• ×

شمائل النور تكتب : فاتكم القطار !

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
السودانية حشدٌ موسعٌ، كان أقرب لاستعراض، ذلك الذي جمعه الأمين العام للمؤتمر الشعبي علي الحاج في منزله قبل يومين وضم قيادات الإسلاميين بمُختلف واجهاتهم الحزبية والسياسية.

اللافت حقاً في هذا التجمع، أنّ علي عثمان في قلب ديار الشعبي، ومعلومٌ من هو علي عثمان بالنسبة للشعبيين وأنصار الترابي، فهو ليس مُجرّد مُتّهم بتدبير مذكرة العشرة التي قادت إلى إزاحة عرّاب الحركة خارج السُّلطة، فعلي عثمان بالنسبة للشعبيين يتحمّل كل أوزار الإنقاذ، وكل ما لحق بالترابي في أعقاب المُفاصلة، فإن عثرت بغلة في ديار الشعبي، فإن المسؤولية بالدرجة الأولى يتحمّلها علي عثمان.

وفي ذلك لا يقبلون جدلاً ولا جدالاً، وهو الأمر الذي يُفسِّر غياب الرجل عن عزاء الترابي، وغير مَعلومٌ إن كان قدم تعازيه سراً أم لم يحدث ذلك.



لكن (شديد وقوي) ذلك الأمر الذي جعله يأتي مُلبياً دعوة علي الحاج، خليفة الترابي في الحزب، وكذلك (شديد وقوي) ذلك الذي جعل الشعبي يُخفِّف (شيطنته) للرجل ويضعه في قائمة المدعوين.

إن كان من أهمية في هذا التجمع، أنّه يأتي عقب مخاوف أبداها علي الحاج من الثمن الذي دفعته الحكومة مُقابل رفع العُقُوبات الأمريكية، والأمر المعلوم بالضرورة أنّ الثمن الذي يقصده علي الحاج مقروء مع ما هو مُعلنٌ ويراه الجميع، تراجع قبضة الإسلاميين في السُّلطة التنفيذية، لصالح المُؤسّسة العسكرية، وهو أمرٌ بدأ باكراً منذ نهاية 2013م.

فما الرسالة التي يُريد علي الحاج إرسالها..؟ ربما أراد الرجل أن يبعث برسائل مُتعدِّدة الاتجاهات، منها بالطبع رسائل داخلية تخص الحزب، إذ يشهد الشعبي هذه الأيام تململاً إزاء المُشاركة التي اكتشف أنّها لم تُلبِ أدنى طُموحاته، وهو الأمر الذي حفّز التيار الرافض المُشاركة ابتداءً، ما جعل المياه تتحرّك تحت أقدام الأمين العام الجديد، فربما أراد أن يختبر مدى تأثيره وسط الإسلاميين وهو ما يُصب لصالحه داخل الحزب بالضرورة.

وثمة رسالة أخرى، إلى دافع (ثمن) قرار رفع العُقُوبات، أن الإسلاميين بإمكانهم أن يتوحّدوا ويعودوا من جديد كما كانوا، فهي أشبه برسالة تحذيرية، وصلت إلى بريد المُتلقي في وقتها تماماً.

لكن، يظل الحديث عن وحدة الإسلاميين ومَدَى إمكانية ذلك، أقرب إلى مُداعبة العاطفة واستعادة شريط الذكريات، فهم يعلمون تماماً، أنّ الإنقاذ التي أصبحت في يد عَددٍ مَحدودٍ من عديمي الكفاءة، لن تعود إذا ما ذهب البشير.

لقد أهدَرَ الإسلاميون فُرصاً لا تُحصى للإصلاح واستعادة الوضع وإنقاذ السودان، إن كان ذلك هدفاً بالنسبة لهم، لكنهم لم يفعلوا.

أخشى بعد كل هذا الاستعراض أن تنخرط هذه الحشود الإسلامية، لتؤدي فُروض الولاء والطاعة وتُجدِّد بيعتها في انتخابات 2020م.


بواسطة : admin
 0  0  917
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 12:19 مساءً الجمعة 29 مارس 2024.