• ×

«فاطمة خالد».. حرم الرئيس السابق التي لم تخرج إلا مرتان – الثانية إلى القبر ..!!

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
الخرطوم/السودانية/ السماح للبشير بتلقي العزاء اليوم.. بحضور وداد بابكر ودقلو وبرطم

هذا ما قاله أمين حسن عمر ومحجوب فضل بدري

تقرير : محمد أحمد الدويخ
قبل أكثر من عامين وبعد سقوط نظام المؤتمر الوطني بثلاثة أشهر فقط تساءلت وسائل الإعلام المحلية والعالمية هل تسمح السلطات للرئيس المعزول عمر البشير بتلقى العزاء في وفاة والدته الحاجة هدية محمد الزين..؟
وكانت الإجابة نعم ..حدث ذلك بالتحديد يوم الاثنين ٢٩ / ٢٠١٩.م لدى تشييع والدته ولكن تحت الحراسة المشددة لآخر مشير في الجيش السوداني..!
السؤال يتكرر على ذات المشهد للمرة الثانية بعد عامين ونيف على ذات الظروف وحال البلد ليلة الأحد ٥ /٦ / ٢٠٢٢.م لدى وفاة فاطمة خالد زوجة الرئيس المعزول عمر حسن أحمد البشير الذي لم يتمكن من المشاركة في تشييع زوجته ..سيدة السودان الاولى في يوم ما..وتأتي الإجابة أيضا نعم..والسماح للبشير بتلقي العزاء في اليوم التالي للوفاة ..تأكد ذلك رسميا أن الرئيس المعزول المشير عمر حسن أحمد البشير سوف يتلقى العزاء في زوجته بمنزل شقيقه الراحل على البشير بكافوري مربع (١١) جنوب مسجد النور الذي شهد جولات البشير (الحماسية) وصولاته (الروحية) ومئات الوجوه ترنو الى كتفه وتتأمل (نياشين) المشير..بالمقابل تم تشييع الراحلة فاطمة خالدة بحوش بانقا مسقط رأسها بحضور شعبي كبير وغياب رسمي حتى من منسوبي ولاية نهر النيل مسقط رأس الراحلة وزوجها المشير البشير ..فيما شهد التشييع عدد من شخصيات الصف الاول ذات الطابع النظامي والوظيفي الرفيع بالنظام السابق..

مراسم التشييع على ايقاع صامت..!

تزامن تشييع الراحلة فاطمة خالد بمسقط رأسها بحوش بانقا بولاية نهر النيل في العاشرة مساء الأحد ٥ /٦ /٢٠٢٢.م مع حلول الظلام الدامس الأمر الذي فرض الإيقاع الصامت على المناسبة رغم الحضور الكبير الذي تقدمته شخصيات نظامية وشعبية بارزة من رموز النظام السابق أبرزهم الفريق ركن كمال معروف والفريق شرطة هاشم عثمان والدكتور الحاج ادم وعثمان يوسف كبر ..الزبير بشير طه بجانب ممثلي القوات المسلحة بالفرقة الثالثة مشاة بولاية نهر النيل.
فيما غاب عن التشييع حفار القبور الابرز عابدين درمة الذي تربطه علاقات ومواقف طريفة مع الرئيس المعزول المشير عمر البشير رغم ان (درمة) الذي عرف بحفر قبور المشاهير قال في لقاء صحفي مع الزميل طلال اسماعيل ذات لقاء : انه تمنى حضور دفن بعض المشاهير رغم تواجده خارج السودان منهم الشيخ أحمد على الإمام والشيخ الامين الغبشاوي ..فلماذا لم يشهد درمة تشييع سيدة السودان الأولى فاطمة خالد في زمان تم فيه تكريمه وزوج الراحلة رئيسا للجمهورية ام ان عابدين خضر محمود درمة يخشى السياسة وأهلها وتدفعه عجلة التغيير إلى تلوين سيرته وصافي (٤١) عاما قضاها بالمقابر يمارس مهمة دفن الموتى..

