الفاتح جبرة يكتب : البطاقة العبقرية !

السودانية قبل سنوات أخبرني شقيقي بأنه يود شراء (موتر فيسبا) كيما يستغله في مشاويره من وإلى أماكن عمله المتعددة إذ أنه يعمل بالأعمال الحرة حيث أن (الركشات) قدت جيبو (أو كما قال)، إلا أن هنالك عقبة واحدة هي أنه ليس لديه (رخصة قيادة) وحيث انه مواطن صالح (وعاوز يمشي بالقانون) فقد طلب مني أن أرافقه بالعربة إلى مكان إستخراج رخص القيادة (عشان يمتحن بيها).
بالفعل أخذ شقيقي معه (إتنين مليون وميتين ألف) على أساس أن إتنين مليون ثمن الموتر وميتين ألف هو الحد الأقصى (الذي يعتقده) لقيمة رسوم إستخراج الرخصة وذهبنا إلى (المرور) ولكننا تفاجأنا بأن رسوم التقديم للرخصة (مية وسبعطاشر جنيه) كما أن هنالك تدريب إإلزامي على القيادة لمدة شهر كامل في واحدة من مدارس قيادة السيارات (المتعاقد معها المرور) وذلك برسوم قدرها 500 ألف (ده للعملي) أما (النظري) فيجب نيل دورة بأكاديمية المرور برسوم قدرها (280 ألف)، وبعد هذا الدورات (الحتمية) لازم الزول يمشي الفحص الطبي ويكشفو عليهو عشان التأكد من إنو لائق طبياً (ورسومو ما عارف كم كده)، وبعد كل هذه الرسوم يتبقى دفع مبلغ 198 ألف للمالية بأورنيك 15، ده كوولو قبل الإمتحان، أما عند الإمتحان يجب دفع رسوم مقدارها 100 ألف (رسوم إمتحان وكده)، عموما بعد أن قمنا بتضريب قيمة إستخراج الرخصة) كان أخي بين خيارين (يا الرخصة يا الموتر) وكان أن تركهما معاً !
في معظم الدول يتم منح الرخص والأوراق الثبوتية (بطاقة شخصية، جنسية، رخصة قيادة، جواز سفر) برسوم رمزية شبه مجانية وذلك لأهمية هذه الأوراق في مجال إستتباب الأمن وتقديم الخدمات للمواطن.
عندنا الموضوع مختلف تماماً (القصة تجارة) عاوز تطلع (جواز) أربعمية وتسعين ألف.. عاوز تعمل بطاقة كم وكمين ألف.. عاوز تطلع (رخصة قيادة) مليون وشوية.. والعجب لو واحده فيهم إنتهت وعاوز تقوم بتجديدها.. تلاقي رسوم التجديد (أقل شوية) من رسوم الإستخراج!
بالطبع لا يوجد مبرر واااحد لأن يقوم المواطن كل هذه الألوف لقاء (بطاقة) صغيرة لا تكلف طباعتها وموادها (الخام) أكثر من مية جنيه؟ ولكن (أهو فرصة) للحكومة أن (تحلب) المواطن وتطلع (زيتو) وزيت الخلفوهو!
ولأن مسالة إستخراج وتجديد الأوراق الثبوتية أضحت مصدر رزق (للحكومة) فقد أصبحت (تتفنن)، فها هي الحكومة وقبل أن يقوم قطاع كبير من المواطنين بإستخراج البطاقة القومية (الغبية) التي يتطلب الحصول عليها إستخراج الرقم الوطني الذي كلف الدولة الكثير من الأموال ها هي وزارة الداخلية تعلن عن بدء استخراج بطاقة إثبات شخصية (ذكية) حيث ذكر وزير الداخلية قي مؤتمر عقده خصيصاً لهذا الموضوع أن لها ميزات وخصائص تأمينية عالية إذ تحتوي على 17 ميزة تأمينية (شوية والله) ومزودة بشريحة الكترونية يصعب تزويرها داعياً المواطنين لاستخراجها من أجل التطور والنماء (لاحظ التطور والنماء) والسلامة الأمنية مضيفاً بأنها بطاقة مضبوطة ومطبوعة بتقنية الليذر ومصنوعة بمواد كيميائية خاصة مثل (البوليكاربونيت) وداخل البطاقة توجد شريحة تشابه شرائح شبكات الاتصال تحمل كل بيانات صاحب البطاقة بالصورة والتفصيل!
طيب السؤال الذي يفرض نفسه ونطرحه بكل الغباء الذي لدينا هو (مع أهمية هذه البطاقة الذكية)... ليه من الأول ما البطاقة (الغبية) ماعملتوها ذكية؟ الكان ناقص شنووو؟ وأين كان هؤلاء الخبراء الذين قاموا بإختراع هذه السبعة عشر (ميزة تأمينية)؟ ولماذا تتحمل الدولة المبالغ التي صرفت على البطاقة (الغبية) السابقة؟ ثم ألم يكن في الإمكان منذ البداية أن يكون الرقم الوطني هو في حد نفسه بطاقة شخصية (ذكية)... وللا لازم يا الرخصة يا الموتر؟
كسرة:
كلمونا البطاقة (العبقريةً) ح تطلع متين عشان نشوف لينا طريقة ندخل لينا (صندوق)!
•كسرة جديدة لنج: أخبار كتب فيتنام شنو (و) يا وزير المالية ووزيرة التربية والتعليم شنو(و)... (ليها شهر)
• كسرة ثابتة (قديمة): أخبار ملف خط هيثرو العند النائب العام شنو؟ 90 واو - (ليها سبع سنوات وسبعة شهور)؟
• كسرة ثابتة (جديدة):
أخبار تنفيذ توجيهات السيد الرئيس بخصوص ملف خط هيثرو شنو؟ 49 واو (ليها أربعة سنوات وشهرين).