• ×

قاشِرْ بصوت غيرو: أصوات الفنانين.. يخلق من الشبه أربعين

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
الخرطوم ـ السودانية كانت الدهشة عندما اعتلى خشبة المسرح وأشار للفرقة الموسيقية أن (تشتغل)، هنا وقف الجميع وتناقلوا الأخبار فيما بينهم، بأن الحفلة بـ (فلان)، ثم يأتي صوته فيتضح لهم أنه ليس فلان، بل ثمة من يحاول أن تقليده.
أثبت علمياً أن لكل صوت بصمة خاصة لا تتكرر لدى اثنين، وهذا بعكس ما يظنه كثيرون بتطابق الأصوات، متوهمين ذلك عطفاً على بعض الحالات التي تقترب فيها بعض الأصوات من بعضها، هنا وهناك، خاصة بين المطربين والمذيعين، أو حتى الناس العاديين ربما الأمر أكثر وضوحاً بين الأشقاء.
يعتقد كثيرون أن ثمة وشيجة بين صوتي (كمال ترباس والقلع عبدالحفيظ)، (عبد العزيز داود ومصطفى السني)، (محمد وردي والجيلي الشيخ)، (مصطفى سيد أحمد وعمر خليل)، وبين أصوات معلقي كرة القدم الراهنين والتونسي الشهير (الشوالي)، والقائمة تطول، ويدخل جمهور المتلقين في شك مبين هل هذا هو ذلك (حياً أم ميتاً)، أم الذي يحدث؟ لكن كثيراً ما يمقت الجمهور من يقلد نجمهم المفضل، وربما يرجمونه بالشتائم إن لم يكن بالحجارة والطماطم.
الوفاء والإجادة
وفي السياق هذا، يقول (عبد الرازق) معجب بالفنان الراحل عثمان حسين، إنه لا يمانع من أن يقلد أحدهم فنانه المفضل، فقط أن يكون له صوت شبيه، وأن يؤدي الأغنية بطريقة جيدة، ولا يغير فيها شيء. وأضاف: المهم أن لا يشوهها وأن يكون وفياً لأسلوب أدائها وكلماتها وموسيقاها وعظمتها. واستطرد: برأيي أن انتشار الفنانين الذين يمتلكون أصواتاً مشابهة لأصوات جيل العمالقة بمثابة حافظة جيده كي لا يندثر الفن الأصيل، وأردف: قد يقال إن الـ (سي دي) والتقنيات الحديثة كفيلة بذلك، لكن هذا خطأ فهي ليست في متناول أيدي الجميع، إضافة إلى أن الشخص المقلد الأسرع انتشاراً بالذات في المناطق البعيدة والريفية. وأشار إلى أنه يرفض أؤلئك الذين (يبهدلون الأغاني) بحد تعبيره، أما الذين يتقنونها ويجيدونها فما المانع مع الاحتفاظ لفنانها وشاعرها وملحنها وموزع موسيقاها بحقوهم كلها؟
لم يتفقوا حتى على الأنبياء
من جهته، قال الفنان حسين حمد، في معرض حديثه عن مدى تشابه صوتيه بصوت الراحل (محمود عبد العزيز) إن القبول الكامل لم ينله حتى الأنبياء، فكيف لنا نحن كفنانين أن نطلب ذلك. وأضاف: هناك من ظهر في فترة ما بعد وفاة (محمود) أما فانتهجت طريقي هذا منذ سنوات طويلة. واستطرد: من يرفضون أداء أغنياتهم رفضاً قاطعاً لا يجدون مبرراً كافياً لذلك، ثم أن الغناء (ما حق زول)، وقال: هناك تشابه في الأصوات لكن لكل شخص خامة صوته الخاصة به، والكلمه ليست ملك لمحمود ولا اللحن ملك له. وأردف: إن الغناء أصبح مهنه من لا مهنة له، وكثرت الأسماك في هذا البحر، والحكم في النهاية يصدره المستمع من تقبل للفنان أو رفض له، وأكد حسين أنه لا يقلد محمود وأن ظهوره في الفضائيات كان عبر أعماله الخاصة، وأنه لا يقلد الحوت إلا لو طلبت منه أغنية له، وأن صوته لا يشبه صوته أبداً.
وختم قائلاً: فيما يتعلق بنجاحي فهو ليس مرهون كما يعتقد البعض بتشابه صوتينا الحوت رحمه الله وأنا، فقد أدهشت المستمعين بأدائي وصوتي المميز، وأدخلتهم في في نقاش طويل عندما تغنيت برائعة حمد الريح (أحلى منك) وكذلك أغنية العزيزة لسعد الدين إبراهيم، فلكن هذا لا ينفي أن البعض لا يميزون بين صوتي وصوت الراحل محمود عبد العزيز
منار والفلاتية
خرجت من رحم برنامج (نجوم الغد) وصقلت تجربتها بنجاحها في برنامج (أغاني وأغاني)، وتعد من القلائل اللائي صمدن في مشوارهن، إنها منار صديق التي تتمتع بخامة صوتية أدهشت وأطربت لجنة التحكيم قبل المستمعين، يصنف البعض خامة صوتها بأنه أشبه بصوت عائشة الفلاتية، لكن ذلك لم يكن عائقاً أمام تقدمها إلى الأمام في مضمار الطرب والتطريب، رغم أن حصادها من الأعمال الخاصة ليس كبيراً، لكنها تغلبت على ذلك بحضورها القوي وأدائها المميز.
تشابه في الأداء
إلى ذلك، يرى الفنان (عمر حدربي) أن الراحل نادر خضر صاحب مدرسة غنائية متفردة ولا خليفة له في الغناء، لا أحد بمقدوره تقليد صوته ولا أسلوب أدائه. ومضى قائلاً: ثمة فارق بين التقليد في الصوت والتقليد في الأداء، لكن الجمهور يحب الفنان من خلال أعماله الخاصة، لذلك سلكت هذا الطريق مبكراً من خلال أغنيتي الخاصة (السمحة بت بلدي) وهي من كلماتي وألحاني. وأشار إلى أن الفنانين العمالقة يتعلمون من مدارس السابقين، فمثلا الكابلي خريج مدرسة حسن عطية، وأنا أعتبر الراحل نادر خضر مدرسة تعلمت منها الكثير، كما نهل هو من بحر الموسيقار محمد الأمين. واستطرد حدربي: لا أقلد صوت نادر بل أنزع نحو أسلوبه في الأداء، والجمهور لا يجامل فهو يحب حدربي بأغنياته فقط، بينما لن أتنكر لنادر فهو مدرستي
اليوم التالي



بواسطة : admin
 0  0  1264
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 08:20 مساءً الخميس 25 أبريل 2024.