البشير في حديث تلفزيوني: السودان لن يلجأ للحرب مع الجنوب إلا إذا فرضت عليه

الخرطوم : هيام الابس وصف الرئيس السوداني عمر البشير العلاقة مع دولة جنوب السودان بالمتوترة، مؤكداً ان الحكومة لن تغير منهج البحث عن السلام عبر التفاوض وان السودان لن يلجأ إلي الحرب إلا إذا فرضت عليه.

وقال الرئيس البشير في لقاء تلفزيوني مساء أمس إن الحكومة وضعت خيار السلام من أولوياتها مشيرا إلي الجهود التي بذلت في هذا الصدد حتي توجت باتفاقية السلام الشامل ، موضحا أن الإتفاقية واجهت العديد من العقبات، مشيرا إلي تجاوزات الحركة الشعبية فيما يتعلق بقضية السلام.

واشار البشير إلي أن (هناك قضايا عالقة لم تحسم مع دولة الجنوب مبينا أن هناك قوة ضغط في أمريكا ومجموعات اللوبي الصهيوني وبعض المنظمات واسرائيل تشجع للإستمرار في القتال) .
وقال البشير إن الحركة الشعبية ظلت تتعامل باخلاق غريبة عن السودانيين وعن اخلاق الافارقة، مؤكدا ان الحكومة ظلت تتعامل باخلاقية وموضوعية وقبلت بتقرير المصير وهي منتصرة في الميدان وقبلت بالاستفتاء الأمر الذي كان يتطلب ان يقابل بتقدير من القيادات الجنوبية كما حدث في فترة الرئيس نميري خاصة واننا سلمناهم دولة جاهزة ببترولها.

واكد الرئيس البشير استمرار الحكومة في التعامل مع الوساطة الإفريقية والتجاوب مع اطروحاتها وقال البشير إن دولة الجنوب تستند علي برنامج قديم ومعروف يهدف إلي اضعاف الحكومة وتقسيم السودان يقف وراؤه المعادون للسودان الذين يتوقعون ان يدخل هذا المشروع البلاد في استنزاف مستمر وقال ان ذلك هو أيضا استنزاف لدولة الجنوب .

وفيما يخص عائد السودان من البترول أكد البشير أن السودان سيواصل أخذ حقه عينا من بترول الجنوب لحين التوصل إلي إتفاق.

وقال إن دولة الجنوب استندت علي حسابات خاطئة وعهدت إلي إيقاف إنتاج البترول لأنها تظن أن فقدان السودان لرسوم النفط لمدة شهرين كافي لاسقاط الحكومة.
واضاف أن الحكومة دفعت كل تكاليف عمليات إنتاج البترول وتم الاتفاق علي أن تذهب الآبار للجنوب كما ستظل المنشآت للشمال وعلي الجنوب دفع رسوم المعالجة ورسوم العبور السيادية والميناء.

وعزا البشير فشل مفاوضات اديس ابابا الي عدم جدية الحركة الشعبية في الوصول إلي إتفاق حول القضايا العالقة بين الدولتين .

وقال إن الوسطاء توصلوا إلي مشروع اتفاق احادي يقضي بفك حظر السفن التي تحمل بترول الجنوب من قبل الحكومة وبالمقابل فتح خطوط البترول التي اغلقتها حكومة الجنوب .
واشار البشير إلي أن حكومة الجنوب قامت بمصادرة اسهم شركة سودابت ونادوا بأن ترجع منطقة ابيي إلي دولة الجنوب بجانب المناطق الخمس المختلفة حولها مع دولة الجنوب .
وقال الرئيس انه بعد القمة الرباعية أبدينا ملاحظات حول الإتفاقية واشاروا إلي أن الإتفاقية لمدة 30 يوما فقط ، فقررنا التوقيع بعد الإنتهاء من اجندة "الإيجاد" إلا أن دولة الجنوب امتنعت ورفضت التوقيع .
واكد البشير أن الحكومة أوصلت المجتمع الدولي والإقليمي إلي قناعة بانها تسعي إلي السلام إلي جانب محو الحملة الإعلامية التي كانت تزعم بسرقة الحكومة لبترول دولة الجنوب.