عبدالماجد عبدالحميد يكتب اجد العذر لهجرة ضياء الدين بلال

الخرطوم/السودانية/ كتب / عبدالماجد عبدالحميد
• أجد العذر للأخ العزيز ضياء الدين بلال عندما غادر الخرطوم مهاجراً إلي دوحة العرب وقطر الدنيا الجديدة دون أن يخطرني بخبر سفره ودون أن يشملنا بدعوة الجلسة الأخيرة لسمر الوداع ودموع الفراق ..
• أجد العذر للعزيز ضياء فنحن في زمانٍ تغيّرت فيه الدوائر الضيقة للأصحاب والرفاق وأولاد الدفعة وزملاء المهنة ..ومع هذا أقول إن الدائرة التي جمعتني بضياء الدين بلال لن ينفصم عراها وستبقي في دواخلنا حية ..وباقية ..
• لن أنسي أيام مجمع شمبات ..كان ذلك في العام 1992 والسنوات التي تلته ..جمعتني مع ضياء صحيفة متابعات الحائطية ..ولن أنسي أن ضياء كان يساهم معي بالكتابة علي أوراقها الحائطية ..كانت متابعات صحيفة حائطية مستقلة بمواقفها وأفكارها أسعدني كثيراً أنها لاتزال محل إشادة وتقدير العزيز ضياء الدين بلال ..
• جمعتني مع ضياء الدين المناقل وتفاصيل الحياة فيها ..كان ضياء شاهداً علي رحلتي مع أهل المناقل الطيبين ..
• جمعتنا مع ضياء محبة خالصة لشيخ يوسف إدريس رحمه الله وأحسن إليه ..
• نحن مع ضياء جيل محظوظ بكل ماتعني الكلمة من معني ..عشنا أجمل سنوات العمل والنشاط السياسي في الجامعات السودانية ..وعايشنا التحول المذهل في مسيرة الصحافة السودانية التي كانت أقل صحفها الورقية توزع 10ألف نسخة يومياً..أما اليوم فإن أعلي الصحف الورقية لاتوزع أكثر من اثنين الف نسخة !!
• نحن جيل محظوظ ..فقد شاهدنا الترابي وهو يتحدث في الندوات الجماهيرية المفتوحة ..عايشنا محمد إبراهيم نقد والصادق المهدي ومحمد توفيق واستمعناكفاحاً للمرحوم محمد طه محمد أحمد وحسين خوجلي وهما يتبادلان فرص الحديث والتعقيب في ندوة مشتركة!!
• نحن جيل محظوظ ..شاهدنا جون قرنق وحضرنا حفلات جماهيرية لوردي والكابلي وتذوقنا جميل القصيد جرساً والقاءاً عند الطيب سند ..جلسنا إلي فراج الطيب وعبد الله الطيب ..وشفنا علي المك والفاضل سعيد ومهيد بخاري !!
• تابعنا سامي عزالدين وحموري ومازدا وهو يلعب ويدرب ..استمتعنا بركنيات عبده الشيخ وعمار خالد وأهداف وليد طايشين ووالي الدين ..وشاهدنا حامد بريمة وأحمد آدم ..
• وعشنا مع ضياء أيام الصحافة الجميلة بقيادة حسين خوجلي ..محمد طه محمد أحمد ..إدريس حسن ..كمال حسن بخيت ..
• وشفنا مع ضياء أيام الرقابة القبلية والبعدية في زمان الإنقاذ ..ومالم نكن نتوقعه أن نعيش أسوأ عهد للتعامل مع الصحافة والصحافيين في عهد الحرية والتغيير التي قدمت نموذجاً اقصائياً ذاق الرفاق مرارته في أنفسهم .. ولسة الزمن بدري عليهم ..
• ضياء الدين بلال الذي عرفته كان ولايزال صحفياً مختلفاً وشجاعاً ..ويكفيه أنه الصحفي السوداني الوحيد الذي قال للرئيس البشير عليك أن تقوم بالتغيير قبل أن تكون أنت نفسك هدفاً للتغيير ..وهذا ماحدث قولاً ..وفعلاً ..
• أنا حزين حد الوجع لأن هجرة ضياء الدين بلال التي تلقيت خبرها في تايم لاين السوشيال ميديا تعني عملياً أن العهد الذهبي الرابع للصحافة السودانية الرصينة والجادة والمؤثرة قد حزم حقائبه وطوي صفحاته بغير رجعة ..
• هاجر عادل الباز.
• هاجر الصادق الرزيقي..
• هاجر الطاهر حسن التوم ..
• هاجر الهندي عزالدين ..
• هاجر مزمل أبوالقاسم ..
• أمسك حسين خوجلي عن الكتابة ..
• صمت محمد عبدالقادر ..
• غاب وجدي الكردي ..
• هجر صالح عجب الدور الصحافة التلفزيونية ..
• محمد حاتم سليمان خلف أسوار المعتقل منذ ثلاث سنوات !!
• تراجعت الصحافة الورقية..
• وتناسلت موضة جديدة إسمها المواقع الإلكترونية تقدم علي رأس فترة رؤساء تحرير جدد لايعرف لهم الرأي العام سيرة في بلاط الصحافة ولاعرقاً في دروبها الوعرة !!
• إنه زمان السودان الجديد ..سودان بلا نجوم وأقمار في مجالات الحياة كافة ..
• هاجر ضياء الدين بلال لأن هذه البلاد لم تعد قادرة علي استحمال أمثاله من النابهين والنابغين وأولاد الحلال !!
• وداعاً يا صديقي ..ففي العمر مايكفي لبداياتٍ جديدة !!
• لك الود ..وعميق المحبة