• ×

عزيمة شاب سوداني تحوله من راعي اغنام وعربجي كارو إلى مصور صحفي شهير

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
الخرطوم : السودانية 
سرد المصور الصحفي الشاب المعروف معتز احمد سليمان ابوشيبة ل"الشرق" حكاية قصة كفاحه واصراره وعزيمة لاتلين وتحوله من راعي بسيط للاغنام في قريته بالمناصير"شمال السودان" الى عربجي كارو باطراف الخرطوم "مايو" الى مصور صحفي معروف باحدى كبرى الصحف اليومية . ويتطلع ابوشيبة الى العالمية وكله امل وطموح غير محدود , ويسعى حثيثا لتطوير قدراته بانخراطه موخرا في معهد سلتي لاجادة اللغة الانجليزية استعداد لانطلاقته نحو العالمية .
وامتدح ابوشيبة الشاب الوادع الطموح جهود الدولة في عملية التدريب التحويلي التي كانت سببا في النقلة النوعية التي حدثت له . وحكى ابوشيبة قصته وبدايته باعتزاز وثقة دون خجل او تنكر لماضيه البسيط الذي كان, لكي يكون انموذجا وقدوة لبقية جيله من الشباب , وارسال رسالة مفاده انه لا مستحيل مع الاصرار والمثابرة . وقال ابوشيبة " كنت أرعى الأغنام في المناصير، وعمري انذاك كان 13 عاماً. وفي نفس الوقت كنت مواظباً على دراستي. في ذلك الوقت لم أكن أحلم أن أكون مصوراً. وقطيعنا من الاغنام حينها لم يكن كبيراً , ومن خلال مشاهدتي للتلفزيون أدركت باكراً أن العالم يسيطر عليه المال ,وكنت أحلم بإمتلاك قطيع كبير من الأغنام والأبل والحصين، لأنها كانت مصدر فخر لنا في قبيلة المناصير, لان من يمتلكها يكون من الأعيان وحلال العقد والمشاكل.
وبداية رحلتي مع التصوير بدات بالصدفة حيمنا أنتقلت إلى بورتسودان لقضاء إجازة عيد رمضان, وسافرت بالقطار عبر عطبرة , وان أول كاميرا شاهدتها في حياتي كانت لامرأة غربية كانت تصور الجبال والمنازل في مدينة هيا"شرق السودان". وكنت انظر لهذه المراة بتمعن واراقب حركتها , واذكر جيد ان هذه المراة الغربية "خواجية" صورت لقطات رائعة لشباب من الهدندوة"احدى قبائل شرق السودان" ينزعون القشرة الخارجية لثمار الدوم بالخناجر, ومن هنا بدأت تسأولاتي, "شنو"ماذا تعني كاميرا؟", كيف تعمل؟, لانه في منطقتناالكهرباء أنذاك لم تكن موجودة ,والتلفزيون يعمل بالبطارية , واحتشدت العديد من التساؤلات الحائرة في ذهني دون اجابة .. هذا الامر شدني ودفعني لاقتناء كاميرا حتى اضطررت لبيع بعض القطيع (خروف خروفين). وكاني على موعد مع القدرة اذا الصدفة تقودني مرة اخرى مع مصور محترف في بورتسودان . وكنت اراقبه وانا بصحبة اهلي في احدى الحدائق العامة ببورتسودان"شرق السودان" , ومن هنا بدات التجربة. وظللت انظر إلىه طوال جلوسنا في الحديقة واراقبه كيف يصور... وسألني... هل تريد أن تتصور؟, وقلت له في الحال , نعم ارغب "عايز أصور" , وضحك ,وقال لي : هل تعرف كم كلفة الصورة.؟.. وكنت حينها قادر على دفع قيمة (الكرت). وصورت أقربائي وشجرة في الحديقة اعجنبي منظرها , وكانت تلك هي المرة الأولي التي اصور فيه. حينها أحسست أني أصبحت مصورا.
بعد عودتي من بورتسودان للخرطوم لإكمال دراستي زادت المصاريف الدراسية وساءات احوالي المالية لان جزء من القطيع بعته لظروف عدة , الامر الذي اضطرني مجددا للعمل. واتجهت مرة اخرى للبحث عن فرص للعمل وكنت ادرك تماما اني لست مؤهلا للانخراط في اي وظيفة لجملة من الاعتبارات اولها ضيق فرص التوظيف وافتقادي للوساطة , ولشي اهم من ذلك بل جوهريا اذا اعتبرت الوساطة وضيق فرص العمل مظهريا , وهي افتقادي للتاهيل الاكاديمي والمهني الذي يؤهلني للعمل في وظيفة محددة .ادركت ذلك ووجدت أن أسرع طريقة لكسب المال وسد احتياجاتي المالية العمل عربجي كارو .وكنت أذهب إلى المدرسة في الصباح وأعمل ظهراً في الكارو. وايضاً كانت عربات الكارو انذاك مثل الركشة وسيلة مواصلات تستخدم في الاحياء الطرفية الفقيرة , تحديدا من سوق 6 القديم في مايو إلى سوق 6 الجديد. وكنت اتحصل على عائد يومي في حدود 20 جنيه. نصيب الدابة"الحمار" 6 جنيهات والباقي 14 جنيه نصيبي. احياناً كنت أساهم في بعض مصروفات البيت وسد مصروفاتي الدراسية كاملة.
بعد مرحلة الكارو دخلت كورس في قصر الشباب والأطفال لمدة سنتين في قسم التصوير الفوتغرافي وحصلت على شهادة علقتها في الحيطة. أشتغلت مصور حفلات وبعدها انتقلت للعمل مصورا صحفيا في صحيفة السوداني اليومية .



بواسطة : admin
 0  0  2583
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 01:21 مساءً الجمعة 29 مارس 2024.