• ×

الوالي آدم جماع :(لما جيت كسلا لقيتها كوشة)

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
السودانية ** انهمكت حكومة ولاية كسلا في الاستعداد لاستقبال الدورة المدرسية المقبلة، لكن مع هذه الاستعدادات ثارت ثائرة المدينة اعتراضاً على خطوات تقوم بها، متمثلة في ترميم معالم أثرية في المدينة أو بيعها وتشييد أخرى، كمسرح تاجوج، يضاف إلى ذلك أن المؤتمر الوطني بوصفه الحزب الحاكم في الولاية عقد مؤتمره العام وسط إشادات كبيرة من المركز، وفوق هذا كله تأتي قضايا الولاية من صحة وتعليم ومياه، ومعالجة قضايا التهريب بكل أنواعه البشري والسلع والسلاح.. (اليوم التالي) جلست إلى الوالي لمعرفة تفاصيل ما يدور، ويعتقد جماع بأنه نجح في توحيد المؤتمر الوطني وإزالة عوامل الاحتقان التي – بحسب قوله – أحدثتها فترة الوالي السابق، وكذلك يرى الرجل أن جهوده في تجميل وجه المدينة تمضي بصورة جيدة، لكنه ما فتئ تصويب سلاح اتهامه نحو جهات بأنها تعمل على عرقلة عمله، ولا تريد لحكومته أن تحدث نجاحاً.
* هل تريدون تجميل وجه المدينة، نرى بعض الأعمال في رصف الطرق وتنظيم الأسوق داخل كسلا؟
– عندما جئت إلى الولاية وجدت أن حكومتها محلولة وتدار الولاية بالوكلاء، وجدت أن الانتخابات الماضية خلقت مرارات بصورة غير طبيعية من خطوة اختيار الوالي، مروراً باختيار المجالس التشريعية، لذلك قرأت الساحة لمعرفة من هم المؤثرين، ومن الذين يملكون السلطان، فاكتشفت أن السواد الأعظم هم خارج الرصيف، وبعض الناس لديهم مرارات، في المؤتمر الوطني أحدثنا تغييراً في نائب رئيس الحزب لأن لديه مرارات كثيرة مع الناس، وعيَّنا أكثر زول هادئ ومقبول لدى الناس، لذلك المسألة راقت داخل الحزب، بعده عيَّنا الحكومة، نزلنا إلى المحليات، عيَّنا ناس يستطيعون العمل مع والناس ومشاركتهم، بدأنا معهم في مشاريع خارطة التنمية، استعنت ببعض الشخصيات في مدينة كسلا، بدأتها من سليمان فقيري، وهو كان محافظاً ونائب الوالي السابق، وهو شخص عالم وموسوعة، بالإضافة إلى ذلك ربنا حبانا بمدير شرطة ممتاز، بدأنا بشغل اجتماعي في الأحياء الطرفية، نتلمس مشاكل المجتمع، هذا خلق تواصلاً بينا والمجتمع، لدينا حضور في المحليات في نشاطها الاجتماعي الأفراح والأتراح، وتوجيهاتنا للوزراء أن يتواصلوا مع المواطنين.
* وماذا بشأن النظافة؟
– عندما جئت وجدت مدينة كسلا عبارة عن كوشة، بدأنا في عهد المعتمد السابق بتحويل الجزارة وحصل فيها صراع كبير وممانعة، لكن استطعنا تحويلها.. السوق القديم كان جزءاً من عوامل تكاثر الأوساخ، كذلك الممارسة في السلخانة القديمة كانت سيئة، الآن أنشأنا سلخانة حديثه بمواصفات الصادر، بعض الناس حاولوا مقاومة الإجراءات لكنهم استجابوا للأمر، إلا أن البعض لا يزال يقاوم في التغييرات حتى الآن، لكن أقول ليهم “ديك حاجة وانتهت والسوق لن يعود إلى موقعه القديم إلى يوم القيامة”، لأنها مقاومة بين المعاصرة والقديم.
