرار واحتموا بمبنى يقع شرق (نفق) جامعة الخرطوم.

مصدر قلق
الأُستاذ أزهري حسن محمد شايب أكد في دراسة أن ظاهرة العنف الطلابي مصدر قلق عميق لكل فئات المجتمع. ويسكن هاجس سلامة الأبناء في أفئدة أولياء الأمور بحيث لا يماثله أي هاجس أخر بالإضافه لكون ظاهرة العنف التي تفشت في الجامعات السودانيه لم تعد مصدر قلق للسلطات فحسب، بل أضحت بنداً إضافياً للصرف المادي والرهق المعنوي ما يشكل هماً إضافياً لمشاكل وهموم القياده في هرمها الأعلى وسلطتها العليا ممثلة في رئاسة الجمهورية ومجلس الوزراء وحتى المجلس الوطني نفسه فضلاً عن مجالس الإدارة وهيئات التدريس في الجامعات والمعاهد العليا. وأضاف: بحسب تجربتي في هذا المجال ففي تقديري إن من أهم الدوافع والأسباب المؤدية لهذه الظاهرة الخطيرة هي دخول أبنائنا وبناتنا الطلاب لهذه المرحلة في سن مبكرة نسبياً عما كان عليه الحال في السابق. يلي ذلك الانغماس الناجم عن سبيل البحث عن الذات والوقوع في شراك ومصيدة السياسة، فجميعنا يعي ويدرك أن المنجم الذهبي لتغذية الرصيد الحزبي ورفده بالكوادر الشابة والغضة والتي يسهل فيما بعد صهرها وإعادة تشكيلها بحكم السن هو الحرم الجامعي. لذلك بات قبلة لنخاسة السوق الطائفي والمذهبي والحزبي وحتى العسكري وهذا من وجهة نظري يُعد استهدافاً خطيراً لمقدرات الدولة ومخزونها البشري الاستراتيجي. وكي لا نبتدع قولاً ليس هو بالجديد فمن المعلوم بالضرورة أيضاً أن تسييس طلاب الجامعات لم يبدأ البارحة. فمعظم قيادات الدولة والحاكمين الآن والذين هم في سدة السلطة كانوا منضوين تحت لواء تنظيمات سياسية منذ بواكير شبابهم، وبغض النظر عن النجاح أو الفشل الذي أصابوه في مواقعهم في خارطة الدولة اليوم إلا أن ضريبة هذا الأمر في كلتا حالتيه كانت باهظة على المستويين الأكاديمي والبدني (النفسي). ذاقوا مرارة الاعتقالات وهم في سني شبابهم طاردتهم السلطات وتأخر البعض منهم سنوات طويلة عن ركب زملائه فليس هنالك شيء بلا ثمن. في الماضي كانت طالبات الجامعه قلة منهن من ترتمي في أحضان العمل السياسي وإن حدث فيتم في أضيق نطاق ممكن، الآن ما يحدث هو العكس فلم يعد العنف الطلابي الناجم عن تباين وتقاطع المبادئ والأًطر السياسية محصوراً في الطلاب، بل حتى الطالبات أنفسهن يمتلكن اليوم من التعصب الأعمى لإنتماءاتهن ما هو كفيل بتفجر العنف الدامي بينهن وغالباً ما يكون أكثر شراسة وأشد وقعاً وإيلاماً من ناحية المحصلة النهائيه للعنف. معظم المعالجات التي تمت في هذا الإطار لوقف العنف الطلابي فشلت. فشلت لكونها مرعية بواسطة الذين إما هم الذين يغذونها أو لهم فيها مآرب أخرى وكذلك وللأسف فشلت المؤسسة الدينية في وقف هذا التدهور المريع لأنها نفسها أي المؤسسات الدينية قد تسيست حتى النخاع وفي اعتقادي إن أولياء الأمور ومنظمات المجتمع المدني بالتعاون مع صندوق دعم ورعاية الطلاب يمكن أن يسهما بقسط وافر في الحد من هذه الظاهرة.. كيف؟ ولكن ربما لا يظن الأستاذ شايب أن الفشل الأكاديمي دخل دائرة العنف الطلابي ويمكن أن يمزج بدوافع سياسية.
اشرف عبد العزيز ـ الجريدة


بواسطة : admin
 0  0  1480
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 03:49 صباحًا الأربعاء 17 أبريل 2024.