• ×

مدير الجمارك : اكتشفنا عمال بالمطار يعملون بالتهريب

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
السودانية كاميرات المراقبة أطاحت بكثير من المتهمين

مهربو الذهب استغلوا الثغرات وتعامل معهم ضعاف النفوس

أجرته – رجاء نمر

تصوير – أبو حريرة

كشف مدير جمارك مطار الخرطوم الدولي العميد شرطه محمد البدر السناري، عن معلومات بالغة الأهمية تتعلق بإرجاع شحنة (30) طناً، من المعدات الطبية المستعملة قادمة من دولة جوار، مبيِّناً أن إدارته لاحظت وجود دماء على بعض هذه المعدات ما دفعها لإلزام الجهة المورِّدة بإرجاعها كاملة بلا استثناء إلى الدولة المعنية، وأشار السناري خلال لقاء مع (التيار) عقب جولة لمعرفة أساليب التهريب إلى اتباع المهرِّبين لأساليب متعددة، مشدِّداً على أن إدارته قادرة على الإيقاع بهم لحماية الاقتصاد الوطني، وطالب بتقليص بوابات المطار إلى أقصى حد تفادياً لأي اختراق، وقال هذه إحدى الثغرات الأمنية التي تسبب لهم إزعاجاً، مشيراً إلى تزويد المطار بـ(400) كاميرا حديثة، وكشف عن سيناريو لأكبر ضبطية كوكايين قادمة من البرازيل عبر اسطنبول في طريقها إلى مصر ومن ثم إلى دول الخليج.. وتالياً التفاصيل:

تهريب الذهب أثار جدلاً مؤخراً؟

آخر إنجاز لجمارك المطار كان ضبطية لكميات من الذهب قبل فترة وجيزة بواسطة أفراد الجمارك الموجودين في الصلات بالتنسيق مع إدارة أمن الطيران والأمن الاقتصادي والأجهزة الأمنية الأخرى، واستطاعوا ضبط (3) سبائك من الذهب كانت في طريقها إلى خارج البلاد، وكشفت بواسطة جهاز الاكسيري وتزن الكمية (7800) جرام، وهذه الضبطية عقب الحادثة الأخيرة التي شغلت الرأي العام وراح ضحيتها عاملين من مطار الخرطوم.

كيف تعاملتم مع نشاط تهريب الذهب؟

كانت لدينا معلومات مسبقة عن نشاط لعمليات تهريب الذهب والعملات والآثار والفضة والهواتف والبضائع المقيِّدة والممنوعة، وقمنا باستنفار كل القوة بمطار الخرطوم وطالبناهم بالتدقيق في كل شيء ورفع الحس الأمني لحماية البلاد من ضعاف النفوس وضبط كل محاولات التهريب، وهذا الإجراء ليس بسبب الحوادث الأخيرة، ولكنه نهج تعمل به رئاسة الجمارك لتوعية أفرادها بمخاطر التهريب وآثاره السالبة على الاقتصاد الوطني.

عملية تهريب الذهب الأخيرة كشفت استغلال المهرِّبين لعمال المطار؟

نعم، الاختراق ليس قاصراً على العمال ولكن المهرِّبين يستغلون أي منفذ موظفين أو قوات الجمارك أو الأجهزة الأمنية* الأخرى، ودائماً ما يتعامل معهم ضعاف النفوس، وهذه فئة قليلة جداً في المطار، ولكن أؤكد للجميع أن كل الأجهزة الأمنية داخل المطار تعمل بروح عالية ونزاهة وتجرُّد ويبذلون جهوداً كبيرة لسد الثغرات التي قد تحدث.

ماهي المشكلة التي تقلقكم؟

كثرة البوابات الداخلة في المطار تمثل ثغرة أمنية لجمارك المطار.

كم عددها؟

أكثر من (17) بوابة، وتقليل هذه البوابات يسهم في عملية الضبط بالتالي يمكن السيطرة على عمليات التهريب وكجمارك مطار نقول إن المطار لا يحتاج لكل هذه البوابات يجب تقليصها لأقصى حد ممكن.

