أين الإرادة السياسية ؟!!

بقلم عبدالسلام القراي هل صحيح أننا كقادة أفارقة نفتقر للإرادة السياسية كما يزعم السيد باني كي مون الأمين العام للأمم المتحدة ؟!! في هذا الصدد وحلاً للأزمات التي ( أغرقنا ) فيها قادة دولة الجنوب أبدى السيد عمر البشير رئيس الجمهورية حُسن النية في التعامل مع دولة الجنوب الوليدة فيما يتعلق بملف النفط وما يؤسف له ورغم إبداء حُسن النوايا من حكومة المؤتمر الوطني والذي قد يصل في بعض الأحيان لتقديم الكثير من التنازلات إلا أن قادة دولة الجنوب ما زالوا يمارسون تعنتاً واضحاً يؤكد تنفيذهم لمخططات وأجندة دولية للضغط علي النظام الحاكم في الخرطوم بهدف تحقيق مكاسب فيما يتعلق بالقضايا العالقة ! لا غضاضة في تنال دولة الجنوب استقلالها وحريتها لكن ليس من المنطق أن ( يركب ) قادتها ( دماغهم ) متخذين الكثير من القرارات الطائشة التي تؤثر سلباً على نمو وإزدهار دولتهم الوليدة .! الأحزاب الجنوبية المعارضة تحذِر حكومة الجنوب من انتهاج السياسة المزدوجة في مفاوضاتها مع دولة شمال السودان وضح جلياً أن سلفاكير وجماعته جعلوا من النفط كرتاً رابحاً للضغط على حكومة المؤتمر الوطني من جانب آخر على حكومة المؤتمر الوطني أن تجتهد في تنفيذ البرامج المتسارعة في مجالي النفط والزراعة وغيرها من المجالات التنموية حتى تملك ( قوتها ) ومن يملك قوته يملك قراره ينبغي أن يعلم الإخوة في حكومة المؤتمر الوطني أن الشعب السوداني صبر كثيراً رغم المعاناة التي تزداد يوماً بعد يوم وينبغي أيضاً أن تعلم حكومة المؤتمر الوطني أنها أمام تحديات كبيرة فلا مجال لإخفاقات جديدة تساهم في زيادة الأزمات التي تحاصر الحكومة والسودان بأكمله كما أجمع المراقبون والمتابعون للوضع المأزوم في السودان أن احتواء هذه المشاكل لايتم ألا عبر مزيداً من الحكمة والهدوء وتغليب العقل والمنطق للخروج بالسودان لبر الأمان في مختلف المجالات فالوضع لا يحتمل أيًَ قرارات غير مدروسة تُعيدنا للمربع الأول ندرك تماماً أن حكومة المؤتمر الوطني تبذل جهوداً مقدرة لتحقيق متطلبات المواطنين في السودان ومع ذلك لم يلحظ المواطنون التاثير الواضح لهذه الجهود على أرض الواقع وهذا ما يؤكد وجود أخطاء في دوائر الجهات التنفيذية وهذا ما اعترف به النائب الأول لرئيس الجمهورية الأستاذ علي عثمان محمد طه الذي صرح قبل عدة أسابيع قائلاً : اكتشفنا أخطاء كبيرة في التنفيذ حيث وعد السيد النائب الأول بكشف الحقائق عبر وسائل الإعلام التحية والتقدير للسيد النائب الأول على هذه الصراحة والشفافية ..
فضضفة أخيرة : يبدو أن استمرار الأزمات في مختلف المجالات والضغوط التي تمارسها المُعارضة على الحكومة جعلت الإخوة في المؤتمر الوطني يحسون بالخطر الحقيقي على نظامهم والدليل على ذلك الرغبة الأكيدة من الإخوة في حكومة المؤتمر الوطني على الإصلاح الشامل ومحاربة الفساد وقبولف النقد مهما كانت قساوته بالإضافة لمحاولاتهم المستمرة لحلحلة معظم القضايا العالقة من خلال الجلوس على طاولة المفاوضات عبر الحوار للوصول للنتائج المرجوة نأمل ألا يطول انتظارل المواطنين الغلابة في السودان فالوضع صعب والحياة اليومية أصبحت أكثر صعوبة ..... حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا ..