• ×

زهير السراج يكتب عن الهجمة علي النساء والفتيات: إتقوا الله يا ..

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
السودانية * مرة أخرى عادت حمى المظهر العام وصيحات المتشددين، والهجمة الشرسة على النساء والفتيات في الشوارع والميادين بتهمة إرتداء ملابس فاضحة، وفرضت بعض المحليات زياً معيناً على بائعات الشاي، وكلفت من يراقبهن ويوبخهن ويعاقبهن، وكأنها القضية الأساسية في بلد يعاني المسغبة والجوع والقهر والفساد!!
* قبل انطلاق الهجمة إنبرى بعض من يطلقون على أنفسهم (العلماء) يهاجمون المرأة في احاديثهم وخطبهم، وكأنهم لا يجدون شيئاً غير جسم المرأة ليركزوا عليه اهتماماتهم واحاديثهم ومقترحاتهم وارائهم الفجة .. ولماذا يصرون على كشف ما (خفي عن الأنظار) في اعمالهم وأقوالهم وكأنهم وكلاء معتمدون لعصابات اللهو الخفي والمتعة الحرام!!

* ألا يجد هؤلاء في كل ما في الدين والدنيا من علوم وقضايا واهتمامات، شيئا غير المفاتن يشغلون به أنفسهم ويملؤون به أوقاتهم ويأخذون عنه أجورهم المتضخمة.. ما هى قضيتهم بالضبط مع جسم المرأة ، ولماذا يعتبرون المرأة هي العدو الأول والأوحد الذي يوجهون له سهامهم المسمومة وحرابهم الغادرة، ولماذا كل هذا الحقد على المرأة التي كرمها الله تعالى ووضعها الدين الإسلامي في مرتبة أعلى من الجنة عندما قال الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) الذي لا ينطق عن الهوى .. ( الجنة تحت أقدام الأمهات ) .. والجنة هى الهدف الأسمى والنهائى الذي يسعى اليه كل انسان يؤمن بوجود الخالق، فلماذا يصر السادة ( العلماء) على وضعها تحت الأقدام ؟!

* ثم ما هو العيب الذي يرونه وحدهم في الشارع السوداني ولا تراه بقية الأنظار، فيطالبون ويلحون في المطالبة بضبط المظهر العام... وكيف يريدون من الدولة ان تضبط المظهر العام، ألا يكفي أن تفرد الدولة قانوناً خاصاً وتخصص عشرات الألآف من الجند تصرف عليهم الكثير من الأموال لمطاردة النساء والفتيات في الشوارع والأسواق والمدارس والجامعات، وجرهن الى المحاكم، والإساءة اليهم وارهابهن وجلدهن وترويع أسرهن والإساءة لسمعة البلاد، بينما اللصوص من كل الأنواع يعيثون فساداً في البلاد ولا يجدون من يقول لهم (تلت التلاتة كم)، أم انهم يريدون من الدولة تسخير المصفحات والدبابات والعربات المجنزرة والجنود المدججين بالأسلحة الثقيلة والراجمات لمحاربة النساء، حتى ترتاح ضمائرهم المشوهة، ويشعرون بالراحة والاطمئنان على مجتمعهم الطاهر من خبث ونجاسة أجسام النساء؟!

* قولوا لنا أيها العلماء الأفاضل... ما هو العيب الذي ترونه في المظهر العام السوداني مما لا نراه نحن ، ويجعلكم مشغولين الى هذه الدرجة بالنساء في السودان، وذلك حتى نرى ما ترونه ونقف معكم، وندعم حججكم، ونطلب من الحكام تعليق النساء على المشانق وذبحهن في الطرقات، وليس فقط ضبط المظهر العام وتجييش الجيوش لمطاردة وجلد واهانة النساء والفتيات وترويع الأسر الآمنة وبث الرعب في المجتمع ؟!

* إن كنتم تعرفون أيها الأفاضل الأجلاء عاراً لا نعرفه عن نساء السودان العاملات المجتهدات المكافحات المناضلات من أجل تنشئة أبنائهن تنشئة طيبة، وتوفير لقمة العيش الصعبة التي حرموا منها بفعل فساد أجهزة الدولة الذي لا يوجد له مثيل في العالم، والسياسات المتقيحة، والكروش التي تتضخم كل يوم... قولوه لنا حتى نمتشق سيوفنا ونجاهد معكم، وندافع عن الشرف السوداني الذي لن يسلم من الأذى حتى يراق على جوانبه الدم بسيوف علماء الشيطان!!
الجريدة


بواسطة : admin
 0  0  912
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 06:41 صباحًا الأربعاء 24 أبريل 2024.