• ×

شمائل النور تكتب: ميزانية التعليم.!

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
السودانية:الخرطوم قبل عامين تحولت عبارة “لم ينجح أحد” التي خرجت بها إحدى الصحف عنواناً رئيسياً بعد إعلان نتائج المرحلة الأساسية تحولت إلى قضية نقاش وجدل متواصلة على مواقع التواصل الاجتماعي والإعلام.

وكانت تلك المدرسة التي لم ينجح فيها أحد في إحدى مناطق ولاية الجزيرة.

ذلك الخبر الصادم، كان ملخصاً وافياً لما آل إليه حال التعليم الذي نال نصيب الأسد من التدمير الممنهج الذي طال كل القطاعات خلال سنوات الإنقاذ التي لم تكتفِ بوقف النمو والتطور، بل عملت جهدها لإرجاع الأمة إلى الوراء، في كل شيء

ومواجع التعليم لا تتوقف عند حد “لم ينجح أحد”…على سبيل المثال، قبل سنوات نشرت “التيار” تقريراً صادماً للجنة تحقيق في ولاية الجزيرة خاصة بتزوير في نتيجة امتحانات الأساس لعام 2014م، التقرير حمّل الوزيرة -وقتها- المسؤولية، كونها وجهت بزيادة درجات تلاميذ على حساب تلاميذ وتلميذات أخريات.

وخلال العامين الماضيين..هل تذكرون الدراسة التي أجرتها وزارة الصحة – ولاية الخرطوم..مثلاً (كشفت الدراسة أن الذكور أكثر تعرُّضاً للعقاب البدني بنسبة (56%)، فيما تصل نسبة البنات اللائي يتعرّضن للعُقُوبة البدنية لـ (45%)، وأنّ البنات الأكثر تعرُّضاً للتوبيخ اللفظي بنسبة (28%)، بيد أنّ الأولاد (20%)..وأشارت أيضاً إلى أنّ العقاب النفسي والحرمان وصل لدرجة (19%) للبنات، فيما بلغت نسبة الذكور (17%)، وأشار التلاميذ – حسب الدراسة – إلى أنّ هناك عُنفاً يُمارس ضدهم بسبب دفع الرسوم ليصبح العقاب إما جسدياً كالضرب أو الحرمان من الامتحان أو يُقال لهم: “ما عندكم قروش جايين تقروا لي شنو“)

هذا فقط جانب محدود مما لحق بقطاع التعليم وحجم الدمار الذي ينتظر البناء من جديد وليس فقط الإصلاح.

الآن نحن في حاجة إلى وضع التعليم على رأس الأولويات فيما يلي الاهتمام الجاد المسنود بدراسات وإحصائيات، الاهتمام الذي يُنتظر أن ينهض بالتعليم بعيداً عن التنافس السياسي.

ما من شك أن رفعة الأمم وتقدمها يبدأ من التعليم، التعليم بمعناه الشامل الذي يضع الوعي والمعرفة محتوى رئيسياً للعملية التعليمية…الحاجة شديدة لتغيير المناهج، إعادة النظر في السلم التعليمي، تأهيل المعلم، إعادة النظر في وضع المدارس الخاصة وإعادة التعليم الحكومي كما كان.

وهذا كله لن يتحول إلى واقع إذا كان بند التعليم يقع في آخر قائمة صرف الدولة…الآن ونحن على مشارف موازنة جديدة، هي الأولى بعد سقوط النظام، نحتاج أن نضع للتعليم الميزانية التي يستحقها.

إرشيف

صحيفة التيار


بواسطة : admin
 0  0  728
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 04:20 مساءً الجمعة 19 أبريل 2024.