• ×

مامون حميدة: المنضمُّون لداعش من الجامعات الحكومية لا يُقارنون بعدد طلاب جامعتي

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
السودانية / الخرطوم/ وزير الصحة بالخرطوم بروفيسور مامون حميدة في حوار فوق العادة: (2-2)
هجرة الأطباء لن تتوقّف والضرر منها قليل

الأطباء المزيَّفون ظاهرة يصعُب القضاء عليها

الصحافة تنقُصها المهنيّة وهذه الجريدة خاضت حرباً عمياء ضدي

بعض الأشخاص سعوا لتصفية حسابات قديمة بعد تعييني وزيراً

المنضمُّون لداعش من الجامعات الحكومية لا يُقارنون بعدد طلاب جامعتي

مهنة الطب يجب ألا تُستغَل لأغراضٍ سياسية

الإنقاذ حينما جاءت كانت البلد (نشفانة)

أنشأنا مستشفى الراحجي ولم نُجفِّف مستشفى أم درمان

حوار ـ عبد الرؤوف طه

تصحب البروفسير مامون حميدة هالة من الجدل أينما حلّ بدءاً من تقلده منصب مدير جامعة الخرطوم، هي فترة شهدت أحداثاً صاخبة لدرجة جعلت الرجل يطل عبر التلفزيون القومي لإعلان استمرار النشاط الأكاديمي بالجامعة التي كانت تشهد أجواء ساخنة يومئذ كان ذلك في مطلع التسعينات، لم يفارق الجدل الرجل رغم إقالته من جامعة الخرطوم، حيث ظل تحت مرآة الجدل الإعلامي حتى في أعماله الخاصة. وظلت استثماراته تحت مرمى نيران الهجوم الإعلامي طوال الفترة الماضية وازدادت مساحة الجدل بصورة واضحة عقب تعيينه وزيراً للصحة بولاية الخرطوم، ما إن يطلق الرجل تصريحاً إلا وترك ذاك التصريح مساحة واسعة من الحراك الإعلامي المصحوب بالانتقادات الحادة، الأمر الذي جعل حميدة في حالة خصام شبه دائم مع الإعلام والصحافة على وجه الخصوص.

(الصيحة) وضعته في حوار شامل تناولنا من خلال أدق تفاصيل الرجل الخاصة والعامة، فكانت حصليتنا التالية ...

ـ علاقتك بالإعلام منذ توليك الوزارة لم تكن إيجابية ما سر العداء المتبادل؟

الإعلام للأسف كان مطية لآخرين، والحملة التي صوبت نحوي كانت بها مجموعة كبيرة أوقدوا هذه الحملة، وبعض الصحفيين كشفوا لي أسماء بعض من قاموا بتمليكهم معلومات عني وتشويه الحقائق من أجل الكتابة ضدي.

ـ ما القصد من الحملة الإعلامية التي صُوِّبت ضدك هل هي نوع من الحسد؟

لا.. لا (كررها مرتين) ليس حسداً.

ـ ولكن لماذا يعمل بعض زملائك ضدك؟

بعض زملائي تأثروا بالحراك في وزارة الصحة ونحن نعلم أن المستشفيات الاتحادية كانت تحكم بأفراد.

ـ من هم هؤلاء الأفراد؟

كان المدير هو الآمر والناهي في إدارة المستشفى حيث إن المستشفيات لا صلة لها بأي وزارة حتى إن وزير الصحة بولاية الخرطوم ليس له سلطان على هولاء المديرون وقراري بإعادة السلطة للوزارة سبب في هذه الحملة ثم إن الإدارة الذاتية أورثت المستشفيات ديوناً وزيادة كبيرة في أعداد العاملين بالمستشفيات من غير احتياج واضح لخدماتهم .

ـ لكن طريقة إدارتك القاسية ربما حرضت البعض ضدك؟

لا أنكر طوال مسيرتي منذ جامعة الخرطوم وصولاً للوزارة أن بعض الناس قد أصابهم رشاشي لفترة وانتهزوا الفرصة للهجوم علي أثناء عملي في الوزارة للنيل من الوزارة ومن شخصي معاً.

ـ لم تحدثنا عن سر العداء مع الصحافة؟

حقيقة صدمتُ بما تقوم به بعض الصحف، ولم أكن أعرف أنها مخترقة.

