• ×

شمائل النور تكتب : المستنقع اليمني

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
السودانية سنكون قاتلين أو مقتولين من أجل السعودية). تلك العبارة جاءت على لسان المتحدث باسم حكومتنا أحمد بلال، في تصريحات أدلى بها منتصف أكتوبر، واحتفت بها المنابر السعودية، وأثارت جدلاً واسعاً، عزز الصورة الذهنية لمشاركة السودان في حرب اليمن ضمن التحالف العربي المعروف بـ(عاصفة الحزم).

ورغم أنَّ “بلال” نفى هذا الحديث لاحقاً، في حوار مع (الصيحة) وحاول تصحيحه بقوله (إنَّ أمن السعودية خط أحمر) فقد رمى إلى ذات المعنى.

لكن لم يتوقف الأمر عند بلال وحده، عماد عدوي رئيس هيئة أركان القوات المسلحة السودانية، وخلال مناورات للجيش نهاية أكتوبر، قال (نقول لرئيس الأركان السعودية بأن إخوتكم في السودان جاهزون حماة للدين وجاهزون لكل متطلبات حماية الدين) وفقاً لـ (البيان) الإماراتية.

بالنظر إلى الفارق الزمني بين تصريح المتحدث باسم الحكومة ورئيس أركان الجيش، فإنَّ النتيجة هي، موقف السودان الثابت إزاء الحرب في اليمن.

منذ انضمام السودان إلى عاصفة الحزم قبيل نهاية 2015م والتي جاء قرار المشاركة فيها خارج كل المؤسسات، وجد السودان منذ ذاك الوقت احتفاءً سعودياً إماراتياً، وباتت علاقات السودان بالخليج غير واضحة الأهداف، باطنها أكبر من ظاهرها.

وإذا ما طرحنا السؤال، لماذا يشارك السودان في حرب اليمن، بل لماذا يستمر في المشاركة رغم وضوح الصورة.

ربما تكون الإجابة مباشرة متصلة بعلاقات السودان مع المملكة خلال سنوات ما بعد عاصفة الحزم، فإن كان الطرف المؤيد للمشاركة يرى أن العلاقات مع السعودية قادت إلى رفع العقوبات الأمريكية عطفاً على بعض مكاسب مالية، فعلى هذا الطرف أيضاً أن ينظر بعين الاعتبار إلى الوجه الآخر البائس من هذه المشاركة التي تحولت الآن فعلياً إلى استنزاف بشري.

الوجه الآخر الذي لا يريد الطرف المؤيد النظر إليه، هو صورة السودان نفسه، نحن في نظر الآخر، نقاتل بأجر..هل تصفحوا مقاطع الفيديو التي أظهرتنا في صورة لا نتمنى أن نراها، بل ولا يراها كل العالم.

قبل أيام احتدم نقاش في إحدى صفحات “فيسبوك” بشأن الحرب في اليمن، تداخل أحد المشاركين، وعرف نفسه ، واستمات في الدفاع عن المشاركة التي لخص مكاسبها في ما يعود من أموال.

نحن وباسم السودان نقاتل شعب اليمن وفي عقر داره.. وفوق ذلك لا نعلم أي نهاية سينتهي إليها مسلسل اليمن.

قبل يومين، وفي مقابلة مع “سودان تربيون” انتقد رئيس حركة الإصلاح الآن غازي صلاح الدين مشاركة السودان في الحرب، ولعل المقصود انتقاد الاستمرار في المشاركة.

هذا النقد ينبغي أن يتحول إلى برنامج عمل وطني، للخروج من هذا المستنقع.


بواسطة : admin
 0  0  1549
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 11:30 مساءً الأربعاء 24 أبريل 2024.