• ×

عبد الجليل سليمان يكتب : “لو عندك خُتْ” عشان بلدنا يشيل!

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
السودانية:الخرطوم لكل الشعوب على هذه الأرض قيماً رائعة في التكافل والمساندة الاجتماعية، لذلك لن نزكي أنفسنا على أحد، بقدر ما يشهد لنا الغير بأننا الأكثر تميزاً في هذا الصدد، وأن السوداني يقتسم اللقمة مع ابن/ بنت وطنه ولو كانت به خصاصة، وقديماً تميز أثرنا بالمثل الذائع (الفقرا اتقاسموا النبقة)، وهكذا أرادت (اليوم التالي) ممثلة في رئيس تحريرها مزمل أبو القاسم وطاقمه الرائع، إحياء تلك القيم التي وطأ عليها النظام السابق، بما سنه من سنن الأنانية والسرقة والفردانية، وقد حاول أن ينحط بالمجتمع مثلما انحط بالدولة، ولكن هيهات، فبعد ثلاثة عقود استعاد المجتمع دولته، وها هو يحاول أن يصعد بها مجدداً إلى مراقٍ عالية.
مبادرة “لو عندك خت” التي طرحها الصديق مزمل أبو القاسم، إنما هي استعادة لإرث الثورة الظافرة، ولقيم الإنسان السوداني النبيلة واستعادته من الظلمة التي رزح فيها سنينا عددا إلى النور، حيث جلاء البصر والبصيرة، ولو ” عنك خُت” من أجل وطنك، ساهم و (ولو بالقليلة)، حتى نأخذ بيد بلادنا إلى برٍ آمن ونُخرجها من معاطب هذا البحر المتلاطم الذي رماها فيه، من لا يستحقون الذكر في هذا المقام النبيل.
حزين أنا عندما أرى حكومة بلادي تحمل (قرعتها) لتتسول بين الدول، حزين أنا عندما أذهب إلى ميدان جاكسون وزنقاته، فأرى الباعة (الفريشة) يعرضون الفاكهة المستوردة من مصر، حزين أنا عندما أدخل (مولات ) الخرطوم وبقالاتها لاشتري لأبنائي حليب المراعي والصافي وانكور، وما كان ذلك ليحدث، ما كان لهذا الحزن أن يوغل في أحشائنا جميعاً يكاد يمزقها إرباً، إذا ما لم يسرق مواردنا من كانوا في سدة الحكم، لذلك، ولكي نضع أنفسنا في الطريق الصحيح، و نحفظ لحكومة الثورة ماء وجهها الذي أراقته حكومة الكيزان البائدة، وأن نجعلها تضع (قرعة) التسول الدولي العابر للقارات جانباً، وتمد يديها مبسوطتين بالخير للجميع من ساعدنا ولمن لم يستطع ولمن أبى، لكي نجعل كل ذلك ممكناً نتطلع إليك ونحن نقول لك (لو عندك خُت)، لأنك ابن/بنت هذا الوطن الغني/الفقير، القوي/الضعيف/ العزيز/المُهان، الكريم العفيف الذي مرغت الطغمة الفاشية البائدة أنفه في تراب الدول الصديقة والعدوة، سفحت ماء وجهه على عتبات السلاطين والملوك والملالي ” لله يا محسنين”، ونحن أهل الإحسان والجود، أهل الذرة والسمسم والماشية والإبل المنظورة والمعادن غير المنظورة، والثروات الثروات، ولو ” عندك خت، عشان أولادك يشيلوا “.
إنها مبادرة، فمن شاء سعى إليها، وأظن الجميع يشاء، أو تذكرون ” لو عندك خُت، ماعندك شيل”، أيام الثورة المجيدة، رحم الله شهداءنا وأسكنهم جناته، فلم يبذلوا أرواحهم عزيزة من أجل وطن (يتسول)، فدعونا نرمي حجراً في بركتنا الراكدة، دعونا نشعل شمعة بدلاً من أن نلعن الظلام، ولو (عندك خت) عشان الوطن كله يشيل.

اليوم التالي


بواسطة : admin
 0  0  655
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 09:39 صباحًا الجمعة 29 مارس 2024.