• ×

نجامن زنقة ليبيا ومات فى مزرعة صغيرة ... القصةالكاملة لاغتيال د. خليل ابراهيم

حيث بكي الجميع دون تمييز ... منبيت أسرة (خليل).. تفاصيل عزاء غير مصرح به

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
الخرطوم:هاجرسليمان 
فى العشرين من الشهر الجاري كانت قوات حركة العدل والمساواة تتحرك من وادي هور فىالجزء الشمال الغربي لولاية شمال دارفور ، وهى تعلن نيتها عن الوصول للخرطوملاسقاط النظام، فى عملية مشتركة تاتي لتنسيق مع قوات الجبهة الثورية وتستفيد منتجربة الحركة فى غزو الخرطوم فى مايو من العام 2009.

فىذات الوقت كانت اعين السلطات الامنية ترصد تحرك العدل وتحصي عربات اللاندكروزر(122) التى تملكها وتتحرك بها، بجانب عشرة شاحانات كبيرة، وخمسة تناكر وقود. وتقولمصادر أمنية مطلعة فضلت حجب اسمها- لـ(السوداني) أن قوات خليل كانت ضعيفة ويعوزهاالامداد وتعاني من اشكالات فى الوقود والمؤن، وتضيف ذات المصادر أن قوات خليل عملتللتمويه عبر خدعة ساذجة مفادها نيتها فى اقتحام الخرطوم، وهى ترغب فى الخروج منالحصار المفروض عليها والوصول لدولة الجنوب للالتحاق بقوات الجبهة الثورية المتواجدةهناك والتى وصلها دعم حديث، وتجميع صفوفها، لذلك حاولت التمويه على هدفهاالاستراتيجي علاوة على الحصول على امداد ووقود واطارات تساعدها فى الوصول للجنوب.

وتمضيذات المصادر وتشير الى أن قوات خليل سعت لتجنب اي احتكاك مباشر مع القواتالحكومية، وفى سبيل ذلك سلكوا طريقا أعتادوا عليه يمر من شمال دارفور لشمالكردفان.

ويقولالناطق الرسمى باسم القوات المسلحة عقيد الصوارمى خالد سعد بان د. خليل ابراهيمقاد قواته على متن (120)عربة لاندكروزر على متن كل عربة (2-3) افراد اى لم يتجاوزعدد قواته الـ(300) عنصر.

وتكشفمصادر امنية أخري ان قائد حركة العدل والمساواة د.خليل ابراهيم فر من ليبيا الىدارفور فى سبتمبر الماضي بعد ان تزيا بزى القبائل الرعوية الليبية ودفع مبالغمالية طائلة لبعض القبائل الحدودية لتمكينه من الفرار من ليبيا والدخول الىالسودان وبالفعل نجح فى ذلك واستقر بمنطقة (وادى هور) شمالى دارفور، وتضيف ذاتالمصادر لـ(السودانى) بعد أن فضلت حجب اسمها-ان خليل شرع فور وصوله فى تجميع قواته،وطيلة الفترة التى مكثها بـ(وادى هور) لم ينفذ خليل اى عمليات عسكرية حتى لايستنزفما لديه من ذخيرة بقية الاحتفاظ بها للاستعانة بها فى محاولة هروبه الى دولةالجنوب.

ومنثم وضع خليل خيارين لدخول جنوب السودان كان احدهما بان يسير بقواته من دارفور وعنطريق دولة تشاد ومنها الى دولة النيجر ومن ثم يدخل يوغندا ومنها الى جنوب السودان،ولكنه كان خيارا صعباً، خاصة فى ظل وجود مشتركة على الحدود السودانية التشادية، ليفكربعدها بالهرب عن طريق دارفور ومنها الى كردفان، ومنها يمضي عبر ممر جبلى الى جنوبالسودان.

وبالفعلبدأ فى المسير وقاد قواته ليقوم بالاعتداء على منطقة ود بندة ويشن هجوماً على (20)قرية منتشرة بالمنطقة بغرض إلهاء القوات المسلحة عن تسلله الى جنوب السودان.

ضرباتجوية

وفىهذه الاثناء شنت الطائرات العسكرية غارات جوية على سيارات الحركة مما قادهم للتفرق،وقالت حركة العدل والمساواة أنها خاضت اشتباكات متفرقة في كل من أم قوزين و أرمل وقوز أبيض و ود بنده و أربد الكبابيش و جبال زرقا و دردق في شمال كردفان، ونفتالحركة نهبها العربات التجارية وقتل واعتقال المدنيين، وأكدت الحركة ان قواتهاتعرضت لغارات جوية طوال الفترة الماضية.

