• ×

"عرضحالجي" يروي حقائق وقصص خفية من المحاكم

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
السودانية (1)
يقول ود الجبل، إنّه استفاد من مرحلة الخلاوي التي درس بها أولى حياته في تحسين خطه، مُبيِّناً أنه كان يكتب بـ(نواة البلح) في ذاك الزمان، الأمر الذي انعكس على جمال خَطِّه الذي يَملكه، حيث يُشار إليه بين زملائه، مضيفاً أنّه كان يعمل في ليبيا قبل العام 1987م، وبعده قرّر أن يعمل في كتابة العرائض، مُوضِّحاً أنّه يرفض فكرة السيطرة والمُراقبة التي تكون في بعض المُؤسّسات الحكومية والخاصّة حتى يكون مدير نفسه ويرحم نفسه من مسألة الاستيضاحات كما قال، فبدأ مشواره في محكمة قُرب قسم أركويت بالشرقي في الخرطوم، مردفاً أنّ المشاكل كانت في السابق بسيطةً، وكان من يذهب إلى القضاء يكون محتاجاً إلى إنصاف، وصادقاً في سرد روايته أمامنا ونلمس ذلك فيها، أما الآن فقد تحوّلت الموازين.
(2)
ويروي ود الجبل أنّ العمل في المحاكم أكسبه كيفية التّعامل مع كل شرائح المُجتمع، كاشفاً أن ذهاب المرأة للمحاكم كان شبه منعدم في السابق، وعندما يستلف منه أحد زملائه شيئاً فإنه يستند على تذكيره قائلاً: (تتذكر يوم المَرَة جات لمن شلت مني 70 قرشاً)! الأمر الذي يدل على أنّ المرأة نادراً ما كانت تلجأ إلى القضاء في مسألة الطلاق أو النفق، وبعدها استعرض لغته الإنجليزية بقوله (impossible)، مبيناً أنّ أكثر مشاكل المُتزوِّجات في المحكمة في الوقت الحالي من أجل (النفقة) التي تجبر الزوجة إلى الفصل في المحاكم.
(3)
وأبان ود الجبل أنّ أسعار كتابة العرائض بـ(50) جنيهاً، مُوضِّحاً أنه عدة مرات يكتب لشخصٍ واحدٍ ثلاث عرائض ويعطيه (250) جنيهاً أي ما يزيد عن حقه الأساسي، لذلك عندما تأتيه بعض النسوة بعد الكتابة ويقلن إنّهن لا يملكن (حق المُواصلات)، حينها يقوم بإعفائهن من حقه في كتابة العريضة، الأمر الذي يشعره بالسعادة في مُساعدة الآخرين.
(4)
انقطع الحديث بمجئ بائع الليمون الذي طلب منه العم إبراهيم أن يعطيه كوبين من الليمون، أوضح البائع أنّ سعره (20) جنيهاً، الأمر الذي جعلنا نستنكر! بعدها انتقل الحديث عن الحراك الذي لا يخلو من كل المجالس، وقال العم إبراهيم إنّه مع الحراك السلمي الذي يدور بواسطة شباب قادرين لإيصال البلد الى بر الأمان، وقال إنّ بعضهم يشوِّهون مفهوم الحراك السلمي بتخريب المنشآت الخاصة أو العامة، مُطالباً الذي يقودون الاحتجاجات بأن يحسبوا خطاويهم لأن العالم والتاريخ سيُسجِّلها لهم.
وفي ختام حديثه قال عن دور محكمة الطفل التي كما يراها إنه تنصف المظلوم بأخذ حقه من القوي الظالم، ولا تفرِّق بين الناس، وإنّ كل من يلجأ إليها يأخذ حقه كما هو معهودٌ في القضاء السوداني.


بواسطة : admin
 0  0  691
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 09:09 مساءً الجمعة 19 أبريل 2024.