• ×

د.سعد عبد القادر:عبد الحي والجزولي يقفان ضد الثورة خشية المحاسبة من الفساد

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
السودانية خرج علينا في هذه الأيام نفر من المدّعين الدفاع عن الشريعة يقودهم عبد الحي يوسف والجزولي، ولو أن هؤلاء صدقوا في دعوتهم لخرج وراءهم كل مسلم في السودان، ويدل على كذبهم أن المؤتمر الوطني المندحر صرح قبل أربعة أعوام في صحيفة آخر لحظة، فقال : (لن نقاتل من أجل الشريعة، ولا نمانع من رئاسة غير المسلم)، ولم يخرج عبد الحي ولا الجزولي ليدافعا عن الشريعة التي داس عليها المؤتمر الوطني الحاكم في ذلك الزمن، بل كانا له ظهيراً وعضداً في كل فساد وفجور، ولما اشتعلت ثورة ديسمبر المجيدة أحس هذان المفسدان بدنو أجل استثماراتهما التي يملآن منها الكروش والجيوب، فامتلأت الصدور وجاشت حقداً على شباب الثورة الذين دافعوا عن حقوقهم وفدوها بالدم والروح، ومما زاد حقدهم أن شباب الثورة يؤدون صلواتهم الخمس والجمعة في جماعة لم يشهد لها تاريخ السودان مثيلاً، فعلما أنهما لن يستطيعا استمالة هؤلاء الشباب إلى فخاخ الدين المزيف، فخافا على عروشهما التي بنوها على أكتاف أتباعهما الجهلاء، فاصطنعا مركباً للشريعة والشريعة بريئة منه، فركب معهما كل من تغوطته الإنقاذ من المنبوذين والجهلاء والطامعين والحاقدين والقتلة والمغيّبين، فخرجوا يهتفون بالشريعة وهم الذين أصموا آذانهم وأعْمَوا عيونهم عن اطّراح الإنقاذ كل شريعة وكل دين وتطبيقها العلمانية منذ مجيئها المشؤوم، وتطبيقها دولة القومية القائمة على العلمانية، وذلك بعد نيفاشا التي شاركتهم بموجبها الحركة الشعبية حكم البلاد أكثر من خمسة أعوام، وكثير من أعضاء الحركة الشعبية غير مسلمين.
كانت مسيرة نصرة الشريعة المزعومة موضع سخرية من فئات الشعب السوداني المسلم جميعاً وهو يرى سلوك شباب الاعتصام الموافق للأخلاق الإسلامية، وقد علم الشعب المسلم كله عبد الحي والجزولي لم يبغيا إلا فساداً في الأرض فتنة، فقد نصح عبد الحي البشير سراَ حين كان رئيساً، وها هو يصرخ في وجه المجلس العسكري، كأن المعتصين يرفعون راية كفر أو ينصبون صنماً أمام قيادة القوات المسلحة، ولو أن عبد الغي عرف شيئاً من الشريعة وطبقها في نفسه لما سعى إلى مثل هذه الفتنة، وهو الذي كان يغيب عن محاضراته في الجامعة أكثر من شهر ونصف في الفصل الدراسي، وينصرف إلى أعمالة الخاصة مخالفا قانون الوظيفة، ثم يأتي آخر الشهر فيقبض راتبه كاملاً متناسياً عمداً (من أخذ الأجر حاسبه الله بالعمل)، وقد علم الناس جميعاً أن هذا الإمام الضال المضل يرتعد الآن خوفاً من تشكيل حكومة تكشف فساده وتجره إلى القضاء مع مفسدي الإنقاذ، فلم يحتمل ذلك فسعي إلى الفتنة التي تخفي فساده وإن كانت البلاد كلها ثمنا لنجاته من المحاسبة، لقد كشفت هذه الثورة الضالين المتخمين باسم الدين أمثال عبد الحي فظهرت حقيقتهم بعد أن جاشت صدورهم ونطقت ألسنتهم بكل فتنة، وأمثال هؤلاء مذكورون في السنة الشريفة في الحديث المروي في مسند أحمد وفي كتب غيره : (حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَرَرْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي عَلَى قَوْمٍ تُقْرَضُ شِفَاهُهُمْ بِمَقَارِيضَ مِنْ نَارٍ. قَالَ: قُلْتُ مَنْ هَؤُلَاءِ؟ قَالُوا: خُطَبَاءُ مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا مِمَّنْ كَانُوا يَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ، وَيَنْسَوْنَ أَنْفُسَهُمْ، وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ، أَفَلَا يَعْقِلُونَ).

د. سعد عبدالقادر العاقب سعد


بواسطة : admin
 0  0  1062
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 06:41 صباحًا السبت 20 أبريل 2024.