• ×

شمائل النور تكتب : عاجل

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
السودانية بعد إعلان المكتب القيادي للمؤتمر الوطني رسمياً أنَّ السودان يتعرض لتهديد في شرقه والذي اعتبر أول إعلان رسمي للاستعداد لحرب لا يعلم أحد ما هي أسبابها ولا منطقها، لا بالنسبة للسودان الذي يتحدث مسؤولوه عن تهديد ولا بالنسبة للدول المتهمة بأنها حشدت عسكرياً ضد السودان.

بعد هذا الإعلان الرسمي، والي الخرطوم بصفته حاكماً للولاية المركزية والمسؤول الأول للحزب في الولاية، لم يتردد في دعوة عضوية حزبه ارتداء “الكاكي” في إشارة إلى أنَّ طبول الحرب قد دقت وعلى الجميع أن يهبوا لحماية البلاد، لكن هل من مجيب؟

لكن الأمين السياسي للحزب عبيد الله محمد عبيد الله نحا منحى مغايراً، حيث دعا إلى ضرورة إقامة علاقات جيدة مع دول الجوار، جاء ذلك مع بيان لوزارة الخارجية نفت فيه تصريحات منسوبة لسفير السودان في القاهرة، واتجهت ذات الاتجاه في الحرص على علاقات آمنة ومستقرة، رغم أنَّ السفير في حديثه لـ (التيار) استبعد عودته قريباً إلى القاهرة.

هل الحزب الحاكم منقسم فيما بينه في الموقف من الحرب المتوهمة، هل هناك تيار يريد أن يصنع حرباً لشيء في نفسه بينما الآخر يمضي في الاتجاه المعاكس.

الذي يبدو واضحاً أنَّ هناك طرفاً ما يحاول أن يحشد الرأي العام حول قضية مركزية من شأنها أن توحد جميع الأطياف والتيارات، لأنها ستصبح مسألة حماية وطن، بعيداً عن الغلاء الذي لم يرحم غنياً ولا فقيراً.

لكن دعاية الحرب لم تنجح، ليس فقط لأن إخراجها جاء فطيراً، بل لأنَّها غير منطقية من واقع الأشياء، الرأي العام يسأل، من يريد الحرب ضد من، ولا إجابة، وما السبب المعلن لهذه الحرب، ولا إجابة.

إذا كان القصد من هذه الدعاية هو سياسة الإلهاء عن الانهيار المتلاحق داخلياً، فلن تنجح، بل هي فعلاً فشلتْ.

الآن الوضع الاقتصادي تسيّد المشهد وأصبح الهم الأوحد، لم يعد هناك حديث بين الناس سوى الأسعار والغلاء والجوع، ولا مجال لاستيعاب أية فكرة حرب، ومن أين للحكومة مالاً تحارب به والميزانية المعلنة لعام 2018م هي ميزانية جوع.

البلاد لا تنقصها طبول حرب، فقط تحتاج إلى من ينقذها على أعجل ما تيسر.
التيار


بواسطة : admin
 0  0  2176
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 06:30 مساءً الخميس 28 مارس 2024.