* بالنسبة لتأمين الحدود وتجارة البشر، على الرغم من الجهود لا تزال مستمرة؟
– أحدثنا اختراقاً في المسألة، الناس يتعاملون مع تجارة الحدود بهاجس ليس هاجس زول دولة، يجب أن نتعامل مع القضية بهيبة وسلطان الدولة، لكن إذا “داير تتلمس الأشياء، فالمسألة لن تمشي لقدام”، لأن شغل التهريب بكل أنواعه “السلاح، والبشر والسلع” وراءها مافيا، وتجد مقاومة وإغراءات وأشياء كثيرة، نحن في لجنة أمن ولاية كل شخص لديه دور، الآن قبضنا على أخطر تجار البشر والسلع، لكن الحاجة المؤسفة أن القضية مضرة للمال ولديها أساليب مختلفة، كلما أحدثنا نجاحاً غيروا من أسلوبهم بطريقة مضادة، لكن الحمد لله أحدثنا اختراقاً في مسألة التهريب، أغلقنا كل المعابر للتهريب، وتركنا معبراً واحداً في منطقة اللفة معتمداً للدخول إلى إريتريا، وهذا ساعد كثيراً جداً في اتجاه أن ندخل كل الطلمبات والمخازن في الحدود إلى الدائرة التأمينية، الحاجة الأخرى استطعنا الوصول إلى أغلب الناس الذين يعملون في هذه تهريب البشر، وإلى المناطق التي يتم فيها تجميع المهربين، وكذلك عملنا شغل في سهل البطانة.
* مؤتمر المؤتمر الوطني العام بالولاية الذي أنهى أعماله، لاحظنا أن هناك أصواتاً كثيرة تنادي ببقائك والياً، هل لديك تفسير للمسألة؟
– لا أستطيع الرد عن هذا السؤال، لكن آخرين ممكن أن يردوا عليك، لأنه ليس من الممكن أن يتحدث الشخص عن نفسه.
* البعض يعيب عليك أنك أحيانا تمارس حدَّة تجاه خصومك أو المخالفين للرأي داخل الحزب؟
– أنا ما عندي خصومة في الحزب، وهذا كلام مردود، أنا ما عندي ألوان في بطاقة عضوية الحزب، ليس لدينا تفاضل ومن يبقى رئيس لديه صوت واحد، لكن على رأي المثل “المادايرك يقول ليك مليتني عجاج”، ندير الحزب بديمقراطية نرجح الرأي الأصوب، لأن الشخص في العمل السياسي لم يأت ليعمل أفندي، جاء باختياره وقناعاته ليست لديه ماهية، ولا امتيازات، لذلك مافي زول يخاف من زول في العمل الحزبي.
* من الأشياء أيضاً أن مؤتمر الحزب بالولاية وجد إشادات من القيادة في المركز، فما هو السر في ذلك؟
هذا يعود بي إلى الكلام الذي قيل عن الحدة، المؤتمر يعطي قراءة أن القيادة في الحزب بالولاية تعزف بنغمة واحدة ليس فيها نشاز، والجهد الذي تم ليس جهدي إنما هو جهد كل الرجال والعضوية، ومافي زول يدعي ويقول هذا جهدي لوحدي، والإخراج تم بشكل جماعي، نحن قصدنا أن نميز كل محلية بلافتة محددة، هذا دليل على أن العضوية التي شاركت عضوية حقيقية، عندما بدأنا المؤتمرات التنشيطية كنا واضحين، قلنا نريد حصر العضوية ومعرفة قوتنا الصوتية، لذلك أول لقاء عملناه في بداية المؤتمرات التنشيطية كان كلامنا واضحاً، قلنا لا نريد أن يجتمع اثنان أو ثلاثة، يشربوا الشاي ويكتبوا ليهم ناس ويقولوا ديل المصعدين، وقفت بنفسي على مؤتمرات كثيرة، وهذا دليل على الجدية، ونريد أن نزيل الصورة القديمة للحضور غير الفعلي من أذهان الناس، يمكن الناس الخوالف يفتكروا أن هذه حدّة، لكن نحن نمارس العمل الحزبي برؤية واضحة دون ضبابية.
* حظكم من صندوق إعمار الشرق، وهل استفدتم منه في التنمية وإزالة آثار الحرب؟
– وجدنا بعض المشاريع للصندوق عبارة عن مؤسسات ماثلة، لكن أنا أجد العذر لصندوق الشرق، لأنه يعتمد على المانحين والصناديق العربية، ويعتمد على المشاركة في السودان، لم يوف المانحون بالتزاماتهم في الدعم، كخطط في الورق حتى الآن لدينا مدرستان عبر الصندوق، المدرسة الصناعية في القربة والزارعية في أروما، مفروض نفتتحهما قبل سنة ونصف، لكن لم نستطع، لعدم وجود الدعم، صحيح المباني مكتملة لكن لم تعمل حتى الآن، نريد أن نركز في التعليم الفني والصناعي لأن الولاية موعودة بنهضة وتحتاج إلى فنيين ومهرة، لكن الصندوق لا حول ولا قوة له.
