امتحان الكيمياء ..من فتح المخزن ؟ وما هي قصة الزواج ..والطاولة؟

السودانية أوضح المتحري الاول عميد شرطة بالادارة العامة للمباحث يدعى سر الختم موسى حمزة، ان اللجنة تحصلت على مستند يشير الى تسرب لمادة الكيمياء في امتحان الشهادة وتم العثور عليه متداولاً في مواقع التواصل الاجتماعي. من جانبها قدمت اللجنة المستند الى الادارة بوزارة التربية والتعليم التي أكدت مطابقته مع الامتحان الاساسي ليتم التحفظ عليه وعرضه للمحكمة باعتباره مستندا اول وأضاف المتحري انه بموجب المستند الاول تم فتح دعوى جنائية بموجبها تم القبض على «4» متهمين بالتورط في تسرب امتحان الشهادة لمادة الكيمياء وتم تدوين البلاغ تحت المادة «177» خيانة أمانة من القانون الجنائي .
نقطة البداية
بمخاطبة من جهاز الأمن والمخابرات الوطني وتوجيه من النائب العام لنيابة أمن الدولة باستلام الدعوى الجنائية حول قضية تسرب امتحان الكمياء انطلقت النيابة للتوصل الى خيوط تدلها على حقيقة الأمر والفصل السريع في هذه القضية التي تمس الامن القومي بشكل مباشر، ليفيد المتحري ان المتهمين تم تحويلهم من اسوار جهاز الامن الى نيابة أمن الدولة ، لتبدأ المرحلة الاولى من القضية بالتحري مع المتهمين بتسريب الامتحان وذلك بتاريخ 24 ابريل من العام الحالي ليوجد المستند وهو عبارة عن ورقة مكتوب عليها بخط اليد اسئلة امتحان الكيمياء للتطابق مع الورقة الرسمية لامتحان الشهادة من حيث الشكل وتسلسل الاسئلة والصياغة وتطابقت بنسبة 100% ، لتضع السلطات الأمنية يدها على المتهمين الاربعة بالاشتراك في تسريب الامتحان عبر الأسافير قبل يوم من جلوس الامتحان مما خلق زعزعة في امتحان الشهادة بشكل عام.
إنكار المتهمين
أفاد المتهم الاول خلال التحري معه بالنيابة العامة وقبل إحالته الى الحبس بنيابة الدولة انه التحق معلما بوزارة التربية والتعليم منذ عام 2002م وقام بالعديد من النشاطات التربوية داخل المدارس حتى اصبح موجها ومشرفا تربويا ليتبوأ بعدها منصب كبير المراقبين لفتره تجاوزت الـ»4» سنوات بمحلية كرري. وقال المتهم الاول انه طوال فترة تأمينه مخزن امتحانات الشهادة واستلامه لطرود الامتحانات لم يسبق له ان فتحها بمفرده وانما بحضور عدد من القوات النظامية , منكرا التهمة التي وجهت له باشتراكه في جريمة مثل هذه. واضاف ان المخزن مقره المدرسة الفنية بنات بامدرمان وكل المظاريف التي وصلت للمخزن محكمة القفل و بالشمع الأحمر. كما قال انه لم يسبق ان اخذ الامتحان قبل ساعة من موعده ، ولفت الى انه يتعامل مع المتهمة الرابعة منذ سنوات عديدة بوضع توقعات للامتحان ويأخذ مقابلها مبلغا ماليا لكن في هذه المرة لم يأخذ قرشا واحدا وما قدمه لها ليس الامتحان نفسه وانما توقعات فقط باعتباره دائما يريد ان يقدم لها المساعدة كما انه طرح عليها من قبل فكرة الارتباط والزواج . وبعد ان سرد المتهم أقواله امام نيابة أمن الدولة سجل اعترافا قضائيا بحضور قاضي محكمة الأوسط .
تسرب بالواتساب
وفي السياق اشار المتحري الى ان المتهم الثاني افاد اثناء التحري معه بانه يعمل معلماً متخصصاً في تدريس مادة الكيمياء لافتاً الى انه تلقى نسخة من امتحان الكيمياء موضوع البلاغ قبل يوم من اداء الامتحان عبر تطبيق الواتساب وبدوره ارسل ذات النسخة التي وصلته الى قروب يضم (250) عضواً ليكون موضوع نقاش للمجموعة, مضيفاً انه عقب صلاة الصبح فى اليوم المحدد لاداء الامتحان وصلته رسالة من احد الطلاب يطلب فيها من المعلم إرسال النسخة التى وصلته على ان تحتوى على الاجابات المطلوبة .
