• ×

أزمة الوقود بالسودان ..الواقع يكذب تصريحات الوزير !

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
السودانية لا توجد أزمة في الوقود.. بكل ثقة ومع التأكيد والتشديد نفى وزير النفط والغاز عبدالرحمن عثمان وجود الأزمة في تصريحات صحفية أمس.. هذه التصريحات التي رفع لها مواطنون حاجب الدهشة لأنها لا يكذبها الواقع فحسب بل إن ( مسدسات) محطات الوقود المرفوعة على كتف خزانة الوقود تمد لسانها ساخرة من حديث الوزير ونفيه المغلظ لأن الأزمة أصبحت من المعلوم بالضرورة من بين الأزمات التي تحاصر البلاد في معظم حاجات المواطن.

الخرطوم: الدالي - رابعة - سامي - مروة آدم

بين الوزير والوكيل:
تكدس السيارات أمام طلمبات الوقود وتوقف بعض المحطات تماما عن تقديم الخدمة ضمن الملاحظات التي رصدها فريق قسم التحقيقات في (الجريدة). مشاهد ما قبل التسعينات من القرن الماضي تعيد نفسها هذه الأيام وسط الخرطوم بسبب أزمة الوقود التي نفها الوزير وهو المسؤول الأول عن توفير الوقود.
وكيل الوزارة بخيت أحمد عبدالله في بيان له أمس كان أكثر رحمة على المواطن من تصريحات وزيره ورغم أنه قال إن وزارته توزع أكثر من المعدل الطبيعي للوقود في الطلمبات إلا أنه لم ينكر وجود الأزمة كليا. فالرجل المح إلى وجود تلاعب في الحصص الممنوحة لوكلاء الوقود من قبل الشركات ووجه إدارة الامدادات في وزارته بمعاقبة الشركات المخالفة بعقوبة تصل حد سحب الرخصة. فالوكيل ربما أثبت ما نفاه الوزير عن وجود مافيا تحتكر الوقود وتقوم بتخزينه بدليل انه كشف عن تنسيق محكم بين وزارة النفط والأجهزة الأمنية لكشف المتلاعبين والمهربين للوقود. إذن النتيجة أن هنالك فعلاً مافيا أو متلاعبين بالوقود مما خلق الأزمة ما يعني أن الأزمة موجودة ولا مجال لنفيها حسبما يفهم من تصريحات الوزير وبيان الوكيل.

جولة حاسمة:
وكشفت جولة قامت بها (الجريدة) عن تكدس السيارات وتدافع مواطنين داخل الطلمبات وتوقف بعض محطات الوقود عن العمل بشكل مؤقت بعضها تحدث عامليها للصحيفة والبعض الآخر رفض الحديث خشية العواقب أو كما قال أحدهم (نخاف من الهواء ) وما بين هؤلاء وأولئك يقف أصحاب المركبات حسبما تحدثوا للجريدة الساعات الطوال في شمس حارقة ونهار حار جدا ينتظرون دورهم في تعبئة خزانات سياراتهم بالوقود وكذلك يفعل أصحاب الركشات الذين يحملون (جركانات ) ويقفون في صفوف أشبه بصفوف الخبز عند وجود أزمة أمام الأفران. مشاهد ربما ترد عمليا على تصريحات الوزير بعدم وجود الأزمة وربما تسخر منها. كما سخر منها فعلا بعض المنتظرين أمام الطلمبات والبعض الآخر طالب باقالته أو استقالته كل حسب رؤيته.