بين الحوش وشندي..الراحلة خرجت مرتان..الثانية إلى القبر..!

منذ أن شاع نبأ وفاة السيدة فاطمة خالد حرم رئيس الجمهورية المعزول المشير عمر حسن البشير تساءل الناس ووسائل الإعلام عن سبب الوفاة وأين ومتى..؟ نتيجة الغموض الذي اكتنف المناسبة عن قصد او غيره.. وفي الخاطرة أمنية الحاجة هدية محمد الزين والدة الرئيس البشير التي تمنت إن تشاهد خروج ابنها المحبوس بالسجن على ذمة التغيير قبل أن تموت ولكن..! تلك الأمنية تحققت فحضر الابن ولكن بعد وفاة والدته ..خرج لتشييع والدته بالمقابر ..!
جاءت الإجابة عن وفاة فاطمة خالد حرم الرئيس المعزوف عكس ما يتوقع البعض..كانت الوفاة طبيعية بمستشفى المك نمر بشندي والتي أحضرت إليها الراحلة من مسقط رأسها بحوش بانقا وعادت منها محمولة في تابوت في غياب شريك حياتها على مدى (٤٢) عاما الرئيس المعزول المشير عمر البشير والذي لم تسمح له السلطات بالمشاركة في تشييع زوجته (سيدة السودان الأولى) ولكن في زمان مضى..غير أن حرسه الشخصي السابق العقيد ركن معاش عائد الملك كتب مقالته المطولة في حق الراحلة فاطمة خالد في أسى وهو يتمنى ألا تسمح السلطات للبشير بالخروج للمشاركة في تشييع زوجته وأضاف العقيد عائد :
(سيدي الرئيس كثيرون اطلقوا الرجاءات ان يسمح من بيده الامر لك ان تحضر مواراة جثمانها الثرى ..نعم كثيرون فعلوا ولكن لم افعل لما أظنه فيهم واعلمه فيك..) واردف عائد الملك بقوله :
(السيد الرئيس : ما ضر جسدك عدم الحضور ..وثلاثون عاما لم تمنعك السلطة والجاه ان تكون حاضرا في مراسم دفن امهات واخوان وزوجات الجميع..)..حملت مقالة العقيد معاش عائد الملك العديد من الفردات المختارة التي وصف فيها الراحلة فاطمة خالد بصفات المرأة السودانية الأصيلة عفيفة اليد واللسان والمتواضعة مع كافة شرائح الناس وتمنى عائد ألا تسمح السلطات للبشير بالمشاركة في التشييع لأسباب تحفظ عنها اولا ..ثم ذكرها لاحقا بصفحته على الفيسبوك ..غير أن اهم المواقف التي استعرضتها مقالة عائد الملك المطولة شهادته في حق الراحلة فاطمة خالد ابان عمله ببيت الضيافة بالقصر الجمهوري واداء واجبه في حراسة رئيس الجمهورية المشير عمر حسن أحمد البشير أكثر من (١١) عاما لم يشاهد فيها فاطمة خالد حرم الرئيس وسيدة السودان الأولى الا مرة واحدة وذلك بعد أن تم ترحيلها من منزلها بغرض توسعة مكاتب الرئيس ..مبينا انها المرة الأولى التي تخرج فيها الراحلة فاطمة خالد من بيتها والثانية كانت إلى القبر..!

