• ×

يوسف عبد الفتاح : النظام لا يريد شخصاً عفيفاً

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
السودانية يعتبر العميد (م) يوسف عبد الفتاح من أبرز مدبري ومنفذي انقلاب الإنقاذ في 1989م. وفي أعقاب تمكن الانقلاب الذي كانت تتزعمه الجبهة الاسلامية من الاستيلا عل السلطة، أطل على الناس بشخصية قوية، حد أن هدد عمال المخابز الذين انتووا يومذاك الدخول في إضراب عن العمل. اليوم يقول إنه عاطل، حيث أبعد عن العمل العام والحزبي بفعل فاعل، وشكا من أكل الإنقاذ بنيها نظيفي اليد واللسان، مطالباً النائب الأول لرئيس الجمهورية، رئيس الوزراء القومي، الفريق أول ركن بكري حسن صالح، بالعمل على اجتثاث الفساد الذي أضر كثيراً بسمعة الإنقاذ. (الصيحة) جلست إلى عبد الفتاح الملقب بـ (رامبو) وانتزعت منه إفادات استثنائية خارجة مع زفراته الحرى.
* كيف كان يتعامل يوسف عبدالفتاح مع عامة الناس حينما كان مسوؤلاً في الدولة؟
– كنت أتعامل معهم بأسلوب راقٍ والشعب السوداني شعب راقٍ، يعشق من يتعامل معه بصورة طيبة.
* هل كنت قريباً من نبض المواطن؟
– نعم كنت معهم في المواصلات والأسواق والأماكن العامة ولم أكن متعاليا.
* هل كنت تستخدم الموصلات كوسيلة للنقل؟
– لا، لم أكن استخدم المواصلات، لكن كنت أشرف على توفيرها من أجل راحة المواطن، وكنت أسهر الليالي من أجل توفيرها للمواطن.
*هل كنت تدخل السوق؟
– لم أكن أدخل السوق.
* لماذا؟
– ( ما كنت فاضي) وكنت أحسبها بالثواني والدقائق ، وزوجتي كانت تقوم بكل الواجبات في تعليم الأبناء وتوفير المستلزمات المنزلية.
*من الذي كان يوفر المستلزمات المنزلية؟
– زوجتي أطال الله في عمرها.
* هل كنت مترفاً؟
– بالعكس كنا نعيش ظروفاً صعبة للغاية ونقبل المساعدات من الأهل ونعتمد بشكل كلي على المرتب وليس لي عمل تجاري ولا يوجد لي دخل إضافي.
*هل المرتب كان كافياً لمجابهة الأغراض الأسرية؟
– لم يكن كافياً وكنا نلجأ للأهل للمساعدة.
* هل كنت تستقبل ذوي الحاجات في المنزل حينما كنت وزيراً؟
– حينما ياتي الصباح أجد أكثر من عشرة أشخاص من ذوي الحاجات في انتظاري أمام باب المنزل وكذا الحال في المكتب.
*كيف كنت تتعامل معهم؟
– بصورة طيبة وكنت أتفهم مشاكلهم والظروف الصعبة التي يعيشونها وكانوا سعداء بتعاملي معهم.
* حدثنا بشئ من التفاصيل عن تعاملك مع أصحاب الحاجات؟
– كنت أخصص لهم يومين في الأسبوع (الأحد – الخميس) من أجل الاستماع لمشاكلهم وأظل معهم حتى الثانية صباحاً وقتها كنت نائباً لوالي الخرطوم.
* ما الذي تغير بعد تركك العمل الحكومي؟
– تغيرت المسوؤلية التي كنت أحملها لأنني كنت أشرف على واجبات ضخمة وصعبة.
* حياتك الآن كيف تبدو؟
– حياة فيها نوع من الراحة والجمال والهدوء.
* هل تدخل السوق حاليا؟
– بالطبع أدخل السوق واشتري أغراضي ومعظم التجار يعرفونني ويتعاملون معي بأريحية في البيع والشراء.
* هل تستخدم الموصلات حالياً؟
– كثير جداً.
* أتراك سعيداً بالوضع الحالي؟
– سعيد جداً.
* ألست متحسراً على شئ؟
– أشعر بأنني أملك الطاقة والقوة من أجل العمل ولكنني محروم بفعل فاعل منذ عامين، مع أننا نحن من أتينا بالإنقاذ، والآن نرى أخطاءها ولا نستطيع فعل شئ.
* حديثك به شئ من الحنين للعمل الوزاري؟
– لا أحب العودة للعمل الوزاري، لكن لدي طاقة وأفكار وكنت أعمل في المؤتمر الوطني في كل بقاع الأرض والآن أبعدت من الوطني ومن العمل التنفيذي.
* هل تتفق معي أن إبعادك من كل المواقع مفيد لك؟
– لا اتفق معك، أنا أحب التكاليف والعمل العام، وحتى أبنائي كان يصرون على أن أعمل في التجارة بدلاً من العمل الوزاري.
* ماذا تعمل حالياً؟
– بدون عمل منذ عامين.
* كيف تدير معايشك إذاً؟
