• ×

قول نزار النور: العقبات لم تمنعني من الوصول إلى العالمية والشباب مفتاح التغيير في المستقبل “مع نجم فرانس 24”

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
السودانية/ الخرطوم/ الشاب نزار محمد محمد النور، هادي الطبع، متوثب على المثابرة، متدبر أمره مع الوطن والجماهير، ظل واقفاً في محطة الشأن العام مناقشاً ومحاوراً وممتهناً نوعاً من الثقافة اليومية في حياته، متلزماً بأن يقدم دوراً مقدراً ومستمراً من الوعي لمن حوله، ونعتقد أن نزار من الجيل الذي واجه النقلة الهائلة في حياتنا الرقمية بإيمان راسخ بالأعراف والتقاليد وإيمان آخر بالسودان القديم وقيمه، وإيمان ثالث بالتعليم مع قيم الآخرين وفقاً للحاجة لانفتاح فكري خلاق للمجد والتاريخ والإنسان.
ونزار أيضاً من الجيل الذي لم ينس وطنه وهو بعيد عنه في المغرب وفرنسا وغيرهما، وظل ينتظر تفتح زهور بلده من داخله وهو يعود لمواقيت ثورة ظل مساهماً فيها، راكزاً وراسخاً يدعو لها بالتوفيق ويحقق فيها نصراً وما زال يعمل، حقق نزار نجاحات مذهلة في مجال الإعلام الرياضي وعمل في أفضل القنوات والإذاعات العالمية.
سيرة ومسيرة
درس نزار النور جميع المراحل الدراسية بالسودان وكانت الخرطوم الجديدة آخر محطة، عمل بالإذاعة القومية في قسم اللغة الفرنسية، توقف عن العمل عبر لوائح الصالح العام في عهد تمكين الإنقاذ، هاجر إلى المغرب ودرس فيها القانون، واستقر به المقام في فرنسا، وهناك حاز على إجازة في العلوم السياسية من جامعة (باريس 8). رحلة النجاح بدأت في (أم بي سي أف أم)، وتوالى النجاح عبر إذاعة مونت كارلو الدولية وفرانس (24) منذ التأسيس والتلفزيون الأوروبي، وقناتي الجزيرة الإخبارية والكأس القطرية الرياضية.
قصة النجاح
يقول نزار لـ(اليوم التالي): وجودي في الإذاعة القومية خلال فترة عامين كان ثمرة نجاح لأنني اكتسبت خبرات في الترجمة بجانب الأخبار الدولية، ويضيف: بعد تخرجي في الجامعة بباريس، شرعت في خطوات التدريب وراسلت الزميل أحمد القرشي إدريس في “البي بي سي” لندن، وربطني بالزميل رياض عسعس، حيث تدربت لمدة ثلاثة أشهر في “أم بي سي أف أم” وعملت بعد ذلك مع رياض في (أم بي سي) ومونت كارلو والتلفزيون الأوروبي. وتابع: في افتتاح مونت كارلو ومن بين (300) شخص تم اختيار خمسة وكنت من بينهم، وفي العام 2007 التحقت بفرانس (24) في التأسيس، وفي عام 2008 عملت بالنسخة العربية من “أيرو نيوز” وقضيت فترة عام بمدينة ليون. وأردف: عندما تم تأسيس القسم الرياضي بـ(فرانس 24) عدت للعمل فيه رفقة الزميل وديع فيعاني الذي عملت معه لفترة طويلة في مونت كارلو، واستطرد: عملت في “فرانس 24” منذ العام 2009 وحتى 2018، واكتسبت خبرات كبيرة ومعرفة، وأشار نزار إلى أنه غادر بعد مونديال روسيا إلى الدوحة القطرية والتحق بقناتي الجزيرة الكأس الرياضية “كفري لانسر” ومستمر في منصبه حتى الآن، ويؤكد نزار: الدوحة فيها مشروع حقيقي وهو مونديال قطر 2022 وكل الأنظار ستكون موجهة هناك.
روشتة نجاح التغيير
وعن التغيير الذي حدث في السودان، يقول نزار النور: حتى يحقق التغيير الأهداف المرجوة لابد من عودة أبناء السودان بالخارج لوضع أقدامهم مع من بالداخل، وأضاف: السودان فيه درجة من الخصوبة خاصة بالنسبة للموارد، بجانب قادة التغيير (الشباب) الذين يحتاجون لخبرات السودانيين في الخارج، وتابع: التعامل مع التغيير يحتاج لوقت طويل والأمر ليس سهلاً، كما يتصور البعض، وفي هذه السانحة الواحد يتذكر مقولة الزعيم الراحل نيلسون مانديلا: (لا يدافع عن الفساد إلا الفاسدون.. ولا يدافع عن السقوط إلا الساقطون.. ولا يدافع عن الحرية إلا الأحرار.. ولا يدافع عن الثورة إلا