• ×

قوش :"تاني مافي تسقط بس او تقعد بس"

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
السودانية كان واضحاً أن ثمة حدث كبير قادم.. دعوة من مدير جهاز الأمن والمخابرات المهندس صلاح عبد الله (قوش) لحضور تنوير مساء أمس بمباني الجهاز بالخرطوم لم يفصح عن تفاصيله.. تأخر قوش قليلاً عن موعد بدء اللقاء، لكن من مخرجاته كان واضحاً أن الحكومة رفعت شعار (لا تأخير في حسم الأمور).. كان حديث قوش مهماً للغاية وهو يمهد لحديث رئيس الجمهورية، الذي رسم ملامح مرحلة جديدة للدولة السودانية، بإعلان حالة الطوارئ بكل أنحاء البلاد، حل الحكومة الاتحادية وحكومات الولايات، إيقاف التعديلات الدستورية وتنحي البشير عن رئاسة المؤتمر الوطني.

لماذا حدث ذلك؟

كان واضحاً أن الحكومة رتبت أوراقها بشكل جيد واستعدت لإعلان القرارات المصيرية وبشكل كبير دون أي بعد خارجي لهذا الأمر كما أكد قوش والذي نوه إلى مسألة غاية في الأهمية، بأن هناك رغبة عارمة للتغيير ليس من وحي الشارع، وجدد عدم انزعاجهم من الاحتجاجات، وأشار إلى انحسارها بشكل كبير، لكن تلمسوا رغبة التغيير لدى الكثيرين، وقال إن القضية السياسية تحتاج معالجة، حتى لو تم حل المشكل الاقتصادي، وأكد أن الرئيس البشير هو من سيقود التغيير، وأن التغيير سيكون في كيفية، من يستطيعون أن يؤدوا أداءً يعالج المشاكل.

وكشف عن ملامح التغيير والذي سيكون في البيئة السياسية، وفي نشاط المؤتمر الوطني والمعارضة بالتحضير إلى بيئة سياسية جديدة، وأشار إلى أن هناك حاجة إلى مزيد من تماسك البلاد، من انحدار ومن صراعات إثنية، والتي وصفها قوش بأنها واحدة من الأشباح التي تهدد الاستقرار السياسي، وحاجة إلى تقوية الروح الوطنية بتقوية الأحزاب والتأكيد على قوميتها.

ملامح المرحلة المقبلة

كشف قوش الغطاء عن ملامح المرحلة المقبلة للبلاد على يد الرئيس البشير، الذي سيقود الإصلاح وأجملها في أربع مسائل مهمة وهي إصلاح البيئة السياسية، إصلاح الأداء التنفيذي، معالجة القضايا الملحة ورؤية الحرب والسلام، ولفت الانتباه إلى عدم وجود قوالب مصممة ليتم تبنيها، ولكن مبادرات وأفكار حيث سيتم فتح باب الحوار والنقاش وشدد على عدم استثناء أو عزل أحد، وتعهد بإتاحة الحريات، وأكد التزام الرئيس البشير بالقانون والدستور.

وبرر قوش فرض حالة الطوارئ لسرعة إنجاز القضايا المطروحة والتي تأتي في مقدمتها أمران مهمان للغاية وهما محاربة الفساد، وقطع بأن الخطوة ستتم دون أي مزايدات، والثاني هو وقف تراجع العُملة الوطنية، وكشف عن المضي فوراً في ذلك الطريق، ووصف مدير جهاز الأمن المرحلة المقبلة بالدقيقة، وقال إن المخاطر تحيط بالبلاد وتحتاج للتعاون.

مستقبل الوطني

أعلن قوش عن أن الرئيس سيكون على مسافة واحدة من كل القوى السياسية، وسيتحاور مع الجميع بما فيهم المؤتمر الوطني، من أجل معالجة القضايا الوطنية، وقال: (نريد عبور المرحلة القادمة بسلاسة وبمبادرات إيجابية لحل المشاكل)، ولكنه استدرك بأن المبادرات المطروحة عبارة عن مواقف سياسية وورق يحمله البعض ليروج لتلك المواقف.

قوش قال إن الرئيس البشير ولجنة الحوار الوطني (7 7) سيتحاورون مع الجميع دون استثناء وسيبدأون بالذين لم ينضموا للحوار الوطني، وسمى كلا من (نداء السودان والاجماع الوطني) وناشطين وقوى اجتماعية مؤثرة.

ترشيح البشير

تناول قوش مسألة ترشيح البشير، وقال إن الرئيس الآن أوقف التعديلات الدستورية، ليؤكد أنه استنفد فرصه، وأضاف ليس أمام الرئيس فرصة للترشح لدورة جديدة، واستدرك لكن إذا رأت القوى السياسية مجتمعة أو توافقت على أمر آخر فهذا (موضوع تاني)، وأشار إلى أن المؤتمر الوطني طبقاً لذلك سيختار رئيسه ومرشحه، وأن البلاد تحتاج إلى كتل سياسية لتتنافس وليس لأحزاب، وقال هناك ثلاثة كتل (الوطني وحلفاؤها، نداء السودان والإجماع الوطني)، إضافة إلى كتلة الشباب والتي رأي قوش أنها بالإمكان أن تصبح كتلة أو تنضم لأي من الكتل الثلاث، ودعا قوش الكتل لتطوير الأداء السياسي، وتعهد بحراسة الأمن لنشاط تلك الكتل.

الترتيبات التي ستجرى قال قوش إنها ستكون حتى العام 2020م، وفترة عامين آخرين ستكون مطروحة للتوافق، وكشف قوش عن الحكومة الجديدة: (ستكون محدودة وتضم كفاءات وخبرات وليسوا تكنوقراط) وبرر ذلك بأن المرحلة المقبلة تحتاج لإجراءات غير عادية، ووتيرة مختلفة، وقال نحتاج للتوافق (تسقط بس مافي وتقعد بس مافي).

تحسب أمني

أكد قوش تحسبهم لأية ردود أفعال متوقعة إزاء تلك القرارات، وكشف عن أن القرارات الرئاسية تمت بعد تشاور واسع مع القوى السياسية.
(صحيفة آخر لحظة)


بواسطة : admin
 0  0  1476
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 08:40 صباحًا الجمعة 29 مارس 2024.