• ×

حسن خليفة العطبراوي .. فنان ثائر وتاريخ معطر

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
السودانية ولد حسن خليفة محمد الفضل بمدينة عطبرة عام 1919م، والدته زينب الشايقية تنحدر من منطقة (تنقاسي) ووالده من منطقة (البركل) بمحافظة مروي.. درس المرحلة الابتدائية بمدرسة عطبرة الشرقية. عاش العطبراوي في مدينة عطبرة ،التي عشقها وحمل اسمها وكان يردد (إذا عاشت الأسماك خارج المياه سأعيش خارج عطبرة) وظل يرفض كل الإغراءات التي قدمت له لمغادرة عطبرة والهجرة إلى العاصمة فقد رفض عرض الرئيس الأسبق نميري بالهجرة إلى الخرطوم
بعد أن درس الأولية التحق بالعمل الصحي ممرضاً في منتصف الثلاثينات من القرن الماضي ، ثم ترك التمريض ليعمل عاملاً
بمصنع الزراير بعطبرة، وبعدها سافر إلى مصر في عام 1938م وعاد في عام 1940م ليمتهن مهنة الجزارة وهي المهنة التي طالما اعتز بها
وكان يترنم بقوله أنا فنان وجزار ..له عود وأوتار وسكين وفرار)

بدأ حياته الفنية في مدينة عطبرة عام 1935م بترديد أغاني الحقيبة. وأول أغنية خاصة به كانت أغنية..الشادن المحجور – 1942م. غنى في بداية حياته في ثنائية فنية مع عبد العزيز محمد داؤود ورغم سفر عبد العزيز إلى الخرطوم فإن أواصر الصداقة بينهما امتدت حتى وفاة أبوداؤد فقد كان من أعز أصدقائه
له حوالي مائتا أغنية عاطفية ووطنية أشهرها ( الوطن العزيز 1945م – غريب بلدك 1945م – لن يفلح المستعمرون 1946م – أنا سوداني 1946م – لن أحيد 1950م. واشتهرت له من الأغاني العاطفية الخفيفة (ضاعت سنيني – مامنظور ينسانا – يازاهي ماتزورنا – القلوب مرتاحة – مالك مااعتيادي – عتاب.).
كان يكتب الشعر الغنائي إلى جانب التلحين والغناء ، أغنية أنا سوداني الشهير للشاعرمحمدعثمان عبد الرحيم وهو من رفاعة.. فقام بتلحينها وغناها قبل أن يرى شاعرها
أيها الناس نحن من نفر عمروا الأرض حيثما قطنوا
يُذكَرُ المجـدُ كلما ذُكــروا وهو يعتـــزُ حين يَقْــتَرنُ
حكموا العــدل في الورى زمنا يا ترى هل يعود ذا الزمن
حمل لواء الأغنية الوطنية الصريحة متخطياً بها جدار الرمزية الذي كان يسورها به المستعمر وأصبح يجهر بالقول أمامهم وأصبح يردد أنا سوداني.. لا لن يكون.. لن يفلح المستعمرون.
قاد النضال في مدينة عطبرة ضد المستعمر وشارك في ثورة النقابات وغنى يا غريب يلا لي بلدك أمام المفتش الإنجليزي بمدينة الدامر فكانت سبباً وراء محاكمته والحكم عليه بالسجن لسنوات ولكن تحولت بعد تدخل أعيان عطبرة إلى عدة شهور قضاها بسجن عطبرة وخرج بعدها لمواصلة الكفاح ضد المستعمر.
غنى العطبراوي للموردة وللتحرير وللمريخ عندما حصل على كأس مانديلا وكتب أغنية لمريخ عطبرة ولم يمنعه ميوله للهلال من إظهار حبه للكل وساوى حتى في اهتماماته الرياضية وكتب أروع قصيدة مغناة للهلال عضو اتحاد الفنانين: ومعروف عنه انه شاعر كتب العديد من القصائد الفنية.
تزوج من فاطمة محمد إسماعيل ورزق منها بابنه (خليفة) وبعد أن توفاها الله تزوج من أم الحسن عطية ورزق منها بابنتين.

كان العطبراوي رجلا يحب السودان كله بلا تعنصر ويظهرذلك بجلاء واضح في كل أغانيه ووطنيته تظهر من خلال تناوله لكافة قضايا الوطن والمشاركة في كل المناسبات.
عرف العطبراوي بحبه للإطلاع وكانت تأسره (سلسلة الهلال المصرية) التي تجبره على الغوص فيها بأعماقه
وكان العطبراوي يبحث عن كل ما هو جديد لذا بتلحين أغنيات من عيون الشعر العربي لشعراء عدة أمثال الأمير السعودي عبد الله الفيصل والشاعر السوري عمر أبو ريشة
كان عاشقاً للحرية فكانت كل أفعاله وأقواله تدعو للحرية فقد حمل لواءها ليكون قائداً للرأي من خلال أغانيه فغنى للحرية وللاستقلال وللوطن وللزراع والصناع وغنى للجيش بل غنى للسلام من زمن بعيد ودعا له.
ظل العطبراوي رمزاً للمدينة ولم تخلُ مناسبة رسمية في مدينة عطبرة من وجود العطبراوي وظل قاسماً مشتركاً لكل ما يفرح الوطن بل وتعدى الأمر عطبرة ليكون حضوراً في العديد من المناسبات الوطنية في جميع أنحاء السودان.
توفي العطبرواي يوم 5 مايو 2007م ودفن بثرى عطبرة التي أحبها، رحمه الله رحمة واسعة.
حيدر محمد علي ـ اخر لحظة


بواسطة : admin
 0  0  3087
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 03:29 مساءً السبت 20 أبريل 2024.