• ×

دعاوي وأكاذيب الهارب عرمان

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
بقلم معتصم حمودة دعاوي وأكاذيب عرمان
في ندوة كبرى في مانشستر الامين العام للحركة الشعبية ياسر عرمان حاول ان يقدم رؤيته حول الوضع الراهن في السودان ، بحسبانه يستطيع ان يحل كل مشاكل البلاد بعصاة سحرية، بعد انسحابه او تم سحبه من سباق انتخابات الرئاسة الماضية التي جرت في شهر ابريل في العام 2010.
وقدم عرمان قراءة حول " رؤية السودان الجديد "، والتي قال انها رؤية قدمها زعيم ومؤسس الحركة الشعبية الراحل الدكتور جون قرنق ، الذي لم ينجح رغم ما بذله من جهود مقدرة لربط حضارة كوش بجنوب السودان، فقد بداء مخطط قرنق للبحث فى التاريخ وماذكر فى العهد القديم عن مملكة كوش ليشحذ همم اتباعه، بسبب غياب التاريخ والهوية عن حركته .
ايضا لم يحالف الحركة الشعبية الحظ عندما فشلت مرة اخرى من خلال تاثرها بفلسفة الزنوجة ، التى تنبه لها بعض المفكرين والساسة الافارقة بسبب خطورتها على وحدة القارة الافريقية ومستقبلها، وتكريسها لسياسات تركز على وحدة القبائل ذات الاصل الزنجى دون العرقيات الافريقية الاخرى، وخاصة شمال افريقيا،لذا انتقدوها ودعو الى فكرة اوسع واشمل هى الافريقانية التى تدعو الى وحدة سياسية وثقافية لكل افريقيا، بدلا عن الاهتمام بجزيئات شكلية وعقد نفسية لاتخدم سوى مصالح الاستعمار بتكريسها لانقسام القارة فى الوقت الذى اصبحت فيه اوربا موحدة من خلال اطار سياسى واقتصادى بعد ان كانت شعوب متناحرة.
نعم فيما مضى استطاعت الحركة على الدوام اتباع عدد من المبادئ الاساسية اثناء الحرب الاهلية ومنها استعمالها لاسلوب حروب العصابات ،كما استخدمت طريقة نقل الحرب الى داخل اراضى الشمال من خلال جهودها فى تجنيد ومشاركة ابناء مناطق جبال النوبة والنيل الازرق وابيي وبعض قبائل التماس فى حربها ضد الحكومة المركزية، ولكنها بعد مشاركتها فى الحكومة المركزية وانفرادها بحكومة الجنوب، فشلت سياسة الحركة فى الظهور بصورة القوى ذات التوجهات الوطنية لصالح جميع السودان فقد عجزت عن اقامة ارتباطات جدية مع الاحزاب الوطنية وكل مافعلته هو استغلالهم وبقيت مطالبها الاساسية ذات طابع جنوبى صرف تهتم فقط بعائدات النفط وقضية الاستفتاء وغيره.
بالاضافة الى نفور معظم المواطنين والشماليين بصورة خاصة عن التعاطف معها بعد احداث الاثنين عقب مقتل قرنق وماصاحبه من عنف، فضلا عن ذلك فقد ادى الاستغلال الاجنبى للحركة الشعبية وظهور بعض قادتها كاداة من ادوات القوى الاجنبية لالحاق الاذى والاضرار بمصالح البلاد، ومحاولة ارتباط الحركة المستمر باطراف تعتبر معادية للسودان ادى الى زيادة عزلة الحركة عن معظم السودانيين، ولم تفلح كل المحاولات التى بذلها بعض قادة الحركة بالتقرب الى قيادات الطرق الصوفية وغيره فى تغير الصورة السابقة التى رسمت عن توجهات الحركة الشعبية لدى كثير من الشماليين، مما عجل بسحب مرشح الحركة ياسر عرمان بعد تضاءل فرص فوزه فى الانتخابات الاخيرة ،الذى اعتبره المراقبون بمثابة فشل لاستراتيجية الحركة الشعبية سياسيا.
