• ×

قيادي بالحركة الشعبية : زعماء الحرب في النيل الازرق وجنوب كردفان اكثر استعدادا للتفاوض والوصول لحل ينهي الحرب الان

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
تقرير : فتحي العرضي  أكد الدكتور محمد يوسف احمد المصطفى القيادي في الحركة الشعبية لتحرير السودان القطاع الشمالي وزير الدولة بالعمل السابق استعداد قيادات الحركة الشعبية القطاع الشمالي في منطقتي النيل الازرق وجنوب كردفان للتفاوض وانهاء الحرب في تلك المناطق اكثر من قبل ، مؤكدا استعداد كل من عبدالعزيز الحلو ومالك عقار للتفاوض وحل الازمة سلميا . ونفى يوسف في حديثه لـ ( السودانية) ضلوع حركة سلفاكير وحكومة الجنوب في تاجيج الاوضاع المتأزمة في جنوب كردفان والنيل الازرق .في الوقت الذي كشفت فيه تقارير صحفية عن دفع حكومة جنوب السودان خمسين عربة محملة بمؤن وعتاد عسكري وأسلحة وذخائر بإتجاه جنوب كردفان دعماً للمتمرد عبد العزيز الحلو , وقالت : بالطبع ليست هذه هى المرة الأولي ولا الثانية ولن تكون الأخيرة ، ذلك إن أساس تمرد الحلو هو تحريض ودعم حكومة جنوب السودان له ؛ وفاءً لوعد كان قد قطعه الرئيس الجنوبي سلفا كير فى ضحي الإحتفال بنتيجة استفتاء جنوب السودان، حيث وعد منسوبي الحركة بجنوب كردفان بأن الحركة الشعبية فى جنوب السودان لن تنساهم, لذلك فإن عملية دعم متمردي جنوب كردفان تعتبر عملية معتادة ومألوفة ولا تعتبر غريبة، ولكن تكمن غرابتها الآن فى أن الحبر الذى وُقعت به اتفاقية عدم الاعتداء لم يجف بعد، ما يضع الحركة الشعبية بدولة جنوب السودان موضعاً للشك فى إمكانية إلتزامها بهذه الاتفاقية ؛ خاصة وأنَّ ملف القضايا العالقة لم يتم حسمه بعد، فقد تأجلت المفاوضات الجارية فى هذا الصدد أكثر من مرة ولا يُعرف متي يتم التوصل الى نتائج نهائية وحاسمة بشأنها.
وعلى ذلك فإن من المؤمل حسب ما تري حكومة جنوب السودان أن يشكل هذا الدعم ضغطاً على حكومة السودان لتبدي مرونة حيال القضايا العالقة، ولكن ثبت أن هذا الأسلوب غير مفيد وغير مجدي ولا يزيد الطين إلا بلاً، إذن هى لعبة مكرورة ومكشوفة درجت على القيام بها حكومة جنوب السودان حيث أنها كل ما رأت أن ضغطاً وقع على جبهة من الجبهات سارعت بالضغط على إحدي الجبهات، ولكن هذا التصرف دون أدني شك من شأنه زيادة تعقيدات القضايا العالقة بين البلدين، كما من شأنها أن تضع حكومة جنوب السودان أمام تحدي غير مسبوق من جانب القوى السياسية بالسودان بما فى ذلك أصدقاءها أنفسهم الذين بدأوا يتعلمون ويشعرون بالضيق جراء هذا السلوك. من جانب آخر فإن من شأن هذا المسلك أيضاً أن يلفت نظر المجتمع الدولي خاصة الأمم المتحدة الى الواقع البائس الذى خلقته الحركة الشعبية فى بعض مناطق جنوب كردفان التى لا تزال تجري فيها عمليات تمرد؛ إذ تشير التقارير المستقاة من المنظمات العاملة هناك الى تردي الأوضاع الانسانية فى المناطق التى تسطير عليها بعض فلول الحركة الشعبية وهو أمر يدين حكومة جنوب السودان كونها تعبث بأرض أجنبية، وتعيث فيها فساداً ولا تدع الفرصة للمنظمات الانسانية للعمل .
