• ×

سنة تاسعة ...!!

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
الخرطوم ـ السودانية 



بدون دراسة نفسية وإجتماعية وأكاديمية أو تربوية قرر المسؤولون عن التعليم في بلادنا حذف سنة ثالثة متوسط ودمج المرحلة الإبتدائية مع المرحلة المتوسطة لتعرف فيما بعد بمرحلة الأساس.
وبدون دراسة نفسية وإجتماعية وأكاديمية أو تربوية قرروا مرة أخرى إرجاع السنة المحذوفة . بمعنى أن السيدة الفاضلة وزيرة التربية والتعليم العام سعاد عبد الرازق بتتعلّم في إطفالنا ، شغل شختك بختك ، بي مزااااج ... شيلو سنة رجعوا سنة ... بقروا ثمانية سنوات .. لالا خلوهم تسعة .. معقولة بس !؟.
وإني أعرف ويعرف غيري أنها لم تكن موجودة في وظيفة الوزيرة حين تم الإستغناء عن السنة ودمج المرحلتين ... ولكني أعرف أيضاً ويعرف غيري أنها وراء قرار إرجاع السنة كما أن أي وزير يتم تعيينه أول مايبدأ يبدأ في تغيير قرارات من سبقه في الوزارة وكأن هذا هو الدليل الأول على أنه شايف شغلو وماشي تمام.
رغم أن الضحايا أولاً وأخيراً أطفالنا (فئران) التجارب لوزارة التربية والتعليم فالطفل في السوان ولن أتحدث عن الذي يدرس في مدرسة خاصة ويذهب عن طريق (السواق) بالعربة الفارهة أو الذي يستقل الترحيل الجماعي ولكني سأتحدث عن الذي يسير على قدميه أو يستقل المواصلات العامة وقد خرج من المنزل من دون أن يحصل على كوب الحليب وساندوتش الهامبورغر وأستقل المواصلات العامة بعد جدال عنيف مع (الكمساري) حول تعرفة الطلاب المعلن عنها فقط عبر صفحات الصحف والتي لاوجود لها على أرض الواقع .
ووصل المدرسة ووجد نصف الحصة الأولى قد إنتهى وجلس في الصف أمام معلم منهك وسبورة (غبشه) وكرسي متهالك داخل فصل آيل للسقوط ومقرر آيل للسقوط أيضاً .
بعد ذلك حانت فسحة الفطور فتبدأ المعاناة و(المدافرة) أمام البوفيه للحصول على خبز معبأ ببروميد البوتاسيوم محشو بطعمية يطغى عليها طعم الكربونات والبكسمات أكثر من الكبكبي.
وإذا كان هذا التلميذ من ذوي الحظ الجيد فسيستطيع الحصول على جرعة ماء من علبة صلصة فارغة مثقوبة ومربوطة بحبل بلاستيك إلى جانب (الزير) (كأنها ستسرق مثلاً!!؟! ).
ذلك (الزير) الذي تحتفل الطحالب بتكاثرها على جانبيه مع عزف متواصل للضفادع أسفل (الإطار).
عفواً (الإطار) ليس المقصود به إطاراً خراسانياً أو منصة مرتفعة لوضع (أزيار) المدرسة ولكن الإطار هو (لستك) سيارة قديم مثقوب ومتهي الصلاحية وضع (الزير) فوقه ليشرب منه التلاميذ سعيدي الحظ ويكمن الحظ السعيد في وجود الماء نفسه لأنه عادي ممكن تكون (الموية) قاطعة أو ما دفعوا الفاتورة ، ولن نتحدث هنا عن الحمامات والمعمل والحديقة و لاب الكمبيوتر . فهذه من الكماليات .
ولكن أخطر مافي هذا الأمر برمته هو يا وزيرة التربية وضعك لطفل صغير مع طالب في مرحلة المراهقة دون مراعاة الحجم والطول والتفكير والتصرف والتغيرات الفسيلوجية والبدنية والسلوك الشخصي والإهتمامات وأثر ذلك على التلميذ المغضوب عليه. كيف يدرس طفل في السابعة مع تلميذ بانت شواربه وكيف تدرس طفلة لاتعرف من العالم غير أبجديات الحب والتسامح والتفاؤل مع تلميذة في طور الأمومة .
السيدة الوزيرة أولاً غيروا هذه المناهج العقيمة. فما معنى أن يحفظ طفل في رابع سورة الطلاق ويحفظ خريطة السودان قبل الإنفصال ومشروع الجزيرة والصمغ العربي والسودان سلة غذاء العالم ونحن نعلم أنها جميعاً أحلام زلوط.
ثانياً أين قصص الصحابة والخلفاء الراشدين في مقرر التربية الإسلامية ، هل تعلمين أن الطفل في الصف السادس لا يعرف شيئاً مثلاً عن أبو عبيدة عامر بن الجراح.
السيدة الوزيرة : ـ
هؤلاء أطفالنا فلذات أكبادنا البنية الأولى لأي نهضة ... لاتجعلوهم فئران تجارب.
سهير عبد الرحيم


بواسطة : admin
 0  0  999
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 10:44 مساءً الثلاثاء 23 أبريل 2024.