• ×

زهير السراج:هذه هي العقلية التي تحكمكم،الوزير والمناضل السابق

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
السودانية * الزميل السابق ورئيس المجلس الاعلى للبيئة بولاية الخرطوم (حسن اسماعيل)، اتهم فى تصريحات صحفية زملاءه السابقين الذين رفعوا اصواتهم محتجين على وجود محطة نفايات تابعة لحكومة الولاية بجوار مجمع سكنى يقيممون فيه بمدينة ام درمان، مما يتسبب لهم فى اضرار صحية وبيئية، وطالبوا بنقله الى مكان بعيد، بأنهم “هتافيون، تحركهم أجندات سياسية” !!

* حسنا ايها المناضل والزميل السابق، لنفترض أن الذين خرجوا يطالبون بحقهم فى العيش فى بيئة صحية بعيدا عن محطة النفايات التى تعرض صحتهم وحياتهم للخطر، (هتافيون، تحركهم أجندات سياسية) ــ كما كنت أنت فى السابق إلى أن انعم الله عليك بالتصالح مع الحكومة والتمرغ فى تراب الميرى، فاكتشفت ان أجنداتك السياسية هى التى كانت تحركك فى السابق وليس المبادئ ومصالح المواطنين، وأصبحت تتهم كل من ينتقد أو يطالب بحقوقه بأنه هتافى تحركه أجنداته السياسية!!

ولكن ما بالك وانت رئيس المجلس الأعلى للبيئة، تخرج علينا بتصريحات صحفية تحمل معلومات خاطئة تتعلق بالبيئة، لا يمكن ان تصدر من ست شاى تسترزق ببيع الشاى أمام مقر المجلس الأعلى للبيئة وتستمع لأحاديث عن البيئة تدور على ألسنة موظفى المجلس الذين يأتون إليها لاحتساء الشاى كل يوم، دعك من رئيس المجلس نفسه الذى يفترض ان يكون ملما بشؤون وظيفته، أو على الأقل ألا يخرج على الناس بمعلومات قبل أن يتأكد من صحتها، فيسخرون منه !!

* السيد رئيس المجلس الأعلى للبيئة ذكر فى معرض اتهامه لزملائه السابقين (لافض فوه، ومات حاسدوه)، بأن اضرار محطة النفايات التى توجد على مقربة من منازلهم لا تتعدى (الروائح الكريهة) .. وكأن هذه الروائح الكريهة تنبع من فراغ (ريحة كريهة فقط ليس لها اضرار) .. تخيلوا أن الذى يقول هذا الكلام هو رئيس المجلس الأعلى للبيئة، الذى لا يعلم أن منبع الروائح الكريهة هى الغازات التى تنجم عن تخمر النفايات بفعل النشاط البكتيرى وتسربها الى التربة والأجواء المحيطة !!

* هذه الغازات سيدى المناضل السابق، هى الأمونيا (النشادر) وكبريتيد الهيدروجين، والميثان، بالاضافة الى ثانى أكسيد الكربون وغازات أخرى .. والتى تتسبب فى كثير من الاضرار الصحية للذين يستنشقونها، اقلها إلتهابات العيون والأنف والحلق وأوجاع الرأس والغثيان، وأمراض الجهاز التنفسى المختلفة وعلى رأسها الأزمة التى يمكن ان تؤدى لوفاة صاحبها إذا لم يجد العناية الطبية اللازمة وبالسرعة اللازمة .. بمعنى سيدى، أنها ليست مجرد روائح كريهة كما تعتقد ولكنها أكثر من ذلك، وحتى لو افترضنا أنها مجرد روائح كريهة لا ضرر منها ــ كما تقول ــ فهل يعقل ان يعيش الانسان فى مكان يستنشق فيه الروائح الكريهة طول اليوم، هل تحتمل أنت ذلك؟!

* وأريدك أن تعرف سيدى رئيس المجلس الأعلى للبيئة، بأن الإنسان حسبما ما هو مثبت علميا، يستطيع أن يشم الروائح الصادرة عن غازى كبريتيد الهيدروجين (التى تشبه رائحته رائحة البيض الفاسد) والميثان (ذى الرائحة النفاذة)، حتى لو كانت نسبة وجودهما فى الهواء الجوى أقل بكثير من النسبة التى تسبب الأضرار الصحية، ولذلك فإنها بكل المقاييس مؤلمة ومزعجة جدا !!

* وأزيدك علماً، أن هذه الغازات يمكن أن تتسرب الى المنازل عبر التربة، وتتراكم فى الأماكن الضيقة، وتتسبب فى اذى كبير لساكنيها، خاصة غاز (الميثان) الذى يمكن أن يؤدى لاشتعال الحرائق بسبب قابليته الشديدة للإلتهاب، ولعلك قد سمعت من قبل عن إحتراق بعض المنازل خاصة المهجورة بسبب (الجِن) الذى يسكنها، ولمعلوميتك فإن هذا الجن هو ما إلا (غاز الميثان) الذى ينجم عن تحلل النفايات بفعل البكتريا، وعندما ترتفع درجة الحرارة يشتعل الغاز ويحرق المنزل، فيظن الناس أن الذى احرقه هو الجن فيهربون منه، وتسرى شائعة بأن المنزل مسكون، فلا يقترب منه أحد، ويظل يشتعل من فترة لأخرى بسبب الغاز، فيتأكد للناس أنه مسكون بالفعل !!

* وأنت رئيس المجلس الأعلى للبيئة سيدى العزيز، أريدك أن تعرف أيضا أن كل محطات النفايات تُزود بآبار خاصة لامتصاص الغازات، حتى لا تتسرب الى التربة أو الى الأجواء المحيطة، ثم يتم التخلص منها بطرق مختلفة منها استغلالها فى انتاج الطاقة، ويمكن لخبراء البيئة الذين يكتظ بهم مجلسكم العامر أن يحدثوك عن هذا الأمر، كما كان يمكنك أن تلجأ إليهم لتعرف شيئا عن سر الروائح الكريهة النابعة من محطة النفايات واضرارها وكيفية معالجتها، قبل ان تدلى بمعلومات خاطئة تجعلك موضع سخرية الناس ومن يعملون تحت إمرتك بالمجلس وست الشاى التى تجلس بجواره، ولكن كيف تسعى للمعرفة، سيدى، ولقد أصبحتَ من القوم الذين وضع الله فيهم الحكمة وحدهم ويعتقدون أنهم يعرفون كل شئ، بينما لا يعرف غيرهم شيئا، فيتحكمون فينا بالطريقة التى تعجبهم!!


بواسطة : admin
 0  0  1190
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 07:37 مساءً الجمعة 29 مارس 2024.