من جانب ثالث فإن حكومة جنوب السودان تبدو مراهنة علي أمرٍ خاسر، فالمتمرد الحلو لم يعد خياراً لأهل جنوب كردفان وليس لديه أية شعبية، فقد تخلت عنه كافة قيادات المنطقة، وحتى ولو استطاع أن يأتي الى الولاية فلن يجد الترحيب من جانب أهل الولاية لأنه قام بزعزعة أمنهم واستقرارهم بدون داع ودون هدف، ولم يحقق لهم شيئاً, وليس من المُتصور أن يحقق لهم شيئاً على المدي القريب أو البعيد.
فيما يرى القيادي محمد يوسف المصطفى ان الحركة الشعبية القطاع الشمالي جادة في احلال السلام بدليل الاتفاق الاطاري الذي وقعته في العاصمة الاثيوبية اديس أبابا ، وعلى الجميع ان يبحث بشفافية من الذي عرقل السلام ؟ متسائلا اليست هي الحكومة القومية او نظام الحكم في الخرطوم ، مضيفا بأن سلفاكير لا مصلحة له في الحرب, ولا علاقة له بالحرب الدائرة في جنوب كردفان وجنوب النيل الازرق، الا اذا اراد الناس ايهام الراي العام بذلك ، مشيرا إلى ان المشكلة لاتحل بالحرب , مؤكدا بأن الحل الوحيد هو التفاوض السلمي , قائلا (في تقديري ان زعماء الحرب في جنوب كردفان والنيل الازرق يرون ان مشكلتهم لاتحل بالحرب , وهم الان اكثر استعدادا للتفاوض ، ولكن هذا يتعمد على جدية الطرف الاخر"الحكومة") ، لافتا إلى أن الحركة الشعبية في النيل الازرق وجنوب كردفان اعلنت استعدادها للتفاوض ولكن الخرطوم ترفض.
واشار يوسف الى تضرر قواعد الحركة في مناطق الصراع وهي تدفع الثمن , وان الاوضاع وصلت الى مرحلة لاتتحمل التشابك في معنى الكلمات , وقال لذلك ليست من مصلحتها استمرار الحرب .
ولمعالجة الاوضاع الانسانية المتردية في مناطق القتال في النيل الازرق وجنوب كردفان طرحت الجامعة العربية مبادرة للمساهمة في دعم ومعالجة الأوضاع الإنسانية بالتنسيق مع الحكومة السودانية، والأمم المتحدة، والاتحاد الأفريقي لتخفيف التوتر وتسهيل انسياب المساعدات الإنسانية للمتضررين من الصراع. الا ان المبادرة قوبلت برفض شديد من منظمات المجتمع المدني في السودان . وقال خالد بلال الامين العام لشبكة منظمات دارفور لـ"السودانية"نرفض مبادرة الجامعة العربية منعا وتفاديا لتكرار ازمة دارفور واعادة انتاجها مجددا في منطقتي النيل الازرق وكردفان ، واضاف وجود المنظمات الاجنبية في دارفور ساهم في تعميق وتضخيم الازمة وتدويلها ، وان المنظمات ساهمت في عملية استمرار وجود النازحين في المعسكرات لتوفيرها العيش المجاني , ممادفع النازحين عدم الرجوع الى مناطقهم . وقال : نحن كتجمع وطني نرفض اي وجود للمنظمات الاجنبية في مناطق جنوب كردفان والنيل الازرق حتى ولوكانت من قبل الجامعة العربية او الاتحاد الافريقي . وندعو المنظمات الوطنية لمل الفراغ باسرع مايكون , لان المنظمات الاجنبية حتما ستحول جنوب كردفان والنيل الازرق لدارفور جديدة .
وكانت الحكومة السودانية دعت الإدارة الأميركية إلى ممارسة الضغوط على دولة جنوب السودان للتعامل الإيجابي واعتماد مبدأ الحوار السلمي لحل كافة القضايا، وأكدت استقرار الأوضاع الإنسانية في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان.
فيما أدانت المجموعة الوطنية لحقوق الإنسان الممارسات اللاخلاقية من الحركة الشعبية والتي تهدف إلي انتهاك سيادة دولة السودان وحقوق الإنسان مخالفة بذلك الأعراف والتقاليد وميثاق الأمم المتحدة .


بواسطة : admin
 0  0  1795
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 07:31 صباحًا الأربعاء 24 أبريل 2024.