• ×

اسماء جمعة تكتب : المعلم يسترد مكانته المستحقة

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
السودانية/ الخرطوم/ قبل وصول الإنقاذ إلى السلطة كان للمعلم مكانة اجتماعية، والسبب هو أن وظيفته تعتبر واحدة من أرقى الوظائف وأكثرها قيمة مقارنة بالوظائف الأخرى، فمنحت المعلم مكانة اجتماعية واقتصادية بارزة في المجتمع، وكان المعلم أو المدرس يثير إعجاب المجتمع، وكل شخص كان يحلم بأن يكون معلماً لينال ذلك التقدير.
عقود الإنقاذ غيرت قيمة هذه الوظيفة حتى أصبح المعلم مضهداً، وفي الحقيقة ليس وحدها بل كثير من وظائف الخدمة المدنية واجهت نفس المصير بسبب ما عانته من إهمال متعمد، وهذا للأسف رفع من شأن مهن أخرى تؤدي إلى الثراء السريع بعضها لم يكن موجوداً، وحقيقة هذا يعكس مستوى التراجع في الأخلاق والمثل والقيم الرفيعة، وكان هذا نتيجة طبيعية لسياسات النظام المخلوع، وكانت أزمة التعليم واحدة من الأزمات التي ساهمت في اسقاطه فقد كانت الجماهير تهتف لا تعليم في وضع أليم .
بعد الثورة بدأت الأمور تعود تدريجياً إلى ما يجب أن تكون عليه ومنها تحسين مستوى التعليم والمعلم، وحقيقة الحكومة الانتقالية منذ قدومها لم تساوم بوزارة التربية والتعليم وهي أكثر الوزارات حساسية وخطورة، ورغم ذلك منحها النظام المخلوع إلى الفاشلين من كوادره ولإرضاء المتحالفين معه، وحقيقة لن أحكي عن الحالة التي ترك عليها التعليم، فكلكم شهود وضحايا ولكن دعونا ننظر إلى ما هو آت وبشريات المستقبل.
وزير التربية والتعليم الدكتور محمد الأمين التوم
قال إن الدولة قررت مضاعفة مرتب المعلم مما يسهم في تحسين وضعه المادي، و أن وزارته ستعمل على تحسين الوضع الاجتماعي والمهني للمعلمين لتكون المهنة جاذبة، و إنه قدم مقترحاً لوزارة التعليم العالي يقضي بقبول أي طالب يحصل على نسبة 70% فما فوق مجاناً في كليات التربية بجانب القبول مجاناً لمن يحصل على نسبة 80%، ودعمه بمبلغ مالي حتى يتخرج مع ضمان وظيفة له بعد التخرج .
إقتراح السيد وزير التربية والتعليم يعتبر حلاً فعلياً لأزمات التعليم، فقبول طلاب بمستوى جيد فما فوق في كليات التربية أسوة بكليات الطب والهندسة وغيرها، يضمن قبول طلاب بمستويات جيدة وما قدمه من تشجيع يدفع الكثيرين إلى دخولها، فكثير من الطلاب أحرزوا درجات عالية وبسبب ضيق اليد تركوا الدراسة، ومضاعفة المرتب وتحسين الوضع المهني والاجتماعي للمعلم يرغب الجماهير في العمل في التعليم ويضمن عدم هروبهم خاصة الشباب وهذه خطوة مهمة .
و أعتقد أن وزارة التربية الآن تعمل في محور موازٍ آخر يصب في صالح المعلم أيضاً، وهو تسهيل عملية تلقي التعليم وتطوير المناهج وتحسين مستوى المدارس، وفي هذا الشأن قال وزير التربية والتعليم، إن الدولة ملتزمة أيضاً بمجانية التعليم وميزانية العام 2020م وضعت التعليم ضمن الأولويات وخصصت له نسبة جيدة من ميزانية الدولة مما يعني توفير إمكانيات جيدة للتعليم يريح المعلمين من معاناة العمل بطريقة الترقيع .
إذاً المعلمون موعودون بنقلة كبيرة تعيد لوظيفة المعلم مكانتها الرفيعة المستحقة وقيمتها، وبإذن الله لن تتراجع مرة أخرى، وحتى تمضي الأمور في طريقها الصحيح ولا تتراجع مرة أخرى، مطلوب من المعلمين الاستعداد لهذه المرحلة ودعم هذا التغيير بالأفكار والمبادرات والتحرك بفاعلية وتكوين كيان نقابي قوي، فواحدة من أهم أسباب ضياع التعليم وضياع مكانة المعلم كان سكوتهم على حقوقهم وهي تضيع أمام أعينهم.

التيار


بواسطة : admin
 0  0  655
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 08:43 صباحًا الخميس 25 أبريل 2024.