• ×

صحفي سوداني يروي مشاهد بطولية للمتظاهرين في مواجهة جيش مدجج

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
السودانية اؤكد ان ماحدث عند الساعة الواحدة من بعد ظهر اليوم الاثنين في الموكب، بسالة وصمود وجسارة تستحق التحية ، المحتجين بالتظاهرة السلمية واجهوا الموت” الموت عديل ياجماعة ماشئ مجازي” بشجاعة منقطة النظير .

الناس كانت تتظاهر سلمياً داخل صندوق حربي محاط بالقوات من كل جانب ونجحت في كسر الصندوق وارتفعت الحناجر بالهتاف، المتظاهرين واجهوا جيوش مدججة بالسلاح بصدور مفتوحة وبايدي عارية، والجميع شاهد كيف تحولت الخرطوم الى “ثكنة عسكرية” اليوم، مع تفويض مفتوح بالضرب تحت دعاوى القصاص.

لحظات ترقب وقلق عاشها الذين تقاطروا الى شارع الحوادث بالخرطوم قبيل الساعة الواحدة في انتظار بدء الموكب وهو بالقطع ليس الموكب الوحيد فقد كانت هناك مواكب اخرى تدفقت من شوارع اخريات بعدمضى الواحدة بقليل دوى الهتاف “الشعب يريد اسقاط النظام” وسرعان ما تفجرت النواة واتسع الحشد وبدأ هتاف الحشد الضخم في الارتفاع اكثر واكثر “حرية سلام وعدالة والثورة خيار الشعب” “سلمية..سلمية .. ضد الحرامية”، “يابوليس ماهيتك كم رطل السكر بكم”؟ بجانب الهتاف المعبر “ياعنصري المغرور كل البلد دارفور” رداً على استهداف السلطات الممنهج لابناء دارفور.

استمر الهتاف لوقت طويل حتى ظهر عربات “تاتشر” لقطع الطريق امام الموكب من الوصول الى شارع القصر ، بعدها اندفع افراد الشرطة مسرعين على اقدامهم في اتجاه الموكب بالعصي والهروات يضربون الجميع” من طرف” لتمهيد الطريق امام عربات التي اندفعت وبدأت في اطلاق الغاز المسيل للدموع قبالة مستشفى الفيصل التخصصي، ولاحقت المتظاهرين الذين حاولوا الانسحاب الى شارع السيد عبدالرحمن لكن القوات المرتكزة هناك امطرتهم بوابل من الغاز المسيل للدموع وغطى المكان سحب من الدخان الكثيف.
في شارع القصر كانت هناك قوة تنهال ضربا على رجل كبير في السن قبل اعتقاله واقتياده لجهة غير معلومة.

من الاشياء اللافتة اليوم الانتشار الكثيف لقوات الجيش والامن والشرطة والدعم السريع حيث جرى استبدال جميع القوى الراجلة الي كانت تغطي الطرقات بشارع القصر والبلدية والسيد عبدالرحمن وغيره افراد مسلحين على متن عربات لاندكروز”تاتشر” تحمل بعضا منها اسلحة ثقيلة لاتستخدم الا في حرب المدن وليس للتعامل مع الاحتجاجات السلمية.

ايضا تم استخدام انواع جديدة من البمبان اشبه بالطلقات المطاطية وعمليات المطاردة اليوم كانت اكثر شراسة وعنف، ايضا قوات الشرطة كانت اقل عددا مقابل كثرة قوات الامن والافراد الملثمين الذين يرتدون ثياب مدنية.

برغم من كل ذلك الروح المعنوية للمتظاهرين كانت عالية جدا وسمات الاصرار كانت مرسومة على وجوههم بجانب الشجاعة التي تستحق التقدير والاعجاب كيف لا ، وهم يواجهون كما قال لي احد الذين شاركوا في التظاهرة، ترسانة جيوش ومليشيات لاتقل عن “6” مدججة بالسلاح كالشرطة والامن والدعم السريع والامن الشعبي والامن الطلابي وغيره، مايؤكد بما لايدع للشك حجم الخوف والهلع الذي ساد في اروقة النظام.

حديثي هذا رواية شاهد عيان لموكب واحد وهناك مواكب اخرى، نتمنى ان يحكي عنها شهود عيان لانها في النهاية تشكل “قصة ثورة” تمضي بثبات وسط عاصفة من النار والدم.

بقلم: الصحفي خالد فتحي


بواسطة : admin
 0  0  2480
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 04:40 مساءً الأربعاء 24 أبريل 2024.