• ×

خبير إقتصادي : على القوى الثورية والمنتخبة أن تتوافق على برنامج نهوض اقتصادي ملزم

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
السودانية / الخرطوم / أكد الدكتور إبراهيم البدوي، زميل بحث بمركز التنمية العالمية بواشنطون ومدير منتدى البحوث الاقتصادية، أن نظام جبهة الانقاذ برئاسة البشير، والذي أسقطته ثورة 19 ديسمبر 2018 في السودان كان قام بعملية تدمير ممنهجة للاقتصاد على مدار 30 عامًا، وأطلق يد القوى النظامية في نهب الأصول العامة والموارد السيادية كما فتح الباب لقوى الطفيلية والفساد والمحسوبية واسعا بينما أغلق كل السبل أمام الرأسمالية الوطنية المنتجة وترك الأيادى الشريرة لتقوم بعملية استغلال بشعة للجهاز المصرفي وأهمل التعليم والصحة وبناء قدرات الشباب حتى في فترة الطفرة النفطية وزاد من التهميش والفقر واشعل النزاعات والحروب الأهلية.وقال «البدوي» في ورقة بحثية حول كيفية صياغة برنامج اقتصادي نهضوي للمستقبل، إن تحقيق شعار الثورة «حرية، سلام وعدالة ..» يتطلب إعتماد «الشرعية الاقتصادية» كاستحقاق ملزم للنخب السياسية الحاكمة والمعارضة على حد سواء في سودان ما بعد الثورة. وعليه يجب عدم إلاكتفاء بالشرعية الثورية تأسيسا على هذا المبدأ، في حالة السلطة الانتقالية أو الشرعية الانتخابية بالنسبة للسلطة المنتخبة التي تليها.واقترحت الورقة برنامجا نهضويا عشريا تنمويا 2020-2030 يشتمل على محاور متلاحقة تتمثل في: برنامج المائتى يوم إلاسعافى لتثبيت إلاقتصاد الكلى وإعادة هيكلة الموازنة، وملاحقة الفساد وتصفية التراكم الرأسمالى غير الشرعى لطبقة الانقاذ الطفيلية في إطار النظم القانونية المرعية؛ وعمل الخطة الاقتصادية العشرية للنمو المستدام والتحولات الهيكلية للاقتصاد؛ وبناء إلاستراتيجية العشرية لمكافحة الفقر وتحقيق أهداف التنمية ألاممية في النمو والاستدامة وخفض الفقر.واكد البدوي انه في إطار برنامج محكم للتحول للنهوض الاقتصاد يمكن بناء السلم وتوفير الفرص المتكافئة للتحرر من ربقة الفقر والتهميش على ان يتم تحقيق متوسط نمو سنوي خلال العشرية ألاولى لثورة ديسمبر بمعدل 10 ،%مما يؤدى إلى مضاعفة حجم الناتج المحلى بما يقارب ثلاث مرات؛ وجعل النمو عريض القاعدة بما يمكن معه خفض نسبة الفقر بحوالي 70 %وعمل تحولات عميقة لتحديث الاقتصاد السودانى، تستند إلى عمالة شابة، عالية إلانتاجية، ذات أقطاب نمو متعددة قطاعيا وجغرافيا واستعداد مدروس لمقابلة التحديات المتعلقة بتصميم البرنامج وتمويله وإنفاذه.وقال البدوي إن نجاح هذا البرنامج الطموح يتوقف على قدرة أهل السودان على البناء على رأس المال إلاجتماعى الشامخ الذي أفرزته الثورة المجيدة وتعاظم إلايمان بالوطن وإلانتماء إليه، خاصة بين جيل الشباب الذين يشكلون الغالبية العظمى من السكان، للانتقال نحو توازن إجتماعى جديد يتوافق فيه أهل السودان في إطار حوار هادف وشفاف على «عقد إجتماعى» شامل يحدد مفهوم «الشرعية إلاقتصادية» والتي اوصى بتضمينها في إلاعلان الدستورى ثم في الدستور الدائم للبلاد حين يتم وضعه .


بواسطة : admin
 0  0  2654
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 01:48 مساءً الجمعة 29 مارس 2024.