ـ ماذا عرفت عن الصحافة؟

عرفت أن بعضها يحتاج لكثير من المهنية والصدق في نقل الأخبار، وتحتاج إلى التدقيق في نقل الأرقام ومن الخطورة نقل الأرقام بطريقة خاطئة خاصة فيما يتعلق بالصحة، إحدى الصحف نقلت أن 500 من أطفال المايقوما مصابون بالإيدز، والصحفي الذي نقل الخبر لم يحضر الاجتماع، ونحن لم نصرح بذلك وقد أضر النقل بأطفال المايقوما.

ـ لماذا لم تقاضِ الصحف التي تنقل الأخبار بصورة خاطئة طالما أنك لم تقل تلك التصريحات؟

بعض الصحف كانت عمياء في حربها لدرجة أنها تنقل أخباراً ضارة ومضرة .

ـ إلى أي شيء تعزو انتشار ظاهرة الأطباء المزيفين؟

صحيح، هنالك ظاهرة الأطباء المزيفين، وكثير من الأشياء بها اختلال، ولكن نحن من قمنا بكشف هذه الظواهر، والآن عندنا إدارة المؤسسات العلاجية الخاصة تم تنشيطها، وقبل حضوري للوزارة كان الترخيص للمؤسسات العلاجية الخاصة لا يصل 20%، وكان الأطباء يرفضون الترخيص دون مساءلتهم، وعندما أتيت للوزارة أنشأنا قانون المؤسسات العلاجية الخاصة وأنشأنا لائحة، وفي السابق لم يكن هنالك قانون، وبعد القانون ظهرت حالات الأطباء المزيفين والأدوية منتهية الصلاحية والدم منتهي الصلاحية، وما زلنا نقوم بحملات تفتيشية، والكشف عن هذه الظواهر أمر إيجابي تم نتيجة الحراك في المؤسسات العلاجية.

ـ هل يمكن القضاء على ظاهرة الأطباء المزيفين؟

هذه ظواهر آدمية وسلوكية لا تنتهي بالقانون، ونحن نعمل واجبنا ويواصل من يأتي بعدنا حتى تقل، هذه الظواهر الإنسانية لا يُقضى عليها إنما تُخفَّف أو تُخفَّف آثارُها.

ـ هل تم الحد من الظاهرة في الوقت الحالي؟

خففّنا آثارها لحد كبير، الآن يوجد قانون وسلطات والأطباء قبلوا اللائحة، وهي ليست مصوّبة ضدهم وإنما ساعدت في ضبط الجودة.

ـ هجرة الأطباء لا تزال تمثل صداعاً للدولة؟

لن تتوقف هجرة الأطباء.

ـ لماذا؟

لأنها ظاهرة إنسانية.

ـ ولكن السودان يفقد كوادره الطبية المؤهلة؟

الإنسان يُهاجر لأسباب كثيرة منها المعيشة وتحسين الحالة والظروف الإنسانية، ولكن الآن عندنا هجرة أطباء عائدين من الاغتراب للعمل بالسودان، وكل يوم يحضر إليَّ اثنان أو ثلاثة من الأطباء والاختصاصيين بحثاً عن وظائف وهم من كبار الأطباء.

ـ هل الأطباء الذين يبحثون عن وظائف كانوا خارج السودان؟

نعم كانوا خارج السودان في السعودية والخليج وعادوا للعمل بالداخل، وأنا أعتبر ذلك لافتة تتغير ملامحها، صحيح قبل ثلاث أو أربع سنوات خرج كثيرون، ولكن في الوقت الحالي بدأ يرجع الأطباء للداخل.

ـ تبدو غير قلق على هجرة الأطباء؟

85% من الأطباء المهاجرين هم أطباء عموميون غير متخصصين، وهنالك نسبة من الممرضين. ـ هل تأثرت الدولة بهجرة الأطباء؟

الخرطوم تحديداً لم تتأثر بهجرة الأطباء والدولة عموماً لن تتأثر.

ـ ظاهرة تسييس الأطباء هل تتفق معي أنها أضرت بالوسط الطبي؟

مهنة الطب يجب أن لا تُستغل لأغراض سياسية خاصة أطباء الطوارئ، وأعتقد أن أي طبيب يُمسك عن أداء واجبه في الطوارئ والعناية المكثفة يعتبر قتل عمد، حتى الإضرابات التي تحدث لا تشمل الطوارئ، المهم في الأمر أن الخارطة الطبية تغيرت .

