• ×

مكالمــات آخــر الليــل ... خلـع برقـع الحيـاء

ستار ياليل

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
تحقيق : منال سعد الدين تقول القصة الشعبية إن الشيخ فرح ود تكتوك تنبأ بأن آخر الزمان يكون " السفر بالبيوت والكلام بالخيوط "، لكن زماننا هذا فات خيال ود تكتوك وأصبح الكلام بدون (خيوط)... وتقانة الهاتف الجوال قرّبت البعيد واختصرت المسافات، وربما قتلت الدهشة في رائعة المبدع المطرب محمد الأمين (قلنا ما ممكن تسافر)، لأنه مهما بعدت شقة السفر نجد أن الموبايل قادر على طيها. كما أن الموبايل يدخل إلى (الحيشان) ويلغي رقابة الرقيب، وأصبح المحب لا يحتاج( لغفلة رقيبه) حتى يزور حبيبه، فبعد أن تنام الأسرة يظل معظم الأبناء (بنات وأولاد) في حالة أنس أتاحته لهم تقانة الموبايل وجعلته شركات الاتصالات أكثر مرونة بالتخفيضات التي تتيحها في ساعات الليل (الدقاقة)... البعض يكتفي ببث حبه لمن يحب، أما البعض الآخر فيتخذ من ستار ظلام الليل حاجباً يحول بينه الحياء ليقول (الكلام الما انكتب) وربما تنطبق عليهم المقولة الشعبية (بعد العشاء مافي اختشاء). ولا أريد التعميم لكن كثيراً من شباب بلدي يتخذون المكالمات الليلية جسراً للبوح بما عجزوا عنه في النّهار.. (السودانية) حققت في أمر مكالمات آخر الليل بين الجنسين من الشباب والتي قد لا تنتبه لها الأسر وتجهل الكثير عن مضمونها لثقتها أو عدم متابعتها لأبنائها خاصة المراهقين منهم ..
ستّار ياليل

أولى محدثاتي لم تخف قيامها بالمحادثات الليلية ، قائلة (استغل فرصة ما بعد منتصف الليل عندما يخلد الجميع للنوم لأتحدث مع من تربطني به علاقة عاطفية عبر الهاتف) مشيرة إلى إدمانها لتلك العادة ، قائلة (نتحدث في مواضيع كثيرة فالكلام لا ينتهي) منوهة إلى تطرقه لمواضيع خارج النص، قائلة (يكون رومانسياً جداً في محادثاته ليلاً وعندما نلتقي صباحاً كأن شيئاً لم يكن) .

مناقشة مشاكل وتقارب أفكار:
فيما أكدت (س،ص) جهلها سابقاً بأمر تلك المكالمات قائلة (كنت أجهل هذا الأمر قبل طلبي ممن كانت تربطني به علاقة عاطفية أن يهاتفني ليلاً فأقام الدنيا ولم يقعدها) مشيرة إلى استغرابها من تذمره ذلك، مؤكدة أنها كانت تهدف إلى دراسة بعضهما للآخر إذ إنهما لا يلتقيان كثيرًا وظروف عملهما لا تسمح بالمكالمات الدائمة، قائلة (نسبة لما سببه طلبي من تلك المشاحنات التي لم أجد لها تفسيراً بدأت أبحث هل من خطأ في طلبي ذلك) إلى أن اكتشفت أن البعض يتحدثون آخر الليل في مواضيع لم تكن تتوقعها (وصفتها بالتافهة)، ولكنها رفضت في ذات الوقت تعميمها على الجميع ، مؤكدة أن هنالك من هم على خلق ويميزون الخطأ من الصواب ويلجأون للمكالمات الليلية لمناقشة أمور حياتهم بحثاً عن التقارب الفكري، لكثرة مشاغلهم اليومية التي تمنعهم من اللقاء والتواصل، موجهة لومها واستصغارها لأفق وتفكير من كانت مرتبطة به لعدم تفهمه لوجهة نظرها سابقاً ، قائلة (يجب أن لا نظلم الآخرين ونسيء الظن بهم خاصة من نحبهم فمن يحب يحافظ على حبه ولا يلجأ إلى تدميره) .
مكيالان :

رباب (طالبة جامعية) أشارت إلى تشديد الرقابة الأسرية على مكالماتها هي وشقيقاتها مساءً خاصة من شقيقها الذي يكبرها سنًا، قائلة (بالرغم من عدم لجوئي وشقيقاتي للمحادثات الليلية وعدم اعترافي بها إلا أنني اكتشفت وفوجئت بأن شقيقي الذي يبدي صرامته معنا يقوم بمحادثة إحداهن ليلاً) الأمر الذي جعلها تستنكر ذلك وتنظر لشقيقها نظرة دونية قائلة (إذا لم يكن في الأمر خطأ وتجاوز فلماذا يتشدد أمامنا ويقوم بذلك من خلفنا خفية) .
عدم جدية:

هذا ما جنته علينا شركات الاتصالات بتخفيضها للمكالمات الليلية التي أضحت شبه مجانية هكذا ابتدرت شادية عابدين (ربة منزل) حديثها مضيفة بحده زائدة (تلك الإغراءات جعلت ضعاف النفوس يسترسلون في ثرثرتهم التافهة دون مراعاة للقيم والمبادئ التي نشأنا عليها) مستنكرة ما وصل إليه حال شباب اليوم قائلة (حليل أيام زمان لم يكن أحدهم يجرؤ على الحديث مع خطيبته في المألوف ناهيك عن الحديث في أشياء أخرى ابتدعها هذا الجيل في علاقاتهم العابرة)، مؤكدة أنه إذا كانت هنالك جدية منهم لما لجأوا لمثل هذه التفاهات ، قائلة (من أحب أحداً حافظ عليه، وسعى ليبقى في نظره كبيراً ليفخر به أمام نفسه وأمام الآخرين) .
من المحررة:

العيب ليس في المكالمات الليلية في حد ذاتها، إنما في المضمون، وربما لا تمكن ظروف العمل البعض من التفاكر مباشرة عن الأسرة التي يريدون تكوينها، ويكون الملجأ هو المكالمات الهاتفية في ساعات التخفيض الليلية، لكن المشكلة تظهر عند خروج المكالمات عن النص والدخول في ممارسات يخجل الطرفان من الحديث عنها.. ووصية منّي لبنات جنسي ... إذا حاول من تحبين الحديث عن أشياء جنسية أو دفعك في هذا الاتجاه، فاعلمي أنه غير جدير بحبك.


بواسطة : admin
 0  0  7685
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 02:11 صباحًا السبت 20 أبريل 2024.