• ×

عثمان ميرغني يكتب : "بدون" مقابل "بدون"

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
السودانية نشرتْ صحيفة (النهار) الكويتية خبراً عن اتفاق مع السودان على منح الـ(بدون) في دولة الكويت جنسياتٍ سودانية، ومعلوم أنَّ الـ(بدون) هم مجموعات سكانية في دولة الكويت لا يحملون هوياتٍ رسمية تسمح لهم حمل الجنسية الكويتية، ولا ينتمون إلى أية دولة أخرى فهم (بدون) جنسية.

ورغم أنف القراء الكرام، أجدني موافقاً تماماً على الفكرة، بشرط واحد أن لا تكون العملية من جانب واحد.. نعقدُ مع أشقائنا في دولة الكويت صفقة.. خذْ وهاتْ.. يعطونا (بدون) كويتيين مقابل أن نرسل لهم (بدون) سودانيين.

ولأني أدركُ أنَّ دولة الكويت لن تقبل بتبادل الـ(بدون) معنا، فإني أضع الصفقة في معادلة مغرية –جداً- غير قابلة للرفض من جانب حكومة الكويت..

المعادلة سهلة.. ألف مقابل واحد.. يرسلون لنا ألف (بدون) كويتي.. مقابل أن يتحملوا عنا واحداً فقط (بدون) سوداني.. هل هناك أفضل من هذه الصفقة لإخوتنا الكوايتة..

فإذا أرسلوا إلينا– مثلاً- عشرة آلاف (بدون) كويتي.. فـ(يادوبك) سيتكبدون خسائر احتمال عشرة (بدون) سوداني.. صفقة ولا أروع!!

لكن يبقى لنا شرط واحد صغير وبسيط للغاية.. أنَّ هذه الصفقة غير قابلة للتراجع عنها أبداً.. فنحن لن نرضى أن تتراجع دولة الكويت بعد شهر أو شهرين وتطلب من الـ(بدون) السودانيين على أراضيها أن يرحلوا من حيث أتوا.. ويرجع الـ(بدون) الكويتيون مهما كان عددهم إلى الكويت.. فالذي (أوله شرط آخره نور) على حد ما يزعم المثل الشعبي المصري..

وحتى لا يتهمنا الإخوة في الكويت بالغش و(الغرر) في هذه الصفقة، فإنَّه من المهم أن يعرفوا بعض المعلومات المهمة عن الـ(بدون) السودانيين..!!

الـ(بدون) السودانيون هم في الحقيقة (ساسة) سودانيون من فئة خارق حارق.. خرقوا كل نواميسنا وأحرقوا ماضينا وحاضرنا و– مقدماً- مستقبلنا أيضاً.. صحيح بعضهم يحمل جواز سفر سوداني وبعضهم يجمع معه جوازات غربية غالباً، وربما بعضهم لم يحمل الجواز السوداني، إلاَّ بعد تعيينه في المنصب الرفيع حين تواضع وحصل على (جواز دبلوماسي) رغم أنفه.. لكن ليس لحالة الـ(بدون) التي اكتسبوها هذه أية علاقة بالوثائق الثبوتية.. فهي أسوأ..

الـ(بدون) السوداني هو حالة كونه سياسياً يحمل في يده وحقيبته كل شيء، إلاَّ الإحساس بسودانه وشعب سودانه.. فهو (بدون) إحساس سوداني..

مثلاً.. الوزير – البدون- من لحظة أدائه القسم وقبل الخروج من أسوار القصر يبدأ في التخطيط لسفرياته عابرة القارات.. ومن فرط حالة (التشبيك) بين كل سفرية وأخرى في أحيان كثيرة، يفضل أن يمضي اليومين أو الثلاثة في عاصمة تناسب (استراحة المحارب) التي تفصل كل سفرية من الأخرى.. فمثلاً يعود من النرويج عن طريق باريس.. ليمضي فيها الثلاثة أيام المتبقية لسفريته إلى ماليزيا.. هذه حالة شائعة من الـ(بدون) السوداني..

عشرة (بدون) سوداني.. مقابل عشرة آلاف (بدون) كويتي.. قصرنا معاكم!!.
التيار


بواسطة : admin
 0  0  1372
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 07:14 مساءً الجمعة 29 مارس 2024.