وهناتشير المصادر الامنية الى ان الضربات الجوية تسببت فى تفرق قوات العدل وانقاسمهملثلاث مجموعات رئيسية فى مشروع (ام بياضة) والتى تقع على بعد 15 كلم شرق منطقةالمالحة بعد أن كبدوا الكثير من الخسائر فى الارواح والمركبات، وتشير ذات المصادرالى ان خليل ابراهيم تحرك فى مجموعة مكونة

من62 واقترب من ود بندة المتاخمة لشمال شمال دارفور.

بينمااتخذت المجموعة الثانية من منطقة (شق اولاد طريف) جنوب ام قوزين واستخدمت الغاباتملجا لها، ولم تشا تلك المجموعة الابتعاد كثيرا عن الطريق الرئيسي المؤدي للفاشر، بينماارتكزت المجموعة الثالثة فى الوادي الاخضر شمال غرب ام بادر وظلت فى موقعها حتىلحظة قتل خليل.

ويقولعدد من اهالي منطقة ود بندة أن قوات حركة العدل بعد الضربات الجوية سعت للاحتماءبالقري فى المنطقة خاصة (ارمل، اربد، قردود، ووداي الابيض)، وعملت على مهاجمة ابراجالاتصال لقطع اتصال المواطنين بالسلطات الحكومية. وزادوا ان الحركة قامت بنهبالمواطنين بغرض توفير المؤن والوقود والاطارات لسياراتهم.

ويقول معتمدمحلية ودبندة اللواء (م) ركن احمد حجر أن قوات تتبع لحركة العدل والمساوة دخلتصباح السبت لمناطق " الزرنخ وودبحر" وقاموا بنهب المواطنين، ويضيف بدامن الواضح ان قوات العدل تواجه صعوبات فى الاتصال والتنسيق بعدانقسامهم لمجموعات. ويزيد حجر فى حديثه لـ(السوداني) ان خليل ومجموعته حاولوااللجؤ لمنطقة (الزرنخو ود بحر)عبر مجموعة محدودة.

الرصاصالقاتل

وتكشف مصادر أهلية أن خليل انفرد بمجموعة بسيطة بعد تشتت مجموعتهم ودخل منطقة الزرنخ ليختبئ عند بعض اهله فى تلك المنطقة، ولكنه فوجئ بمجموعات اهلية مسلحة غاضبة منه ومن حركته فى اعقاب عملياتهم العسكرية فى مناطقهم وفقدهم للعديد من الارواح والممتلكات طوال السنوات الماضية، فاشتبكت تلك المجموعة مع خليل والمجموعةالقليلة التى تبقت معهه واردته قتيلاً، واضافت ذات المصادر أن خليل قبر فى مكانليس ببعيد عن قبور ابنائهم السبعة واربعين الذين قتلوا فى هجومه على ود بندة فىاغسطس من العام 2007.

وتقولمصادر عليمة من الخرطوم أن خبر اغتيال خليل وصل الخرطوم فى تمام الساعة الواحدةصباحا، حيث هرع عدد من كبار ضباط الجيش للقيادة العامة لمتابعة اخر التطورات.وتضيف ذات المصادر ان السلطات ربما تكون قد تاكدت من مقتله عبر التصنت على اجهزةهواتف من قيادات بالميدان تخبر من بالخارج بنبا اغتيال خليل وسط بكاء وعويل، لتسريبعدها عدد من المكالمات تنقل الخبر وتتلقي التعازي.

قبرالمزرعة

غيران المصادر الامنية تقول ان رواية اخري مفادها انه وردت معلومات لدى القواتالمسلحة بمخطط خليل والتى بدورها شنت هجوماً بالمروحيات على القوات التى كانيقودها خليل واصابة العربة التى كان على متنها أمسية الخميس ليتم سحبها من قبلقواته حيثم لم تتوفر له العناية الطبية، ليتوفى لاحقا متاثرا بجروحه ويدفن فى قرية(ام جرهمان).