ورقة فلسكاب
أما المتهمة الثالثة فأشار المتحري الى انها ربة منزل حسب محضر التحريات, وانها والدة احدى الطالبات الممتحنات. واشارت الى ان معرفتها بالمتهم الأول كانت عبر صديقتها المتهمة الرابعة التي كانت تتواصل معه عبر الهاتف وأبلغته ان صديقتها بحاجة ماسة الى نسخة من امتحان الكيمياء نسبة لان ابنتها ستجلس لامتحان الكيمياء، كما انها لديها عقدة من مادة الكيمياء ، وأشار المتحري الى ان المتهمة في سياق أقوالها أفادت انها لم تكن تتوقع ان تكون تلك النسخة هي نفس الامتحان وبما انها كانت مكتوبة بخط اليد وفي ورقة فلسكاب ظنت انها (ترشيحات)، وأضافت ان النسخة وصلتها من المتهم الأول بعد صلاة العشاء عشية يوم الامتحان وكانت هي متواجدة بالمنزل برفقة زوجها وبناتها البالغ عددهن (6) بنات .
طلب زواج
وفي ذات الصدد قال المتحري ان المتهمة الرابعة والتي تعمل معلمة باحدى مدارس الاساس بنات أنكرت في اقوالها بمحضر التحريات معرفتها بمحتوى النسخة، وقالت انها لم ترها ولم تكن تعلم أنها مادة الكيمياء. وأشارت الى انها كانت فقط حلقة وصل بين المتهم الأول والمتهمة الثالثة ، واكدت انها كانت تقصد المتهم الأول في كل طلب مساعدة وفي كل احتياجاتها كما انه سبق وان عرض عليها الزواج وانها تعرفت عليه منذ العام 2011م حيث كانا يعملان سوياً بمدرسة اساس ، وأضافت أن المتهمة الثالثة طلبت منها رقم هاتف المتهم الاول وأعطتها الرقم دون ان تعلم شيئاً, وان الاتفاق على تسريب المادة جرى بينهما ولا دخل لها به. وفى السياق أنهى المتحري تلاوة أقوال المتهمين وتم استجواب (16) شاهد اتهام في مسرح الجريمة
مسرح الجريمة
استعرض وكيل أعلى نيابة امن الدولة معتصم عبدالله محمود وهو المتحري الثاني في القضية مستند الاتهام السادس في القضية وهو عبارة عن (سي دي) احتوى على زيارة المتحري الى منزل المتهمة الثالثة بالثورة الحارة الأولى وتم تسجيل فيديو توضيحي لمنزل المتهمة الثالثة من الداخل والخارج ليجد المتحري ادوات الجريمة المتمثلة في طاولة كانت خلفية للنسخة المصورة والتي تم تسريبها عبر الواتساب بالاضافة الى وجود نسخة من الامتحان متضمنة الحلول النموذجية مكونة من (11) صفحة وتمت مطابقتها وصدر التقرير الفني المصور من دائرة مسرح الجريمة بالادارة العامة للادلة الجنائية يؤكد فيه مطابقة النسخة المسربة للامتحان الرسمي، وتلى ذلك زيارة اخرى قام بها وكيل أعلى نيابة امن الدولة برفقة المتهم الاول والأدلة الجنائية الى مخزن الامتحانات بمدرسة ام درمان الفنية الحكومية بنات الذي تضمن امتحانات مراكز امتحانات مختلفة بمحلية كرري تحت اشراف المتهم الاول بينها امتحانات المركز (41) الخاص بمدرسة مصعب بن عمير موضع البلاغ. وكان المخزن المذكور يحتوي على (20) دولاباً .
شهود عيان
تعرف جميع شهود الاتهام على المتهم الاول في ثلاث مواضع مختلفة لطابور الشخصية وأكدوا رؤيته بمنزل المتهمة الثالثة قبل يوم الامتحان بساعات. وأوضح عدد من شهود الاتهام بانهم قاموا بنقل الاسئلة الخاصة بمادة الكيمياء على ورق فلسكاب كتابة باليد بناء على طلبه . وفي السياق دفع الاتهام بمستند (15) وهو التكلفة الاضافية لاعادة طباعة امتحان الكيمياء الصادر من ادارة التربية والتعليم والتى بلغت (15) مليون جنيه تتضمن الطباعة والمراقبة والترحيل والمراكز الخارجية ونثريات السفر والتأشيرات .
أصابع الاتهام
من خلال استجواب الاتهام والتناول لحيثيات القضية أوقع الاتهام مسئولية تسرب الامتحان للمتهم الاول بوصفه كبير المراقبين وباعتباره هو من يقوم بفض الظروف وتوزيعها على الطلاب اضافة الى تسليمه مفتاح المخزن قبل موعد الامتحان بيومين, كما ان المفتاح يكون فى عهدته الشخصية وبموجب ذلك وجهت النيابة الاتهام للمتهمين تحت المواد 21/ 24/26/55/88/89 من القانون الجنائي ، والمواد 4/19 من قانون المعلوماتية.
نجلاء عباس ـ الانتباهة