بمعنى؟

الإضراب لا يؤثر كما كان يؤثر عام 1990 حيث كثرت المستشفيات وليس من السهل أن يشمل الإضراب كل المستشفيات، وكذلك المراكز العلاجية في الدولة وتنوعها من مراكز صحية والعيادات والمستشفيات المختلفة أضعفت أثر الإضرابات، في عام 1990، كان هنالك إضراب أطباء أدى لشلل تام وعطّل العمل في مستشفى الحوادث، وكان في ذلك الوقت المراكز الصحية معدومة، أما في الوقت الراهن فإن المراكز الصحية موجودة، وهنالك أكثر من 100 مستشفى تعمل دون توقف، من يفكِّر في إضراب الأطباء لابد أن تكون له قوة كاسحة لإجبار كل الأطباء على الإضراب.

ـ في الوقت الحالي هل يملك الأطباء قوة كاسحة لتنفيذ أي إضراب في المستقبل؟

لا أرى أي قوة كاسحة في الوقت الحالي تُجبر كل الأطباء على الإضراب، وحتى الإضرابات الماضية كانت لفئة معينة من الأطباء وهم النواب.

ـ كيف يتم التصديق للعيادات الخاصة؟

وضعنا لائحة بها كثير من الإصلاح، وهذه اللائحة تمت بالتشاور مع غرفة المؤسسات الخاصة، ولم تضعها الوزارة وحدها.

ـ هل كل العيادات مطابقة للمواصفات؟

كل شيء جديد يجب أن يكون مطابقاً للمواصفات، ولكن عملنا كثيراً من المعالجات للعيادات والمستشفيات الخاصة، وحينما كُلِّفت بالوزارة كانت هنالك 100 مستشفى، وكان هنالك ما يقارب 30 مستشفى غير مطابق للمواصفات، وفي الآخر اضطرارنا لقفل هذه المستشفيات.

ـ نأخذ نموذجاً لمستشفيات تم إغلاقها؟

مثلاً مستشفى به أربعة طوابق ولا يوجد به مصعد، ونحن أجبرناهم على عمل مصعد ولم يستطيعوا عمله ، وفي الآخر تم تحويله لمركز صحي بدلاً من مستشفى، أما العيادات القديمة في شارع المستشفى بالخرطوم وبحري فقد تمت معالجتها، ولكن أُقر بأنها لا زالت تحتاج إلى الكثير.

ـ هل هنالك زيارات دورية لمراقبة العيادات الخاصة؟

نعم، بصورة مستمرة ومعظم الزيارات تكون بعد منتصف الليل وفي المساء.

ـ هل تقِف بنفسك على هذه الزيارات؟

أنا لا أُفتِّش العيادات، ولكن أي حملة تخرج للتفتيش أنا أكون على علم بها وأتلقّى التقارير أولاً.

ـ أيضاً يُلاحظ غياب التثقيف الصحي وانتشار بائعات الكسرة والشاي بالقرب من المستشفيات؟

نحن نعاني من مشكلة سلوك، والمفهوم الذي يتعامل به البعض أن المستشفى تقوم من أجل خدمة البائعين والبائعات، وليس لخدمة المرضى، وفكرة الناس (اعملوا لينا مستشفى عشان نفتح كناتين حوله لبيع الكسرة واللقيمات حوله) للأسف لم أجد بلداً تُحاط مستشفياتُها بالبائعين مثل السودان، وهذه مشكلة سلوك، وعلى المعتمدين في المحليات معالجة هذه الظاهرة، لأنها من اختصاصاتهم، وتغيير السلوك يحتاج لمئة عام.

ـ ترتسم حول البروف مامون حميدة هالة من الجدل أينما حللتَ يصاحبُك الجدل على سبيل المثال الجامعات الخاصة كانت تُصنَّف بأنها حاضنة للدواعش؟

ـ داعش في العالم انتهت .

ـ لماذا تتهم جامعة مامون حميدة بتفريخ الدواعش؟

الجامعة مستهدفة، وهي حملة من بعض الناس.

ـ ما سر استهداف جامعة العلوم الطبية؟

لأنها سجّلت نجاحات كبيرة، وأي موسسة ناحجة أو شخص ناحج لابد أن يكون مُستهدفاً.

