مديحة عبدالله تكتب جماعة إرهابية ضد النساء.. راحت عليهم

الخرطوم/السودانية/ جاء في موقع الترا سودان خبرًا مفاده أن هيئة محامى دارفور قد كشفت عن ظهور جماعة (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) في النيل الأزرق، تمنع النساء عن العمل وتعقد محاكمات خاصة بهن وتوقع على المخالفات عقوبة الجلد، وتقوم الجماعة بتوقيف المواصلات وتجبر النساء على النزول لمنعهن من الذهاب للعمل وتعيدهن إلى المنازل، وقالت أستاذة نفيسة حجر نائبة رئيس هيئة محامي دارفور أن الجماعة تتركز في المربعات المتاخمة لمدينة الدمازين وتستغل دراجات نارية، وأشارت إلى أن السلطات لم تهتم بما ذكرته الإدارة الأهلية والناشطين في المجتمع المدني حول وجود الجماعة وسلوكها تجاه النساء، ووصفت ما يحدث بأنه انتهاك لحقوق المرأة في العمل وحرية التنقل.
ما يحدث من الجماعة مظهر من مظاهر الإرهاب، والجماعة لم تجرؤ على الظهور والتعدي على النساء وحقوقهن إلا بسبب الهشاشة الأمنية والسياسية في الولاية، وبسبب الظن أن النساء هن الحلقة الأضعف في المجتمع وبالتالي يسُهل القيام بشغل (الرجالة) تجاههن، تخطئ الجماعة في القيام بذلك العمل المعزول في النيل الأزرق ذات الإرث العريق في عمل النساء في شتى المواقع. لذلك فهو عمل لن يكون له القدرة على الاستمرار، إلا أن مناهضته منذ البداية أمر ضروري بكل الوسائل، وفي تقديري أن العمل من المهم أن يشمل الجماعة نفسها واختراقها بمواجهة صريحة.
ما حدث في النيل الأزرق ظهر بشكل آخر في أماكن أخرى، في بيان صادر من إحدى الجامعات احتجت على ظهور فنانة في ملصق حفل تخريج لطلابها وهددت باللجوء للقضاء وجامعة أخرى منعت تدول كتب بعينها باعتبارها مفسدة للأخلاق، حسب أخبار تم تداولها في مواقع إخبارية، القاسم المشترك في الأحداث هو العداء للنساء، أنه أمر يثير السخرية تمامًا، فالمرأة السودانية (عبرت) حواجز الخوف حتى ولو لم يتجسد ذلك في حركة نسوية منظمة بالشكل المطلوب، إلا أن ذلك مسألة وقت، فالحراك المجتمعي الحقيقي تقوده النساء ابتداء من المنازل نفسها تلك التي تظن جماعة النيل الأزرق أنها ما زالت سجون لهن، ولا تدرك الجماعة ولا غيرها من أصحاب الأفكار المتحجرة غير الإنسانية أن المرأة السودانية أصبحت ومن داخل المنزل تصنع استقلالها الاقتصادي.. راحت عليهم.
ـــــــــــــــ
مديحة عبدالله، الميدان 4032،، الخميس 1 فبراير 2023