– أصرف أموال معاشي بالقوات المسلحة، بالإضافة لاستحقاقات ما بعد الخدمة، والأمور تمضي بصورة جيدة.
* ألا تملك استثمارات صغيرة؟
– لا أملك أي استثمار ولكن أملك أموال المعاش وأنا أصرف على زوجتي فقط، والحمدلله كل أبنائي يعملون في قطاعات مختلفة.
* تتلقى مساعدات من الأبناء؟
– في أغراض البيت يقدمون بعض المساعدات.
* هل تملك منزلاً خاصاً؟
– نعم أملك منزلاً، وكنت أقيم به حتى عندما كنت وزيراً.
* من أين لك بمنزل كبير؟
– اشتريته من حر مالي عبر الأقساط.
* تتهم بأنك كنت مغروراً خلال حقبتك كنائب لوالي الخرطوم؟
– بالعكس كنت متواضعاً لحد ماـ وكنت أتناول الفول (البوش) مع المواطنين في الشوارع.
* وكنت صاحب خطاب حاد؟
– الخطاب الذي وجهته لعمال المخابز كان خطاباً يعبر عن أزمة بسبب الندرة والجشع، وكانت هنالك أزمات مختلفة ومنتشرة لذلك كان لا بد من الحسم.
* هل سعيت لتقديم تسهيلات لنفسك إبان إمساكك بوزارة مالية الخرطوم؟
– لم يحدث ذلك مطلقا بل أقسم بالله العظيم ثلاثة لم أقدم تسهيلاً لنفسي، بل ولم آخذ حتى سلفية من الحكومة.
* خرجت من الحكومة نظيفاً تماماً؟
– نعم، نظيفاً كامل النظافة (مافي زول طالبني تعريفة) ولم استلف مبلغاً من أي شخص.
* ما كان شعورك في أول يوم بالوزارة؟
– كنت فرحان.
* فرحان؟!
– نعم فرحان، لأننا كنا نعاني قبل الوصول للسطلة وعملنا من أجل الإطاحة بنظام نميري وقدمنا أنفسنا من أجل إجهاض نظام النميري لذلك كنا سعداء بوصول الإنقاذ للسلطة، والحمد الله ربنا وفقني في النجاح في كل المواقع التي عملت بها في ولاية الخرطوم وفي وزارة الشباب والرياضة ومن دون ميزانيات.
* واجهت إبعادك من المنصب باحتجاج وحزن شديدين؟
– لماذا حزين على مفارقة المنصب الوزاري؟ طبعاً لا، ولكن حزين على طريقة الابعاد.
* موقف أحزنك؟
– كنت وزيراً للشباب والرياضة، وقام ثلاثة أشخاص بالاعتداء على المال العام، فشكلت لجنة للتحقيق واللجنة أثبتت أنهم مفسدون، ليتم تصعيد القضية للقضاء، فقالوا إنني غير مختص في شأن الرياضة، وبكل أسف تم شطب القضية لعدم الاختصاص، فيما ظلوا هم يحتفظون بالأموال التي اعتدوا عليها، ومن ثم تم تكليفي والياً لسنار فاعتذرت عن التكليف بسبب هذه القضية.
* ماذا حدث في القضية من واقع متابعاتك؟
– لم يتم الفصل فيها حتى الآن.
* كم تبلغ قيمة المبالغ التي اعتدوا عليها؟
– (20) ألف دولار موجودة في البنك.
* هل تم إبعادهم من الشأن الرياضي؟
– للأسف الوزير الذي عين من بعدي قام بتعيين المختلسين الثلاثة في مناصب مستشارين.
* بهكذا صورة تجابه الحكومة بالاتهامات في الشارع وينعت أفرادها بعدم النزاهة؟
– النزاهة تساعد في إنجاز كل الطاقم العامل مع الوزير لمهامه، وأكثر شئ أضر بنظام الانقاذ هو الفساد بسبب انعدام المحاسبة.
* هل تقدم نصائح للوزراء؟
– نعم، نصحت كثيراً من الوزراء بالاستقامة.
* ماذا قدم لهم من نصائح تحديداً؟
– طلبت منهم الابتعاد من وسائل الاعلام، لأن النظام لا يريد شخصاً كثير الظهور، وكذلك قلت لهم النظام الحالي لا يريد شخصاً محبوباً.
* لماذا؟
– أين الطيب سيخة، وشرف الدين بانقا، وغازي صلاح الدين، ومحمد على قنيف.
*ماذا تقصد؟
– أقصد أن النظام لا يريد شخصاً عفيفاً.
*رسائل في بريد هولاء:
*رسالة لرئيس الوزراء القومي؟
– يجب حسم الفساد وتقليل الإنفاق الحكومي وإيقاف سفر الوزراء للخارج وضبط المال العام.
*رسالة لكل الوزراء؟
– هذه فرصة تاريخية يجب أن تعملوا من أجل الوطن وترك الحزبية والشلليات وتقديم المصلحة الوطنية على المصالح الضيقة.
الصيحة


بواسطة : admin
 0  0  3448
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 07:47 مساءً الخميس 28 مارس 2024.