كانت (بتفشخ) البصل..!
محجوب فضل بدري وأمين حسن عمر يرثيان الراحلة :
عقب تلقيه خبر الوفاة كتب القيادي الإسلامي البارز أمين حسن عمر على صفحته بالفيس بوك يرثي الراحلة فاطمة خالد التي وصفها بالزاهدة وقال أمين :
(رحم الله الحاجة فاطمة خالد حرم الرئيس البشير فقد عرفها من عرفها إمراة فاضلة عابدة زاهدة
وصولة لجيرانها محسنة لمن تعرف ومن لاتعرف ولن يذكرها من عرفها الا بالخير… نسأل الله ان يوسع لها في قبرها وينزل شآبيب الرحمة عليها وينزلها منازل الصالحات في الفردوس الأعلى من الجنة ويلهم إحباءها عن فقدها صبرا جميلا…)
يذكر أن الراحلة فاطمة خالد أحمد البشير (٧٠) عاما هي الزوجة الاولى للرئيس المعزول عمر حسن أحمد البشير وأبنة عمه بجانب زوجته الثانية (وداد بابكر) والتي قفزت إلى التقاط صفة سيدة السودان الأولى بل تقلدت منصب رئيس منظمة المرأة العربية بجانب رئيس مجلس إدارة مؤسسة سند الخيرية بالسودان.

يذكر أن الراحلة فاطمة شقيقة كل من: المعلمة سامية وعبدالعزيز وصلاح وعبدالرحمن (الموظف بنك المزارع)

وفي السياق امتدح محجوب فضل بدري المستشار الإعلامي الأسبق لرئيس الجمهورية المشير عمر البشير امتدح الراحلة فاطمة خالد في مقالة مطولة تضمنت ملامح بيئة حوش بانقا وحياة الاسرة المتواضعة وتداعيات هجرتها من قرية الحوارة قبل فيضانات ١٩٤٦.م ونعت محجوب الراحلة ب(أم الفقرا) في إشارة إلى تقلد الراحلة فاطمة خالد منصب رئيس مجلس إدارة منظمة ام الفقراء وكانت وصفها بالتواضع بقوله :
(في احدى المناسبات رأت صحفية عربية سيدة السودان الاولى فاطمة خالد وهي تشارك في المطبخ فاندهشت الصحفية وقالت بلطجية سودانية وهي تتفاعل مع المشهد غير المألوف لدى السيدات الأول بكل الدول : آي والله زوجة السيد الرئيس (بتفشخ) بالبصل..!

أخيرا : وداد تعزي البشير في وفاة فاطمة..!
أكدت مصادر موثوقة ل(سودان برس) أن السلطات السودانية سمحت للرئيس المعزول المشير عمر حسن أحمد البشير فقط بتلقي العزاء في زوجته الاولى وابنة عمه الراحلة فاطمة خالد بمنزل شقيقه على البشير بمنطقة كافوري مربع (١١) ببحري فيما منع شقيقه علي البشير الخروج من السجن.. مع تضارب في التوقيت ومن المرجح أن يكون عقب صلاة المغرب لحساسية الموقف وأكدت المصادر حضور كل من الفريق أول محمد حمدان دقلو نائب رئيس مجلس السيادة بجانب حضور البرلماني ابو القاسم برطم بالاضافة الى إحضار السيدة وداد بابكر زوجة البشير الثانية (التي تقبع بالاقامة الجبرية) وذلك لتقديم واجب العزاء لزوجها في زوجته الأولى.
. وسط تحفظ أمني كبير وحراسة مشددة.

سيدات السودان الأُول.. سعيدات الحظ من غادرن قبل السقوط..!
على مدى (٦٦) عاما من الزمان تقلدت حكم السودان فيه مختلف الشخصيات الرائدة من المدنيين والعسكريين الذين اختلف او اتفق حولهم الشارع السوداني غير أن زوجاتهم (سيدات السودان الاول) كن في خانة (المسكوت) عبر التأريخ ألا ما ندر .
في هذه المساحة يستعرض (سودان برس) ملامح من ذلك التأريخ دون الخوض في القناعات السياسية ومدى قابلية الشارع لذلك.

مريم مصطفى سلامة اول من سكنت القصر ..وهذا ما جهر به النميري في حق بثينة خليل :
تعد السيدة مريم مصطفى سلامة زوجة الزعيم اسماعيل الازهري اول رئيس وزراء سوداني تعد اول سودانية تسكن القصر الجمهوري في الحكم الوطني (سيدة السودان الاولى).
وتوالت الحكومات والسيدات كل حسب الحقبة الزمانية المتتالية اعقبتها زوجة عبدالله خليل ..ثم سكينة محمد الروس زوجة الفريق إبراهيم عبود اللائي لم يظهرن في الإعلام كثيرا.

