• ×

عثمان ميرغني يكتب : هل توجد حشود علي حدودنا الشرقية؟

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
السودانية هل توجد حشود على حدودنا الشرقية؟ هذا السؤال لا يستطيع أحد الإجابة عليه سوى مخابرات الجيش السوداني، وهم أكفاء درسوا وتدربوا ونالوا أعلى الخبرات في عملهم.. فلماذا نحشر أنفسنا حشراً لنتطوع بتقديم إجابة بدلاً عنهم.

في العام 1997 انفتحتْ النيران من حدودنا مع ثلاث دول، يوغندا جنوباً، وإثيوبيا وإرتريا شرقاً.. وكان السودان في أضعف حالاته.. ومع ذلك ظل الجيش السوداني المغوار يحارب في كل هذه الجبهات والحدود الطويلة، بينما سكان العاصمة الخرطوم يتفرجون على مسرحية “المهرج” في خشبة قاعة الصداقة.. لم تتأثر ولا حتى حركة المرور في الخرطوم بسبب تلك الحرب الضروس.. ولم تقف السيارات صفوفاً أمام محطات الوقود.. كان الجيش يؤدي واجبه بلا مَن أو أذى.. فما الذي جعل اليوم مجرد أخبار حشود على الحدود مع إريتريا هاجساً –صحفياً- يُشد له الرحال!

أتركوا ما للجيش للجيش، فهو جيش معتق له تاريخ أطول من عمر السودان المستقل، شارك في معارك خارجية حتى قبل استقلال السودان، ونال احتراماً دولياً مخلداً في وثائق الحروب التي خاضها خلال الحرب العالمية.. وظل محافظاً على حدود السودان حتى في أظلم العهود، حينما كان يقاتل بلا وجيع أو سند سياسي..

إن كان ثمة دور للصحافة، فهو إطفاء النيران بأقوى ما تيسر، حمامة السلام ورسول المودة بين الشعوب.. فالحربُ ليست لعبة، هكذا يقول من اكتووا بنيرانها، فهي دمار ودماء وأشلاء وأرامل وأيتام.. وقد يملك من يملك إشعال شرارتها الأولى، لكن قطعاً لا أحد يملك إطفاء نيرانها بعد ذلك.. وكم من حروب بدأتْ بكلمة ثم فشلتْ كل الوساطات والجهود في إطفائها حتى أكلت أجيالاً من الأبرياء بلا مقابل ..

صدقوني لا خوف على بلاد يحرسها جيشنا السوداني، فلماذا لا نترك ما للجيش للجيش.. ونتفرغ لحماية ظهره بالإنتاج وتطوير الذات والخروج من الأزمة الاقتصادية.. كل جنيه ننفقه في بناء ونهضة الدولة يوفر لجيشنا عشرة أضعافه من تكلفة الحرب.. فالسلام أقل ثمناً من الحرب، وأعلى نفعاً.
التيار


بواسطة : admin
 0  0  2431
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 09:32 مساءً الجمعة 19 أبريل 2024.