ـ ألم تخش على تصنيف الجامعة جهة إرهابية؟

لم أخش ذلك، والذين خرجوا منها للالتحاق بداعش ليسوا بأكثر من الذين خرجوا من أي جامعة ثانية.

ـ بمعنى أن جامعات أخرى كان يلتحق منسوبوها بداعش أكثر من جامعتك الخاصة؟

الجامعات الحكومية التي خرج منها طلاب صوب داعش أكثر من الذين خرجوا من العلوم الطبية، وأنا أملك قائمة بجامعات حكومية التحق طلابُها بداعش ولا يوجد شخص تحدَّث عنهم.

ـ ولماذا سُلِّط الضوء على جامعة العلوم الطبية؟

لأن طلبة جامعتنا آباؤهم معروفون وكثير من الجامعات الحكومية لا يعرف آباء الأطباء، ولكن في جامعتي معي ابن المهندس فلان والاختصاصي .

ـ بمعنى أبناء الأثرياء والمشاهير هم من يدرسون في جامعتك؟

ـ ليس أبناء أثرياء، ولكن أبناء أشخاص معروفين مثل ابن كبير المهندسين ليس ثرياً ولكنه معروف في البلد.

ـ فترتك في إدارة جامعة الخرطوم أيضاً شهدت جدلاً كبيراً وغير مسبوق، وكانت شبيهة بمناخ وزارة الصحة الحالي؟

حضرتُ لإدارة الجامعة والإنقاذ (طرّية)، وكانت مُستهدَفة من كثير من الأحزاب التي كانت قوية، حالياً الوضع اختلف والأحزاب ضعُفت وانكسرت شوكتُها، والمعارضة الداخلية أصبحت تعتمد على الخارج للتأثير على الوضع الداخلي في السودان، أما ذلك الحين الذي كنتُ فيه مديراً لجامعة الخرطوم، كان وجود المعارضة قوياً خاصة وأن الإنقاذ كان عمرها عاماً في الحكم، ولذا كانت الجامعة هي المسرح الأساسي لمواجهة النظام.

ـ كانت رأس رمح المعارضة لمواجهة النظام؟

تاريخياً جامعة الخرطوم اشتهرت بتغيير الحكومات بدءاً بإضراب طلبة غردون، ثم ثورة أكتوبر وشعبان بقيادة ود المكي والحدث السياسي كان لا يؤثر إذا لم ينطلق من جامعة الخرطوم، لذلك في عهدي كانت جامعة الخرطوم عبارة عن (صاج) ساخن.

ـ ألم تشعر بالخوف وأنت تجلس في لهب الصاج الساخن؟

أدَّيتُ واجبي في الإدارة بقناعة تامة، وكنت مقتنعاً أنني أؤدي واجباً دينياً في المقام الأول، وواجباً وطنياً في المقام الثاني، لذلك لم أكن أخش الفشل وأسعى لنتائج أفضل.

ـ وجدتَ نفسك في فوهة المدفع؟

بداية تسلُّمي الجامعة كانت بالمصالحة مع الطلبة وكانت الجامعة عائدة من الإغلاق الذي استمر 8 شهور واستمررت في عملي لمدة شهرين والطلاب في إضراب وكانت الجامعة مُغلقة.

ـ ما هو أول شيء فعلته بعد تسلّمك إدارة الجامعة؟

أولاً: قمت بدعوة الطلاب من كل التنظيمات السياسية واتحاد الجامعة من أجل الحوار الطلابي في قاعة الصداقة، وصلنا من خلاله لتسويات محددة، ولكن كنتُ أتحسَّب لكل المعطيات، في فترة غياب الطلاب قمتُ بمسح قهوة نشاط الطلاب لأنها كانت في وسط الجامعة، وكانت تؤثر على كليتيْ الآداب والقانون، وقمت بنقل النشاط إلى الجزء الشرقي من الجامعة، وكل مشكلتي كنتُ أُريد التأكيد للطلاب أن الذي يحكم الجامعة هو المدير والعمداء وليس الطلاب وهنا كان الخلاف.