الأبطال، (الأبطال) هم الذين قاموا بالثورة، لكن نحن بما أننا أحرار ضد هذا النظام الذي حكم البلاد (30) عاماً من الظلم والاستبداد، وهذا هو الوقت المناسب لمد الأيادي والتواصل، يؤكد نزار: أنا لا أبحث عن منصب سياسي أو مركز كبير، بل أبحث عن كيفية مساعدة الذين قاموا بالثورة للخروج من مأزق (30) عاماً في دولة كل شيء تدمر فيها من البنى التحتية والخدمة المدنية، وأنا متفائل وعائش على أمل كبير جدا، في الوقت الراهن هناك نظرة بعيدة للتطوير، ولكن نحتاج للصبر حتى يصل الجميع للغايات المرجوة، ولابد من تذكر تضحيات الشهداء وأنا هنا أقول (المجد والخلود للشهداء). ويختتم نزار حديثه قائلاً: يجب التعاون والتكاتف والتضامن حتى يعبر السودان إلى الأمام وحتى لا نمنح الفرصة لدكتاتور جديد.
القانون والسياسة والإعلام
وعن كيفية التوفيق بين القانون والإعلام الرياضي والعلوم السياسية، يقول نزار النور: العلوم السياسية ليست مهنة وإنما علم يوسع آفاق أي شخص، وهناك كثير من الصحفيين لديهم معرفة بالعلوم السياسية، أما القانون فهو مهنة لابد من ممارستها يومياً، بجانب الاطلاع على التغييرات الجديدة في الإجراءات وخلافه، والابتعاد عن القانون لا يمنع الرجوع إليه في أي وقت، أنا لم أمارس المحاماة رغم أنني تدربت لفترة، وأعتقد أن القانون والعلوم السياسية شقيقان.
تجربة الإعلام الرياضي
وحول تجربته في الإعلام الرياضي يقول نزار: الإعلام الرياضي لديه تكنيك مختلف وهو مهنة صعبة، لأن المتلقي دائماً ما يكون أفضل من الصحفي، ويملك معلومات أكثر منه، وأعتقد أنه من أصعب وسائل الإعلام، لأن المتلقي مثقف للغاية ولديه معرفة بأدق التفاصيل، وبالتالي أي خطأ يدخل الشخص في مشكلة، وعن الصعوبات التي واجهته في بداياته بفرنسا، يقول نزار النور: واجهت صعوبات عديدة، كنا في الإذاعة السودانية نعمل بالريل، وفي مونت كارلو بنقلوا من الريل إلى النديا، وهي مرحلة تحتاج إلى تدريب ومعرفة، وتابع: المعاناة كبيرة لأنه لابد أن تكون أفضل، لأن المنافسة شديدة هناك والتقنيات متطورة، وأردف: نحن السودانيين هجرتنا كانت متأخرة، وعلى العكس البقية هاجروا مبكراً علاوة على أنهم أبناء مهاجرين ولذلك تفوقوا علينا.
الشباب مفتاح التطوير
يقول نزار: متابع للرياضة في السودان وكنت لاعبا مميزا في منتخب الجامعة، وأضاف: انضمام المحترفين للمنتخب الوطني سيشكل إضافة حقيقية لصقور الجديان، وتابع: الرياضة أصبحت صنعة، نحن لدينا لاعبون يملكون مهارات جيدة، لكننا نحتاج لمزيد من العمل بجانب التركيز على الشباب لأنهم يمثلون مفتاح التطور، وزاد: الأمل في الشباب لقيادة التغيير والتطور، وأعتقد أنه وبعد (15) سنة سنجد جيلاً لديه أفكار مختلفة.
رسائل خاصة
وعن اختيار الأستاذ فيصل محمد صالح لوزارة الثقافة والإعلام والأستاذ الرشيد سعيد وكيلاً لوزارة الإعلام، يقول نزار: شهادتي في فيصل مجروحة، أما الرشيد فهو صديق ورفقة لـ(25) عاماً، جمعنا العمل في عدد من المؤسسات، علاوة على العلاقات الأسرية، وتابع: “فيصل ما عندي ليهو نصحية لأنو لديه خبرات واسعة وهو قادر على العبور بالوزارة”، أما الرشيد “بقول ليهو خلي بالك، البلد دي فيها ناس مترصدون لأنو أنا متابع الحملات ضده في وسائل التواصل، وبقول ليهو ما تاخد الأمور بالسهولة دي”، وهو يملك خبرات ومعرفة كبيرة ستفيد كثيراً في قادم الأيام، وأردف: التغيير مازال يحتاج للكثير من العمل والحرص، وهناك عقبات وبالتالي لابد من النظر ببعد للمستقبل، وما حدث في 30 عاماً يحتاج إلى سبع سنوات حتى يحدث تغيير حقيقي.


بواسطة : admin
 0  0  2652
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 03:25 مساءً الجمعة 19 أبريل 2024.