نعم ثورة اللواء الابيض بقيادة علي عبد اللطيف والذي معه جاءوا من مناطق مختلفة ، وان الانجليز عندما جاءوا الى السودان كانوا يعتقدون ان الناس القادمين من خلفيات عبودية او منبت قبليا كما اطلقوا عليهم، وليس لديهم قبائل محددة يمكن ان يتم استخدامهم ضد السودانيين الآخرين ، ولكن كان لهم ولاء للسودان كوطن، وليس ولاء قبليا كالآخرين ، وعندما يسال احدهم عن قبيلته، يرد بانه سوداني ، ولكن جاءت الحركة الشعبية التي ، لم يحالفها الحظ عندما فشلت مرة اخرى من خلال تاثرها بفلسفة الزنوجة ، التى تنبه لها بعض المفكرين والساسة الافارقة بسبب خطورتها على وحدة القارة الافريقية ومستقبلها، وتكريسها لسياسات تركز على وحدة القبائل ذات الاصل الزنجى دون العرقيات الافريقية الاخرى، وخاصة شمال افريقيا،لذا انتقدوها ودعو الى فكرة اوسع واشمل هى الافريقانية التى تدعو الى وحدة سياسية وثقافية لكل افريقيا، بدلا عن الاهتمام بجزيئات شكلية وعقد نفسية لاتخدم سوى مصالح الاستعمار بتكريسها لانقسام القارة فى الوقت الذى اصبحت فيه اوربا موحدة من خلال اطار سياسى واقتصادى بعد ان كانت شعوب متناحرة .
وانتقل عرمان للحديث عن الوضع الحالي في السودان ، نسي ام تناسي دور المال المتدفق من بعض القوي الاستعمارية عبر جوبا إلي جنوب كردفان وبإشراف الحركة الشعبية ومن وراء ظهر الحكومة، دورا في تسليح بعض أبناء النوبة والدفع بهم عبر التضليل والخداع،إلى انحيازهم للمتمرد عبد العزيز الحلو ، وذلك بقصد تصعيد الحرب ضد نظام الخرطوم، واعتقدت فلول التمرد في البداية وكأنهم يتمكنون من خلال عمل متقن وسريع،ينفذ بشكل سري ودون عوائق خطيرة, وما يحلمون به هو عملية كبري تنتهي بالاستيلاء علي جنوب كردفان والنيل الأزرق وإلحاقهم نهائيا بدولة الجنوب.
وفي بداية الأزمة كان الوالي احمد هارون ، يدرك بقدر حصيف من حسن تقدير الأوضاع،حتي ظن البعض انه يخطب ود الحركة الشعبية عندما عرض مشاركتها في حكم الولاية ، كل ذلك لمعرفته بحقيقة المخاطر التي تترصد المنطقة بأسرها، ولتحاشي الانزلاق في حرب لا طائل منها، وموقفه كان واضح فالسودان ليس من إستراتيجيته العدوان علي الآخرين لكن بإمكانه الدفاع عن نفسه، بما يرد عنه العدوان فهو حق مشروع في القانون الدولي ولا يلقي باللوم عليه لأن المجتمع الدولي يعلم علم اليقين من هو الطرف البادئ بالعدوان.ومازال الموقف السوداني يتميز حتى الآن بدرجة عالية من ضبط النفس وهو ليس بالآمر السهل في ظل استفزازات الحركة الشعبية المتعمدة والمحسوبة بعناية، ولكن لا يعني هذا أن الجانب السوداني سيحتفظ بهذا الضبط للنفس إلى الأبد، ومن استفزازات الحركة الشعبية تعرض مواطني قرية أم دوال لإبادة جماعية على يد الجيش الشعبي، حيث لقي 33 من أبناء القرية بينهم 29 من أسرة واحدة، لم تكتفي الحركة الشعبية بذلك بل طالبت بممارسة المزيد من الضغوط على السودان لقبول دخول المنظمات الإنسانية لمناطق جنوب كردفان بحجة إيصال الإغاثة للمتضررين، حيث تكررت زيارات قام بها ناشطون إلى مناطق جنوب كردفان والنيل الأزرق لتقديم صورة عن الوضع الإنساني تجعل المجتمع الدولي يضغط على الخرطوم لقبول عمل المنظمات حتى تتكرر تجربة شريان الحياة الذي تحول من إيصال الإغاثة للمحتاجين إلى إيصال الغذاء والعتاد للمتمردين أو كما حدث بتدويل مشكلة دارفور، وينشط المبعوثون الأمريكيون هذه الأيام لإقناع الكونغرس الأمريكي بضرورة تدخل المنظمات الإنسانية بعد أن قدموا تقارير تدعم مساعيهم ، وهذا ما يكشف النقاب عن حقيقة ما تضمره الولايات الأمريكية وبقية الدول الاستعمارية للسودان وأسفرت عن ما تخفيه وراء سياساتها المراوغة التي تمارسها معنا من خلال مخططاً استخباراتي تقوده الإدارة الأمريكية هدفه تقسيم ما تبقي من شمال السودان متخذة ولاية جنوب كردفان محطة انطلاق لمشروع تقسيم شمال السودان بعد أن نجحت في انفصال جنوبه، وقد أوفدت بعض الشخصيات الأمريكية مثل نجم هوليود جورج كلونى وفرانك وولف لجنوب كردفان بغرض فبركة تقارير مضللة عن الأوضاع هناك وتحريك حملة دعائية تجاه السودان لتشبيه الأوضاع في جنوب كردفان والنيل الأزرق وتدويل القضية وإعادة إنتاج أزمة دارفور، هذا إلى جانب التقرير الدولي الذي أكد تقديم الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا دعماً مباشراً للعمليات العسكرية التي يقوم بها المتمردون بولاية جنوب كردفان بتنسيق مع حكومة جوبا اعتبره المراقبون يأتي في إطار الخطة التي ترمي لها دول الغرب واللوبي الصهيوني لتغيير النظام بالخرطوم.