مراعاة الحكومة:
الحكومة المفروض تراعي لينا، بهذه الجملة ابتدر محمد احمد حديثه وهو يسرد معانته في الحصول على الوقود بقوله (مررت على اكثر من 10 محطات وقود، وكلها كانت متوقفة عن العمل بسبب نفاد حصتها وهذه التي أقف على صفها منذ حوالي ساعتين لا أطمئن في انني سأحصل على الوقود منها ؛ بسبب الزحام كما تشاهدون وبكل تأكيد لايكفي الوقود المتبقي لهذا الرتل من السيارات،) ويضيف هذا سيناريو يتكرر يوميا لعدة أيام ، وبعد كل هذا يخرج وزير النفط ويقول لنا: "ما في أزمة وقود" بالطبع لا توجد عندهم أزمة وقود، نحن من يطئ الجمرة، والجمرة بتحرق الواطيها).
العم ياسين ينتظر منذ الصباح إلى منتصف اليوم ولم يحصل على وقود أو كذلك قال للجريدة ويتابع ( حالي من حال أصحاب المركبات هذه الايام،) فمعظم محطات الوقود إما فارغة وإما مزدحمة وفي كلتا الحالتين نحن نعاني، على الحكومة أن تعالج الأزمة فالإنكار سيفاقم المشكلة أكثر ، فيما اكتفى عزام سليمان - صاحب مركبة - بالقول " شايفين براكم الحاصل،" مافي داعي للكلام المنظر يلخص كل الكلام.

الله يخلي الإنقاذ:
وهذا عبدالرحمن - هكذا عرف نفسه باسمه الأول فقط - يقول أقف في الصف لأكثر من ساعة بعد مروري بأربعة محطات وقود نفدت كميات الوقود بها رفع يديها إلى أعلى وهو يبتسم ابتسامة صفراء "(الله يخلي ناس الانقاذ) وسخر من تصريحات برلمانيون بأن هناك ثلاثه ناقلات نفط ستصل البلاد ولم نرى شيئاً حتى الأن، مشكلة الإنقاذ في ال 29 سنة الماضية هي" أنها تحاول إشغال الناس في هموم اليوم، وفي ذات السياق أضاف يوسف قائلا، عموما مشكلة الجاز والبنزين ليست في نطاق الخرطوم فقط، بل في كل الولايات ففي ولاية الجزيرة ترى صفوف المركبات تمتد لمسافات طويلة حيث يقف أصحاب المركبات الساعات الطوال دون الحصول على جالون، هذه الازمة خلقت الكثير من المشكلات في محطات الوقود خصوصا ممن يحملون (الجركانات).

أزمة بشرق النيل:
فيما شهدت بعض محطات الوقود بمحلية شرق النيل تكدس كبير للسيارات داخل طلمبات حي الهدى والنصر وحلة كوكو وسوبا وأدى اكتظاظ السيارات الى اغلاق كل الطرق المؤدية لتلك الاحياء مماخلق ربكة في حركة السير وادى الى ازدحام
المواطن احمد الطيب التقينا به وهو يجلس على سيارته امام محطة وقود في انتظار دوره قال ( الصحافة ما شايفة شغلها لو شايفة شغلا نحنا مابنقعد يوم كامل عشان جالون جازولين مناشدا السلطات المختصة بالتدخل السريع لمعالجة الوضع بتوفير الجازولين متوقعا حدوث كارثة اذا لم توفر الجهات المختصة الكميات المطلوبة من الجاز.
فيما استغرب المواطن الطيب علي تصريحات وزير النفط عن عدم وجود ازمة جازولين وقال كان على وزير النفط ان يذهب لاقرب طلمبة بوقوع ليتأكد بنفسه من وجود الأزمة ولا يطلق التصريحات وهو يجلس على كرسيه الوثير وبدلاً من أن يضيع الزمن في التصريحات كان عليه التحرك الفوري لمعالجة الضائقة ويترك التصريحات للناطق الرسمي ذهبت الى طلمبتي بشائر ونبتة بشارع ال 60 وجدت السيارات تغلق الطريق ولم اتمكن من الالتحاق بالصف لأن السيارت تغلق الشارع هكذا بدأ المواطن عثمان الحاج حديثه وقال منذ صباح اليوم ابحث عن الوقود ولم أجد الا الإزدحام والإنعدام الكامل للوقود في أغلب الطلمبات وما يؤسف جلوس المواطنيين لساعات طويلة أمام الطلمبات وعند وصولهم لمكان المسدس يجدوا الوقود خلص وبهذا يكون اليوم كله ضاع فيما لا يفيد وحضرت الى طلمبة المقرن رغم علمي بعدم وجود وقود ولكن ليس لدي خيار غير الإنتظار وذلك لأن كل الوقود الذي معي قد نفد.


بواسطة : admin
 0  0  1644
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 11:24 صباحًا الأربعاء 24 أبريل 2024.