ـ هل كنتَ مسنوداً بالأجهزة الحكومية؟

كنت مسنوداً بالأساتذة أنفسهم والعمداء كانوا معي وكان هنالك عمداء شيوعيون ولكنهم أكاديميون، لذا دعموا موقفي وكانوا لا يريدون للجامعة أن تنحدر لمستوى خطر، وأمامنا خياران إما جامعة أكاديمية أو بؤرة معارضة نظام، وفي أي مكان كانت الروح الأكاديمية حاضرة معي، لذلك دخلتُ في خلافات مع الطلبة، وتم إلغاء الامتحانات أكثر من ثلاث مرات حسب طلب الاتحاد، في الآخر أعلنت الامتحانات، طلب البعض تأجيلها فرفضتُ التأجيل وأصررتُ على إقامة الامتحانات، دخل الطلاب القاعات وقاموا بتمزيق أوراق الامتحانات، وبعدها أذعتُ في التلفزيون أن الامتحانات ماضية، وعلى الآباء وأولياء الأمور تحمل مسؤوليات أبنائهم، ثم نقلتُ الامتحانات لكلية الشرطة والمركز الأفريقي الإسلامي جامعة أفريقيا حالياً، وهي مناطق حرة، وحولّتُ امتحانات الاقتصاد لكلية الطب وامتحانات القانون لكلية الزراعة لتغيير الأجواء، الامتحان الأول كان الحضور 48% وحينما انتهت الامتحانات كان الحضور 99% وأكثر الذين حرصوا على أداء الامتحانات ولم يفصل منهم أحد هم الشيوعيون.

ـ شهدتُ فترتُك في إدارة جامعة الخرطوم خلافات حادة مع وزير التعليم العالي وقتها البروفسير إبراهيم أحمد عمر؟

اختلافي مع إبراهيم أحمد عمر في سرعة إنفاذ ثورة التعليم العالي، وثورة التعليم العالي قامت على حساب جامعة الخرطوم، بمعنى كل الأساتذة ذهبوا من جامعة الخرطوم، ثانياً اختلفنا في مسألة التعريب.

ـ هل كنتَ ضد تعريب المناهج بجامعة الخرطوم؟

كنت أعتقد أن الزمن لم يأت لمسألة التعريب، وقلت إن هنالك مسائل يُمكن أن تُعرَّب ولكن تحضر كتباً وتقوم بترجمتها هذا ليس تعريباً، كنتُ أطالب بأن يستمر تدريس طلبة الطب والهندسة باللغة الإنجليزية لأنها لغة التخاطب العالمي، وكان الأفضل أن تكون بداية التعريب بالآداب والاقتصاد خاصة أننا نملك مبادرات في الاقتصاد الإسلامي، وكان يمكن أن نكتب مبادراتنا في الاقتصاد ونصدرها، كذلك اختلفتُ مع إبراهيم أحمد عمر حول الطلاب العائدين من خارج السودان، وحينما أتت الإنقاذ بنك السودان المركزي لم يكن به أكثر من 100 ألف دولار، ولا توجد أموال لسكر أو دقيق، بمعنى السودان كان (نشفان)، التحويلات كانت فيها ألاعيب كثيرة، بالتالي تمت إعادة الطلاب المغتربين للسودان، وأنا رفضتُ قبولهم في جامعة الخرطوم

ـ لماذا؟

هم غادروا للخارج وقضوا عاماً في دراسة اللغة فكيف يتم قبولهم في الجامعة التي قبل عام لم يحرزوا مستواها الأكاديمي حتى أدنى نسبة قبول، وحينما رفضتُ قبولهم، سعى البروف لإقالتي، وكانت البداية بمحاولة لعقد اجتماع مع عمداء الجامعة في غيابي ولكن حضرتُ في نفس اليوم وقمتُ بإلغاء الاجتماع فأثارت المسألة البروف إبراهيم أحمد عمر.

ـ كيف تمت إقالتك من جامعة الخرطوم؟

كنتُ في سنار، حينما تمّت إقالتي، وعندما عدتُ للخرطوم وجدتُ المدير الجديد (هاشم الهادي) دخل مكتبي وعقد اجتماعاً مع العمداء دون تسليم وتسلُّم بيني وأنا حضرت نصف الاجتماع وجلست بالقرب منه، وحكيت للعمداء ما تم بعضهم تضامن معي.

الصيحة


بواسطة : admin
 0  0  1499
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 08:42 صباحًا الجمعة 29 مارس 2024.