• ×

صحيفة لندنية : الحالة النفسية للبشير من المظاهرات ظهرت خلال 24 ساعة

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
السودانية عكست 24 ساعة تفصل بين خطابين متعاقبين للرئيس السوداني عمر حسن البشير حالة القلق التي تعتري نظامه في مواجهة احتجاجات غير مسبوقة في السودان وتشير إلى أن زمن إطلاق الوعد والتخبط في تنفيذه قد قارب على النهاية.

وفاجأ البشير السودانيين، الاثنين، بتصريحات مثيرة للاستغراب حين تعهّد بإجراء “إصلاحات حقيقية لضمان حياة كريمة للمواطنين”، في أول ردّ فعل له على التظاهرات التي يشهدها السودان منذ أسبوع احتجاجا على رفع أسعار الخبز.

وبدا الرئيس السوداني وكأنه يسخر من مواطنيه حين تحدث عن الإصلاحات، ما دفع معارضين وناشطين على مواقع التواصل إلى التساؤل إن كان البشير يحتاج إلى 30 سنة أخرى في الحكم ليبدأ بالإصلاحات، وماذا كان يفعل طيلة السنوات الماضية، وكيف يمكن توصيف وعوده السابقة.

وظهر البشير، الثلاثاء، في موقف مختلف، حين وجد أن كلامه، الاثنين، لم يهدئ الشارع السوداني، بل زاد في منسوب الاحتجاجات ووسع دائرة الإضرابات لتطول قطاعات ومدنا جديدة.

والتجأ إلى نظرية المؤامرة للتشكيك في مشروعية الاحتجاجات، وهجم على من أسماهم بالعملاء والمخربين الذين يعملون على تعطيل البناء والتنمية في البلاد، معتبرا أن “وقوف واحتشاد الجماهير” لسماع خطابه، رد على “كل خائن وعميل”، وعلى الذين روجوا وأطلقوا شائعة القبض عليه ووضعه في السجن.

جاء ذلك لدى مخاطبته مواطني قرى الشيخ مكي بولاية الجزيرة (وسط) بثها التلفزيون الرسمي، والتي زارها للإعلان عن مشروعات جديدة في سياق مساعيه لامتصاص الغضب الشعبي.

واعتبر أن الجماهير التي حضرت لاستقباله، دليل واضح على أن الشعب مع سياسة “التعمير والبناء والتنمية” التي ينتهجها السودان في عهده.

وعزا سبب الأزمة الاقتصادية التي يتظاهر بسببها الآلاف من المواطنين إلى “حصار الغرب”، وأن كل ذلك بهدف “تركيعنا، ولكننا لن ننكسر، ولا نركع إلا لله”.

واعتبر مراقبون أنه كان على الرئيس السوداني أن يوائم بين الاعتراف بالحاجة إلى إصلاحات حقيقية، كما دعا إلى ذلك في خطابه، الاثنين، وبين الشعارات التي يرفعها المحتجون في الشوارع، وألا يستخدم البطش الأمني ضد متظاهرين يقولون ما يقوله، لكنه يحاول أن يصنفهم كعملاء وخونة.

ومن الواضح أن الرئيس السوداني شعر أن الوضع يتطوّر بشكل متسارع، وأن الشارع لم يعد يثق في وعوده، وأنه يحاول الالتفاف على مطالب الناس بوعود جديدة فيها اعتراف ضمني بأن الإصلاحات السابقة كانت زائفة.
وشهدت الخرطوم، الثلاثاء، تواجدا أمنيا مكثفا وانتشارا لشرطة مكافحة الشغب التي فرقت الآلاف من المحتجين على الأوضاع المعيشية قرب القصر الرئاسي في العاصمة الخرطوم.

وأفاد شهود عيان أن الآلاف من المحتجين انطلقوا من منتصف شارع القصر، متوجهين نحو مقر الرئاسة، مطالبين البشير بالتنحي عن السلطة، وأن الشرطة قامت بتفريقهم بواسطة قنابل الغاز المسيل للدموع والهراوات، فضلا عن اعتقال العشرات منهم.

وشهد شارعا القصر والجمهورية، المؤديان إلى قصر الرئاسة، عمليات كرّ وفرّ بين الشرطة والمحتجين.‎

وكان تجمّع المهنيين السودانيين دعا، الاثنين، في بيان إلى تظاهرة، ظهر الثلاثاء، إلى القصر الجمهوري “لتسليم مذكرة لرئاسة الجمهورية تطالب بتنحّي الرئيس فورا عن السلطة استجابة لرغبة الشعب السوداني وحقنا للدماء”.

وذكر البيان أنّ التجمّع يقترح إذا ما وافق البشير على التنحّي أن “تتشكّل حكومة انتقالية ذات كفاءات وبمهام محدّدة ذات صبغة توافقية بين أطياف المجتمع السوداني”.

وأطلق التجمّع نفسه، الأحد، دعوة إلى إضراب عام لبّتها العديد من القطاعات.

المصدر / جريدة العرب اللندنية


بواسطة : admin
 0  0  2795
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 09:56 مساءً الخميس 25 أبريل 2024.