• ×

في مؤتمر صحفي أمس “البلدوزر” يجرف المشهد السياسي للحكومة الانتقالية

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
السودانية/ الخرطوم/ بعد غياب طويل عن الساحة السياسية عاد رئيس حزب الأمة مبارك الفاضل المهدي، “البلدوزر” عبر مؤتمر صحفي عقده أمس بدار الحزب بالخرطوم شارع البلدية، ليراهن بقوة بأن الوضع الراهن لن يصمد طويلاً وأن قوى الحرية والتغيير غير قادرة على مواجهة التحديات التي تمر بها المرحلة، مالم يتم توحيد الرؤية السياسية، مبارك برر حديثه بأن التحالف المشكل للحكومة هش لجهة أنه كان فقط تحالف لإسقاط الإنقاذ فقط وليس لها اتفاق على برنامج أو أي شئ آخر، وتوقع أن يضع التحالف الذي رئيس الوزراء ووزير ماليته أما أن ينتظروا فرج الله على حد تعبيره أو تقديم استقالتهم، وعزا ذلك لعدم توحيد قوى التغيير لرؤيتها بشأن البرنامج الاقتصادي وكذا الحال فيما يتعلق بالعلاقات الخارجية.

تقرير:عمر دمباي

حكومة جديدة
الفاضل توقع حل الحكومة الحالية وتشكيل حكومة جديدة يشترك فيها حتى التيار الإسلامي ومن ثم تبنى برنامج إصلاحي متكامل وعقد انتخابات، وقال إن قوى الحرية والتغيير لا تملك برنامجاً واضحاً ومتجانساً للمرحلة وباتت مشغولة فقط بتقسيم الكيكة.
محاربة الفساد
وعن الفساد الذي استشرى في فترة النظام البائد، واصل الفاضل في كشف وجرف المزيد من المجالات العديدة التي قال إنها تمارس فيها الفساد خاصة الأموال والعقارات الحكومية في الخارج، بجانب قطاع البترول والأراضي السكنية، بالإضافة إلى العمارات والفلل والمزارع واستيراد السلع الإستراتيجية مثل القمح والوقود والدقيق والسكر، فضلاً عن ما يتم من فساد خلال تعاقدات بناء الطرق والجسور والحفاير، وقال إن الحكومة حال كانت جادة في محاربة الفساد، عليها بإظهار الجدية وتوظيف حالة الطوارئ وتشكيل محاكم الطوارئ مع تفعيل قانون الثراء الحرام.
محاكمة البشير
وتحدث عن قضايا السلام ورفع العقوبات مشدداً على أهمية محاكمة الرئيس المعزول عمر البشير، وكافة المسؤولين عن المجازر في دارفور سواءً في لاهاي أو في محكمة مشتركة في الخرطوم، لجهة أن كل الأدلة تدل على ارتكابهم للجرائم الموجودة لدى المحكمة الجنائية في لاهاي، ووصف رئيس حزب الأمة مطالب عبد العزيز الحلو بالواضحة والعادلة سواء المتعلق منها بإزالة الغبن الناتج عن التهميش السياسي أو الاقتصادي، وذلك من خلال إيجاد آلية سياسية دستورية تضمن عدالة توزيع الثروة والسُلطة من خلال حكم لا مركزي، بجانب توفير ضمان دستوري لمنع التمييز ضدهم باسم الدين والعرق في الدولة، فضلاً عن التوصل إلى ترتيبات عسكرية وأمنية تكفل دمج من يرغب في قواتهم في القوات النظامية، ورهن الفاضل تحقيق ذلك بوجود توصل إلى اتفاق ومعاهدة سلام مع دولة جنوب السودان.. أما فيما يتعلق بالاتفاق مع الجبهة الثورية يرى الفاضل أن ذلك يتطلب مشاركتهم في السُلطة الانتقالية لجهة أن القضايا السياسية والدستورية التي تهمهم يجب أن تكون محل بحث وحوار بعد الفترة الانتقالية، باعتبار أن الحكومة الحالية لا تملك تفويضاً لبحثها أو الاتفاق عليها. واستبعد الفاضل تشكيل المجلس التشريعي في القريب العاجل في ظل الأزمة السياسية الراهنة وما تشهده الساحة من انقسام وصفه بالحاد.