* نتيجة الأساس الأخيرة للمحليات الشمالية أظهرت بعض الضعف، وأنت شخصياً قلت إنك محبط مما حدث، فما هو الخلل، ونحن نعلم أن حكومتكم منذ أن جاءت ركزت جهودها في تلك المحليات؟
العافية درجات، المحليات الشمالية الأربع أساساً عندها إشكال تراكمي في المسالة التربوية والاستيعاب والتسرب، صحيح لا نستطيع استعجال العلاج، الآن نعمل على استراتيجية طويلة، الأربع محليات فيها مشكلة في تعليم البنات، نريد أن نرغب الناس في التعليم، وبدأنا بالغذاء من أجل التعليم ووفرنا غذاء لكل المحليات، وفرنا الكادر، لأن الحجة كانت في السابق أن المعلم يعينونه ويقضي شهرين ويذهب، الآن عيَّنا أبناء المنطقة، ويمكن الاستثناء الوحيد على مستوى السودان تعيين معلم بالشهادة الثانوية موجود في المحليات الأربع، استفدنا منه وجبنا أي زول من المنطقة أن يكون معلماً ويقعد مع أهله، وقياس أثر ذلك بصورة مستعجلة يكون ظلماً للمنطقة، لأن القياس يفترض أن يكون بعد خمس سنوات، وهل فكرة تعيين أبناء المنطقة لها أثر إيجابي أم سلبي؟ لكن الأمر يحتاج أيضا إلى عمل مجتمعي من الإدارة الأهلية والآباء وأبناء المنطقة، المسألة بقت شق مجتمعي أكثر من أنها شق حكومي، لأن الأخيرة وفرت أقصى من عندها من جهد.
* في إطار حديثك أمام المؤتمر العام ذكرت أن الفصل الأول بالولاية حدث فيه تضخم، بحيث بلغ 37 مليون جنيه؟
– التضخم بسبب محاولة سد النقص في التدريس والصحة.
* أليس لهذا تأثير في باقي الفصول وميزانية الولاية؟
– كل همي شيئان، الناس تقرأ وتتعالج، تاني ما شايف لي حاجة ممكن أركز فيها أكثر.
* وأين المياه من كل ذلك؟
– مصادر المياه كلها جيدة، القربة فيها ديمومة، وحلفا تشرب من ري المشروع ودالحليو من البحيرة، إن كانت هناك مشكلة، فهي في المحليات الشمالية الأربع، لكن السنة الماضية عملنا حصاد المياه في مناطق همشكوريب وتلكوك.
* ولايتكم تستقبل الدورة المدرسية وهذه تظاهرة كبرى، ما هي استعداداتكم لها؟
– نسبة لجدية الولاية في استقبال الحدث بمجرد أن تسلمنا علم الدورة عقدنا أول اجتماع في كوستي بالنيل الأبيض، وضعنا الخطوات والبرنامج، ومن هم المستهدفين في المال، وإنشاء مدارس جديدة وتأهليها، بعدها كونا لجاناً هي الآن في ديمومة اجتماعات، المشاريع المستهدفة على أرض الواقع، الآن في داخل مدينة كسلا عملنا أربع مدارس ثانوية وصيانة كل المدارس، الحاجة الكويسة القبول الجماهيري ممتاز جدا فيه تفاعل، القضية الأساسية التي يتحدث عنها المجتمع الآن هي كيفية استقبال هذا الحدث، الأحياء السكنية أعلنوا التزامهم عن توفير وجبات وسكن، الآن نخطط لإقامة كورنيش جديدة للقاش من الناحية الغربية، لأن الكورنيش الموجود يجعل جبال التاكا خلف الظهر، نسعى إلى عمل استثماري تستفيد منه الولاية، نريد أن ننشئ مسبحاً في إطار استعداداتنا للدورة المدرسية، لأنها أصبحت ضاغطة علينا لضيق الوقت، لأن قيامها سيكون في شهر نوفمبر.
* دار لغط كثيف حول خطوتكم لبيع مسرح تاجوج في كسلا؟
– كنا في جولة داخل المدينة، دخلت إلى المسرح القديم وجدته مخزناً للخردة وبراميل زيوت راجعة، ناديت المعتمد السابق، كان المسرح خرابة، قررنا تأهيله ودفعنا فيه مبلغاً، بدأنا بالنظافة ومنعنا تحويله إلى مستودع، هذا ليس طموحاً، المسرح القديم بمساحته المحدودة والبيئة التي حوله لا يشبه كسلا، الحكومة السابقة خططت لبيعه، فكرنا في إنشاء مسرح كبير في غرب القاش بمواصفات، الضجة التي قامت حول المسرح فيها قضايا سياسية وغيرة من بعض الناس الذين لا يريدون للحكومة أن تحقق أي نجاحات، جهات سياسية في المعارضة استفادت من الممثلين وأحدثت (عوة)، هم ما عارفين نتائجها.
آدم محمد احمد ـ اليوم التالي


بواسطة : admin
 0  0  3215
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 12:01 صباحًا الجمعة 26 أبريل 2024.