ارتفاع أسعار الورق يهدد الصحف بالتوقف عن الصدور

السودانية الخرطوم: سعاد الخضر
كشف عدد من أصحاب المطابع عن ارتفاع سعر طن ورق الطباعة أمس الى 60 ألف جنيه بنسبة 20%، ورأوا أن ذلك سيؤدي الى تفاقم الأوضاع الاقتصادية للصحف، وحذروا من مخاطر تهدد مستقبل الصحافة الورقية لعدم استقرار سعر الورق لأكثر من أسبوع فقط بدلاً من 3 أشهر، وطالبوا المجلس القومي للصحافة والمطبوعات بالتدخل لحل مشكلة أسعار الورق لحماية الصحف من شبح الانهيار.
وأكد المدير الإداري بمطبعة (إتش بي) الصادق محمد، أن زيادة سعر الورق أصبحت تتم أسبوعياً، وقال لـ(الجريدة): (في 24 أكتوبر الماضي وصل سعر طن ورق الطباعة الى 53 ألف جنيه وارتفع الى 55 ألف جنيه بنهاية الأسبوع الماضي ووصل يوم أمس الى 60 ألف جنيه).
وقلل الصادق من تأثير آلية تحديد سعر الصرف في تثبيت سعر الدولار لجهة أن أثرها لم يظهر حتى الوقت الراهن في سوق الورق، وأرجع ذلك لأنه سوق مكشوف (حسب تعبيره)، وكشف عن احتكار شخص واحد لسوق الورق لتحكمه في الأسعار، وأشار الى وجود مشاكل أدت الى ابتعاد المستثمرين عن سوق الورق، بجانب عدم مقدرتهم على توفير عملات أجنبية للاستيراد، بالإضافة الى احتكار استيراد الورق لعدد من الوكلاء الذين يتحكمون في الأسعار.
ولفت المدير الإداري بمطبعة (اتش بي) الى أهمية تعدد الموردين للورق، وانتقد عدم ثبات أسعار الورق، قائلاً: (نحن عاجزون عن وضع السعر الذي نعمل به).
وانتقد الصادق ما وصفه بجشع بعض أصحاب المطابع، وحذرهم من نتائج ذلك باعتبار أنه سيؤدي الى توقف أعمالهم، وتوقع أن يؤدي ارتفاع أسعار الورق والطباعة الى انهيار الصحف وزوالها، وطالب المجلس القومي للصحافة والمطبوعات بالتدخل لحماية الصحف من الانهيار وأن يتم استيراد الورق بواسطة أحد البنوك لكسر الاحتكار.
وشدد المدير الإداري لمطبعة (اتش بي) على عدم تعرض أي مطبعة للخسارة، وطالب بتحديد هامش ربح معين، وتساءل: (لماذا يقومون برفع أرباحهم ما بين 10 الى 15 ألف جنيه للطن الواحد)، ونوه الى تراجع نسبة توزيع الصحف بسبب إحجام المواطنين عن شرائها لارتفاع أسعارها، وزاد: (المواطن أصبح يلجأ الى إيجار الصحف ليتمكن من قراءتها ويكتفي بعد ذلك بشراء صحيفة واحدة فقط)، وأعاب في الوقت ذاته إحجام الناشرين عن زيادة مرتبات الصحفيين على الرغم من زيادة سعر النسخة.