هل هنالك ثغرات أخرى؟

نعم، الهناقر (مخازن) الشركات الطيران تفتح مباشرة على “التارمك” تدخل إليها البضائع مباشرة، وهذا يشكِّل مهدِّداً أمنياً.

هل ضبطتم مخالفات؟

ليس بالضروره أن نضبط مخالفات، لكن ممكن أن تكون قناة للتهريب ونتوقع أن تستغل، ونتمنى أن تغلق أبوابها التي تفتح على الساحات على أن يكون الدخول عبر بوابة واحدة.

هل ثبت تورط عمال في حوادث أخرى غير الذهب؟

نعم، وتتم محاسبتهم بشدة مع الإبعاد النهائي من المطار بالتنسيق مع أمن الطيران،*لأنهم المسؤولين عن البطاقات والسماح للعمال الدخول والخروج من المطار*ويتم أخذ البطاقة من الشخص المتورِّط.

ماهي الحوادث التي يتورَّطون فيها؟

تهريب الذهب والكريمات وعملات وهواتف، وطبعاً لا يشمل ذلك كل العاملين، وإنما ضعاف النفوس منهم.

كيف تقيِّم حجم التهريب؟

تهريب العملات أكثره يتم إلى الخارج، أما العملات الأجنبية القادمة من الخارج تخضع إلى ثلاثة إجراءات، أن لا تكون بها شبهة جنائية كجريمة غسل الأموال أو تمويل الإرهاب وتكون غير مزيِّفة ويتم ذلك بالتعاون مع الجهات المختصة وبعد التأكد نسمح بدخولها، لأنها تعود بفائدة اقتصادية للبلاد وينطبق ذلك أيضاً على الذهب وهنالك رسوم جمركية تدفع إذا ثبت أنه سليم وتخوَّفنا أكثر من الصادر، لأن أي دولة لا تفرِّط في عملتها الصعبة ودور الجمارك الأساسي هو حماية الاقتصاد وهي تنفذ العديد من القوانين خاصة بجهات أخرى ذات صلة ومثال لتعاون آخر التنسيق مع إدارة مكافحة المخدِّرات وأثمر بالحد من دخول المخدِّرات إلى البلاد.

هل عمليات تهريب العملات الأجنبية نشطة؟

نعم، كل يوم وآخر تكون هنالك ضبطية في المطار أو ذهب أو سلع ممنوعة،

هنالك تهريب لبضائع تستهدف قيم المجتمع والشباب مثل: الصور الإباحية الفاضحة ومجسمات جنسية، وللجمارك أهداف سامية تنفذها من بينها رفد خزينة الدوله بالإيرادات وهي تؤدي دور رائد في حماية المجتمع، وأشيد بكل القوة العاملة بجمارك المطار التي حققت إنجازات عديدة من خلال مجهود جبار ساهم في الحد من عمليات التهريب يستحقون عليه الثناء.

ماهي السلع المقيِّدة وماهي الممنوعة؟

المخدِّرات والخمور من السلع الممنوعة والصور الفاضحة ومؤخراً ضبطنا مجسمات تستخدم في الجنس، أما المقيِّدة فهي السلع التي تحتاج تصاريح من الجهات ذات الصلة مثال لذلك الأدوية، لأن هنالك العديد من الأدوية، مخدِّر.

هل هنالك نشاط لتهريب الأدوية؟

نعم، لابد أن يكون هنالك تصريح من الصيدلة والسموم للتأكد من صلاحيته.

هل للتهريب موسم ؟

التهريب لن يتوقف إلا في حالة تطبيق السياسات السليمة من ضمن الأشياء التي تشجِّع على التهريب رفع رسوم الجمارك في هذه الحاله تنشط عملية التهريب لتفادي الجمارك والعكس إذا تم تبسيط الإجراءات تمنع التهريب وتنعش الاقتصاد، وهذه الفقرة إحدى موجهات منظمات الجمارك العالمية التي تنادي بتسهيل الإجراءات، ودأبت هيئة الجمارك المنضمة للمنظمة على تطبيق كل موجهات المنظمة وهي عضو نشط جداً في هذه المنظمة وتدفع الاشتراكات للمنظمة بصورة راتبة كما يشارك منسوبينا في كل الاجتماعات الراتبة للمنظمة، وحسب التوصيات أن تكون هنالك توأمة لكل الإدارات، وقمنا بتنفيذ ذلك إلى أرض الواقع مع نظرائنا في الدول الأخرى وبلا شك أنه يصب في ترقية الأداء.