رفع الدعم
وعن الأزمة الاقتصادية دعا مبارك الفاضل، لضرورة رفع الدعم عن الوقود والقمح، وقال إن ذلك لا يتم إلا من خلال مكاشفة ومصارحة الحكومة وتحالف الحرية والتغيير للشعب بحقيقة الأوضاع ومتطلبات العلاج التي تتطلب إعادة توظيف الدعم الحالي للوقود والقمح لتمويل مجانية التعليم والصحة، وأكد أن الدعم الحالي وبصورته الراهنة تحول إلى عامل إفقار للمواطن بسبب أن دعم الوقود لا يفيد الفقراء بقدر ما يفيد المهربين والأغنياء، لافتاً إلى أن أكبر شريحة مستفيدة منه هي ولاية الخرطوم، موضحاً أن دعم القمح الحالي غير عادل باعتبار أن 65% منه يذهب للفقراء والأغنياء في العاصمة فقط، بينما بقية مدن السودان نصيبهم من الدعم لا يتعدى الـ 35%، وبخلالف النسبة الكبيرة التي تهرب للخارج. وطالب الفاضل المهدي، بتقليص هياكل الحكم الاتحادي والمحلي المترهل ووقف الفساد، وشدد على ضرورة توسيع المظلة الضريبية وليس زيادة الضرائب، مشيراً إلى أن الحديث عن جنيه الكرامة وغيره من الأحاديث بأنها كلام فارغ على حد تعبيره، وتابع (على الحكومة أن تعمل على تشغيل عقلها بدلاً عن الحديث عن مثل تلك الأحاديث غير الموضوعية والتي مر عليها 50 عاماً)، وطالب الحكومة بالعمل على مواجهة القضايا الأساسية بدلاً عن البحث عن أموال ومنح للمعالجة الشكلية والبحث عن الحلول الساهلة.
تحريض
وانتقد الفاضل برنامج قوى التغيير الاقتصادي وخاصة الاستثماري، وقال إنه قائم على التحريض، وأضاف أن قوى التغيير تقوم بتحريض المواطن على المستثمرين وبرر ذلك لأنها تستقي معلوماتها من ونسة المجتمع على حد تعبيره، مطالباً إياها للاعتذار للمستثمرين على اللغة التحريضية التي مارستها وما تزال تمارسها، وتوقع خروج ما تبقى من المستثمرين حال مواصلتها بلغة التحريض.
منظور ضعيف
مبارك الفاضل انتقد بشدة حديث قوى الحرية والتغيير عن السياسة الخارجية والأمن القومي، وقال: سياسيو (قوى الحُرية والتغيير) عليهم بالمذاكرة قبل الحديث عن الأمن القومي والسياسة الخارجية، وعزا ذلك لحديث قياداتها عن العلاقات الإستراتيجية دون فهم، وقال البلاد ليست بحاجة لحديث زول ما قاري لوحو كويس)، وأضاف: (كل من يرى أن مشاركة السودان في حرب اليمن بأنها عبثية نقول له إنه خالي ذهن)، واصفاً مشاركة السودان بأنها مشاركة إستراتيجية لأن الصراع سياسي وليس صراعاً عربياً عربياً، وانتقد نظرة قيادات قوى التغيير لأي دعم يقدم من الخليج للسودان على أنه دعم أو تقوية للمجلس العسكري، وأوضح أن كل من يعتقد ذلك أنه ينظر بمنظور ضعيف، مبيناً أن الجيش لا يشرب الوقود وحده ولا يأكل القمح.


بواسطة : admin
 0  0  675
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 01:27 مساءً الخميس 28 مارس 2024.