اما عن ميزانية الدفاع قلق حكومة الجنوب على الأمن غالبا ما يدفع بها إلى التسلح، وبما إن التسلح يتطلب ميزانية ضخمة ، فان نتيجة الحصول على طوق الأمن استنزاف مزمن للموارد، ويقود استنزاف الموارد إلى تعطيل التنمية ، وتعطيل التنمية يؤدى إلي عدم الاستقرار،ويعني ذلك زعزعة الأمن وتعاد دورة الحرب من جديد. ولئن كانت الصبغة العسكرية هي السمة الغالبة علي حكم الجنوب منذ الأيام الأولي لاتفاقية السلام ، واستمرت بعد انفصاله، من خلال إطلاق يد الضباط في إدارة أقاليم الجنوب، وسائر المرافق الاخري . مما يؤكد توسيع نطاق النزعات البوليسية وإشاعة وتعميم أساليب انتهاكات حقوق الإنسان، ومن بين تلك الحوادث ضرب وسوء معاملة ومضايقات للمدنيين، والاعتقال التعسفي، وسوء المعاملة أثناء الاحتجاز، وحوادث عنف جنسي، وإطلاق النار على الأفراد من قبل قوات الشرطة، وأفراد الجيش الشعبي ، وتشير بعض التقارير إلى انتهاكات لحقوق الإنسان في كثير المواقع كما ذكر المتحدث باسم بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان قويدر زروق في تصريحات لإذاعة الأمم المتحدة .
والحقيقة إن الحركة الشعبية تجر المجتمع الجنوبي إلي الخلف وتقوم بأكبر عملية تزييف للوعي الاجتماعي والوطني واحتلال هجليج لم يكن قرارا حكيما بقدر ما هو تصرف ساذج اثبت بما لا يدع مجالا للشك أن قائد الحركة الشعبية سلفا كير ليس في قامة رجل دولة يؤتمن على حياة و مستقبل شعبه، ولكن هل اخترقت فراسة ساستنا إلى ما تحت القبعة و بدعة اللحية؟احتلاله هجليج كشف عن سوءته وخبث مضلليه ، و من بعد أدانته كل الدول الإفريقية والمنظمات الإقليمية والدولية لتجاوزه المواثيق والأعراف الدولية . وداخليا عبأ العدوان الوطنين السودانيين ووحد نفرتهم ضد حكومة الجنوب، ومنحت الثوار المعارضين حيزا للتمدد في مناطق النفط ، وأضعفت ثقة الجماهير في حكومة سلفا كير خاصة في أوساط قبائل النوير التي ينتمي إليها القائد بيتر قديت واللواء قبريال تانج الذي استدرج ثم اعتقلته سلطات جنوب السودان في جوبا ، مثلما فعلت مع اللواء تلفون كوكو من أبناء جبال النوبة الذي ظل يشكو من الأمراض و الوضع السيئ في سجنه , ورغم التباكي والشكوى من استمرار التهميش وتدهور مكانة النوبة في الجيش الشعبي وداخل الحركة الشعبية، إلا إنهم مرغمون - لأمر يعلمونه- على الخضوع لرغبات الجنوبيون.
وطالما كان من يقود الجنوب من أمثال سلفا كير وزمرته ، فان حكومة الجنوب لن تحمل مشروعا واضحا ولن تكون قادرة علي إحداث التغيير السياسي بل ستبقي مجرد غصة في حلق شعب الجنوب فرغم كل هذا الضجيج لا تملك الحركة برنامجا أو مشروعا واضحا أكثر من الاتجاه للتحكم الشكلي في حياة الناس ، فالتزوير لا يعطي المشروعية بأن منطقة هجليج تتبع للجنوب ،وهي ليست منطقة نزاع أصلا، بل شمالية خالصة بموجب جميع الاتفاقات السابقة، واعتراف قادة الجنوب ، - أكد ذلك رئيس الحركة الشعبية "التغيير الديمقراطي"- .