بثينة والنميري انتوا قايلنها زوجة نجار ..!

تعد السيدة بثينة خليل زوجة الرئيس المشير جعفر محمد نميري ذات شهرة طافت الآفاق ..حيث شاركت في العديد من المناسبات الوطنية الكبرى و الرحلات الخارجية المهمة مع زوجها المغامر المشير جعفر النميري.. خاصة بعد مقولته الشهيرة :
(انتوا قايلنها زوجة نجار)..!
وذلك بعد تنامى إلى مسامع الرئيس جعفر نميري وهو على سلم الطائرة بمطار الخرطوم يهم بالمغادرة في إحدى رحلاته الخارجية عام ١٩٨٥.م حيث تنامى إلى مسامعه أن البعض قال : أن بثينة خليل زوجة الرئيس تبدو عليها مظاهر الثراء والدة فاطلق النميري تصريحاته للإعلام وهو على سلم الطائرة والتي تناقلتها كافة وسائل الاعلام بما فيها الاذاعة السودانية مباشرة :
(انتوا فاكرين بثينة زوجة نجار ..!
ابدا فهي زوجة رئيس الجمهورية..لها أن تلبس ما تشاء وتظهر لما تشاء ..فهي سيدة السودان الأولى.. )

سارة الفاضل ومنى حمدوك ..ماستر نيويورك ودكتورة هولندا:

تعد السيدة سارة الفاضل محمود زوجة الإمام الصادق المهدي رئيس وزراء آخر حكومة ديمقراطية منتخبة تعد اول سيدة سودانية تدخل القصر الجمهوري وهي تحمل على يديها ارفع شهادة علمية من ابرز الجامعات العالمية حيث نالت السيدة سارة الفاضل ويفضل بنوها كتابتها اسمها (سارا) نالت رسالة الماجستير في علم الأجناس من جامعة نيويورك الأمريكية عام ١٩٦٢.م وعمرها (٢٩) عاما فقط بجانب منحها الدكتورة االفخرية من جامعة الأحفاد لاحقا عام ٢٠٠٤.م قبل وفاتها باربع سنوات..
وما بين سارة المهدي ومنى حمدك (١٩٨٨_٢٠١٩.م) مرت سيدتان من سيدات السودان الأُول هما الراحلة فاطمة خالد ووداد بابكر زوجات الرئيس المعزول عمر البشير ولكن تظل الدكتور منى عبدالله زوجة الدكتور عبدالله حمدوك رئيس الوزراء السابق هي الأبرز أكاديميا من بين سيدات السودان الأول لحصولها على درجة الدكتوراة في التنمية من جامعة ليدن الهولندية.
وتظل (الساقية لسة مدورة ) في صراع الكراسي والسلطة بالسودان .
ولابد ان تظهر الايام لاحقا أن هنالك سيدات اول في أسطر المسكوت عنه من تأريخ السودان السياسي والاجتماعي رغم تنوع الميديا وتسارع الوسائط الاعلامية للكشف عن كل ما تحتمل الذائقة السودانية المتمردة على الراهن السياسي كل حين وزمان وتظل (سيدة السودان الاولى) الأكثر حظا هي من تغادر القصر قبل سقوط الرئيس..ويطل السؤال الاهم برأسه :
هل يحضر الرئيس المعزول المشير عمر البشير بالفعل لتلقي العزاء ويتناسى حالة تغييبه عن تشييع زوجته..أم يحقق أمنية حرسه الشخصي السابق العقيد (م) عائد بعدم الحضور مطلقا لتلقي العزاء بعيدا عن مسقط رأسه بحوش بانقا ..؟


بواسطة : admin
 0  0  336
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 02:52 مساءً السبت 20 أبريل 2024.