وتؤكدهذه الرواية بحديث الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة العقيد الصوارمى خالد سعد انالمعركة التى دارت رحاها بمنطقة ود بندة بشمالى كردفان اصيب فيها د.خليل ابراهيمبرصاص المعركة فسحبته قواته الى مزرعة تقع بمنطقة (أم جرهمان) التى تقع على الحدودبين ولايتى شمال كردفان وشمال دارفور ليلفظ انفاسه الاخيرة فى حوالى الساعةالخامسة من يوم الجمعة الماضية، واضاف بان اهالى المنطقة وعقب التعرف عليه شاركواقواته المنسحبة فى مواراته الثرى.



ودبندة.. مسرح اللحظات الاخيرة

قالتاحدى حسناوات كردفان " كباشي كان برضـيالليموني وصـــــــلني ود بنده خــــــلي الناخد سنده"، والتى تغني بها بلومالغرب عبد الرحمن عبدالله ولكن يبدو أن ود بندة لم ترض ما فعله خليل ابراهيم فىالمرات السابقة ولم تسامحه على مروره فى المرات الماضية والتى تسبب فيها فى الكثيرمن الخسائر. لذلك قررت الا تسمحه له بـ(سندة) بل دفعته لراحة ابدية ووضع حد لمشوارحياته.

وبالنظرلمحلية ود بندة اخر محليات ولاية شمال كردفان من الناحية الشمالية الغربيةوالملاصقة لولاية شمال دارفور، وتعتبر من المحليات الغنية بالمواد الطبيعيةوالمعدنية، اضافة لكونها من أجمل المناطق الطبعيية، مما جعلها من اكبر اسواق الضان فى المنطقة مما جعلها مركزامركزا حضريا ومنطقة تجارية، لا سيما وانها تقع فى مفترق طرق حيوي بين دارفوروكردفان (طريق الفاشر-النهود) حيث تمثل محطة مهمة للاطواف التجارية.

تعرضتود بندة لعدة هجمات فى الفترة الماضية خاصة من قبل حركة العدل والمساواة التىهاجمتها فى نهاية اغسطس من العام 2007، واقتحمت معسكر صغير للاحتياطي المركزي يقعغربها على مسافة ثلاثة كلم، وقد هاجمت الحركة المعسكر بقوة قدرت 40-50 عربة مستخدميناسلحة ثقيلة وحديثة، بشكل اعتبر لاحقا بمثابة بروفة صغيرة للهجوم على ام درمان.
ظهر أمس توقفت خارج منزل اسرة خليل ابراهيم بعد حسين (5) عربات بوكس تتبع للشرطة وثلاث دفارات جميعها تتبع لقوات العمليات، فى تلك الاثناء فاحت رائحة القنابل المسيلة للدموع (البمبان) فى كل مكان وازكمت الانوف. منعلى البعد كانت هنالك اعداد قليلة من المواطنين الذين حضروا لاداء واجب العزاء يقفونفى مجموعات صغيرة او فرادى وكأن لاعزاء بالمنطقة.

ولكن داخل المنزل كانت المشهد مختلفا حيث كانالمنزل مكتظاً بالنساء اللائى ينوحن ويبكين وحتى اللائى كن صامتات كانت الدموعتنهمر بغذارة فتختلط دموع الحزن على الراحل مع دموع (البمبان)، وداخل احدى الصالاتالمكتظة بالمعزيات ممن تربطهم صلة قرابة بالراحل د.خليل ابراهيم كانت تتوسطهن زوجةالقتيل (زينات على يوسف) وهى امرأة فى عقدها الخامس تنتمي لقرية ودربيعة بولايةالجزيرة، كانت زوجة الراحل صامتة تتقبل العزاء ممن يعزيها قالت:"والدموعتنهمر بغزارة من عينيها أنها لم تتلقى نبأ مقتل زوجها من أحد، ولكنها سمعته فىالتلفزيون فى الصباح الباكر عندما كانت تشاهد قناة الجزيرة ليقع الخبر عليهاكالصاعقة وتنخرط فى بكاء عميق تجمع على اثره جيرانها وكان الجميع وحسب سماعهمللخبر من التلفزيون يسارعون الى منزله لتأدية واجب العزاء لزوجته زينات وابنائهالخمس (ثلاث اولاد وبنتين)"، وأضافت زينات بانها راضية بحكم الله ولكنهااستنكرت ما فعلته الشرطة من اقتلاع لصيوان العزاء الداخلى الذى كانت النساء تجلس


بواسطة : admin
 0  0  3609
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 05:20 صباحًا الجمعة 19 أبريل 2024.