وهكذا عاشت الحركة الشعبية عارية من المشروعية محرومة من تأيد الأغلبية الصامتة من أبناء الجنوب، لذلك كان لابد لها أن تختبئ خلف ألاف مؤلفة من جنود الجيش الشعبي واستخباراته وذلك ما يكلفها أغلبية ميزانية الجنوب، أنفقت ما لا يقل عن عشرة بليون دولار معظمها في شراء الأسلحة ، تلك الأموال التي كانت يجب إن تنفق في الزراعة والصناعة والتعليم والصحة والبحث العلمي، أهدرت في الإنفاق علي الأجهزة الأمنية وشراء الأسلحة، و ثبت ذلك بعد احتجاز القراصنة الصوماليين لشحنة دبابات وأسلحة كانت ستصل لحكومة الجنوب عبر ميناء ممبسا الكيني، وبعدها نشرت (جينز) العسكرية في العام 2009م استناداً إلى صور بالأقمار الاصطناعية أن الجيش الشعبي اشترى ما مجموعه 100 دبابة، وهو ما أكدته مصادر عسكرية ودبلوماسية لنشرة (جينز)، ونشرت صوراً التقطتها الأقمار الاصطناعية لمجمع للجيش الشعبي، شمال شرقي العاصمة جوبا يضم دبابات مغطاة بأغطية مموهة هي نفسها الدبابات طراز ني-72 التي تم العثور عليها على ظهر سفينة (فاينا) الأوكرانية التي خطفها قراصنة صوماليون.
ولأن الحركة الشعبية فاقدة للشرعية فإنها تطلب السند الخارجي في كل صغيرة وكبيرة، ولهذا السند ثمن باهظ هو حرية قرارها. وهكذا صارت مشيئتها بأيدي غربية وصهيونية،وأصبحت دولة في مهب الريح.
نعم حكومة الخرطوم اخطات بلا شك عند انسحاب القوات المسلحة كليا من أراضي الجنوب فقد تركت أثارها السياسية والعسكرية والنفسية علي الجنوب وخاصة المسلمين منهم وكانت بمثابة كارثة لهم في المجالات كافة بعد أن سيطرت الحركة الشعبية علي اغلب أراضي الجنوب وإنسانه، وظل المسلمون يعانون ضعف البنية الاقتصادية والسياسية والتنظيمية لتشكيل قوة تستطيع من خلالها تغيير موازيين القوي لصالحهم.
ولكنهم سرعان ما تعرضوا لضغوط شديدة مصدرها الحركة أجبرت كثير من عضوية المؤتمر الوطني في الجنوب للتحول إلي الحركة الشعبية لتشكل بذلك اكبر مجموعة من المتحولين قسريا في تاريخ السياسة في افريفيا، ولم يقتصر الأمر علي ذلك إذ اصطدم كثير من المسلمين مع بعض المبشرين بسبب محاولتهم المستميتة لتنصير أبناء المسلمين وإقناعهم بتحويل دينهم بعد أن غير البعض منهم ولائه السياسي بسبب ضغط الحركة الشعبية من قبل.
لم يقتصر أمر المسلمين في الجنوب علي استهداف دينهم فقط بل حياتهم أيضا فبمقتل أمين المجلس الإسلامي لولاية بحر الغزال الشيخ فؤاد ريتشارد بعد خطفه من منزله وتصفيته، بسبب دفاعه عن أوقاف المسلمين المعتدي عليها من احد النافذين في الحركة الشعبية.
ولم تكتفي الحركة الشعبية بقتل الرجال بل طالت أياديها الآثمة أرواح النساء أيضا فقد تم اغتيال مريم برنجي أمينة المرأة بحزب المؤتمر الوطني علي يد جنود الجيش الشعبي بعد سرقة ونهب منزلها ثم حرقه.
حتى الأحزاب الجنوبية الاخري المتقاربة مع الحركة أو التي انشقت منها لم تسلم من الضربات المتلاحقة من قبل الحركة الشعبية مما اضعف قدرتها علي التأثير المباشر والفاعل في مجريات الوضع في الجنوب ونتيجة لذلك تراجعت المطالب ومعها الحقوق يوما بعد يوم.علاوة علي ذلك فقد الجانب الشمالي ورقة ثوار الجنوب أو استئنافهم القتال بطريقة مثلي كورقة ضغط علي الجانب الجنوبي ، حين تخلت الخرطوم عن الجنوبيين المتعاطفين معها وتخلت كذلك عن كل القوي التي كانت تسبب أو قد إزعاج للحركة الشعبية ، وهو ما يعنى التخلي عن شرعية المعاملة بالمثل الذي تنتهجه الحركة، بدلا عن ذلك من الاجدي للخرطوم مساعدة الثوار لإجبار حكومة الجنوب في تلبية مطالب الخرطوم حتي يعلم قادة الحركة الشعبية أن سياسة الحرب تؤدي بها إلي طريق مسدود وإنها استنفذت إغراضها.
Motasem.hamoda@yahoo.com
0121688684

- - - - - - - - - - - - - - - - -
تم إضافة المرفق التالي :
أنصار السنة أم أنصار الفتنة الدينية.doc


بواسطة : admin
 0  0  1896
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 07:00 مساءً الجمعة 19 أبريل 2024.