وماذا بعد زيادة الدولار الجمركي هل تناقص الإقبال خاصة وأن منظمة الجمارك العالمية تدعو إلى تسهيل الإجراءات؟

الإقبال مع بداية العام للتخليص ضعيف، ولكن نتوقع أن ينتعش خلال الأيام القادمات، ومعروف أن السودان يعتمد على الجمارك والضرائب خاصة عقب انفصال الجنوب من السودان، حيث (90%) من الإيرادات ذهب للجنوب ما أثَّر ذلك على الإيرادات واتجه الشمال إلى إيرادات أخرى الذهب والإيرادات المباشرة وغير المباشرة.

هل تتوقع أن ينشط التهريب ؟

نعم، وكل ذلك وضعناه في الحسبان وكل ما ارتفعت الجمارك يكون الإقبال نشط نحو التهريب وهو وسيلة سهلة للربح السريع، ولذلك ضعاف النفوس الذين لا يستشعرون بالوطنية همهم إثراء النفس عبر التهريب.

هل هنالك إحصائية دقيقة توضح حجم الفاقد الإيرادي للدولة نتيجة للتهريب؟

هنالك إدارة مكافحة التهريب المختصة وعلى نطاق أوسع ولها إحصائية دقيقة شاملة.

هل الأجانب ينشطون في التهريب؟

لا.. نشاطهم ضعيف معظم المهرِّبين سودانيين.

هل يعني ذلك أن هنالك شبكات يتعامل معها المواطنون خاصة في مجال تهريب الذهب؟

كل شيء وارد، قد تكون هنالك شبكات منظَّمة تدير هذا العمل، ولكن أؤكد أننا في جمارك الخرطوم نسعى جاهدين للحد من التهريب والذهب على وجه الخصوص وفقاً لتوجيه رئاسة الجمهورية ووزارة الداخلية سنبذل جهدنا لسد هذه الثغرة.

هنالك اتهام أن أجهزة الكشف لا تعمل وكذلك كاميرات المراقبة؟

إطلاقاً هذا الكلام لا أساس له من الصحة كل أجهزة أشعة “اكس ” في مطار الخرطوم تعتبر من أحدث الأجهزة وتحدث لها صيانات دورية بواسطة مهندسين أكفاء ودائماً تحرص إدارة الطيران المدني والجمارك نحرص على تدريب القوة على كيفية استخدام الأجهزة وهنالك تعاقدات ستتم استجلاب أجهزة جديدة، أما الكاميرات هنالك طفرة العام الماضي في مطار الخرطوم، حيث تم التصديق للطيران المدني بأكثر من (400) كاميرا مراقبة، إضافه إلى الموجودة داخل المطار والمشروع لم يكتمل بعد، فهنالك أماكن لم تغط ونتوقع خلال العام استكمال المشروع والجديد في هذه الكاميرات تتابع الهدف أتوماتيكياً وهذا يساعد كثيراً في ضبط المخالفات.

هل أوقفتم متهمين بواسطة الكاميرات؟

نعم، كثير جداً.

هل ضبطتم مخالفات لمحاولة تهريب أطفال؟

إطلاقاً ..لأن إدارة الجوازات لا تسمح بخروج أي طفل دون والديه، إضافة إلى التأكد من هوية الطفل.

ولا يسمح للأم بالسفر بطفل إلا بموافقة والده خلال إقرار، والحمد والشكر لله سجلاتنا خالية من ذلك ولن تحدث.
التيار.


بواسطة : admin
 0  0  1636
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 07:49 مساءً الخميس 28 مارس 2024.